جاءت تأكيدات الرئيس الأمريكي جو بايدن على تمثيل معدلات التضخم المرتفعة أولوية قصوى بالنسبة لإدارته، داعمة بشدة لقرار الاحتياطي الفيدرالي -البنك المركزي الأمريكي- برفع الفائدة الأمريكية واستكمال سياسات التشديد النقدي، حسبما ذكر موقع “إنفيستينج دوت كوم”.
كما استبعد بايدن خلال تصريحاته حدوث ركود اقتصادي أمريكي خلال الفترة المقبلة، قائلا إنه رغم أن الشعب الأمريكي محبط للغاية بسبب الأوضاع الاقتصادية بعد أزمة كورونا، وارتفاع أسعار البنزين وبعض السلع الأخرى بقوة مؤخرا وهو ما يعصف بميزانيات الأسر، إلا أن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة ليس حتميا.
وقد عززت هذه التصريحات، فضلا عن قرار رفع سعر الفائدة الأمريكية التي وصلت الآن إلى 1.75%، من قوة أداء الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى في سوق الفوركس FOREX أمس، ومع نهاية الأسبوع.
وزاد من توقعات ارتفاع معدلات التضخم، رؤية بنك “جي بي مورجان” أن التقلبات الكبيرة التي تشهدها الأسواق حاليا ستظل باقية حتى نهاية العام، مشيرا إلى أن النفط قد يلامس مستوى 150 دولارا للبرميل على المدى القصير، في حين يمكن أن تصل أسعار الذرة إلى 13 دولار للبوشل، وهو سعر قياسي لم تصل إليه منذ سنوات.
وصب هذا الأمر في صالح أداء الدولار الأمريكي بشكل واضح، مع تزايد احتمالات رفع بنك الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة خلال اجتماعات لجنة السياسة النقدية العام الجاري 2022 والعام القادم 2023.
ولهذا ارتفعت أرباح الدولار ويتداول الآن مؤشر الدولار الأمريكي DXY والذي يقيس أداءه أمام أداء سلة من العملات الرئيسية الأخرى، متجها نحو مستويات 105 نقطة، وتحديدا عند 104.606 نقطة بنسبة ارتفاع طفيفة تبلغ 0.78% وتميل نحو الهبوط، بالتزامن مع اتجاه الدولار نحو تحقيق مكاسب أسبوعية قوية.
لكن قد يتأثر الدولار بتوقعات الركود الاقتصادي رغم تصريحات بايدن، حيث أُجري استطلاع رأي على مئات من الرؤساء التنفيذيين لبعض الشركات، وتبين بأن معظم المديرين التنفيذيين يتوقعون أن يواجه الاقتصاد الأمريكي ركودا خلال الأشهر الـ 12 إلى الـ 18 المقبلة.
وكانت أهم أسباب التوقعات السلبية بركود الاقتصاد الأمريكي، هي قضايا سلسلة التوريد، والحرب بين أوكرانيا و روسيا، وعمليات الإغلاق الاقتصادي المرتبطة بفيروس كورونا في جميع أنحاء الصين.