تتسارع الكثير من الاقتصادات العالمية نحو مشروعات جديدة للوقود التقليدي المتمثل في النفط والغاز ، إذ أدى ارتفاع أسعار الطاقة الناتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ضخ استثمارات جديدة في النفط والغاز.
وأوضح تقرير صادر عن مجموعة الأبحاث الدولية “كلايمت أكشن تراكر” Climate Action Tracker أن العالم يجازف بالوقوع في أزمة “ارتفاع حرارة لا يمكن عكسه”.
هناك اتفاق عام على ضرورة خفض انبعاثات الغازات التي ينتجها الوقود الأحفوري
وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى” أن هناك اتفاق عام على ضرورة خفض انبعاثات الغازات التي ينتجها الوقود الأحفوري بشكل كبير بحلول عام 2030.
ويُنظر إلى هذا التوجه على أنه المسار الوحيد الذي سوف يحافظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند حدود 1.5 درجة، وبالتالي تجنب آثار أكثر ضررا لتغير المناخ.
وقال نيكلاس هون، من معهد نيو كلايمت، وهو شريك في مجموعة كلايمت أكشن تراكر، لبي بي سي: “يبدو أن هناك اندفاعا… لإنشاء بنية تحتية جديدة للوقود الأحفوري”.
وأضاف: “من المفترض أن هذا يساعد في إمدادات الطاقة على المدى القصير، لكن بمجرد بناء البنية التحتية الجديدة ستظل موجودة في العالم لعقود طويلة، وبالطبع لن نحقق الأهداف المناخية”.
مخاوف جديدة تتعلق بأمن الطاقة
يأتي التقرير في الوقت الذي يجتمع دبلوماسيون في مؤتمر تغير المناخ التابع للأمم المتحدة، في بون بألمانيا، وسط مخاوف جديدة تتعلق بأمن الطاقة.
وحذر المبعوث الأمريكي المعني بتغير المناخ جون كيري، في مقابلة مع بي بي سي قبيل المؤتمر، من أن الحرب في أوكرانيا يجب ألا تُستخدم كذريعة لإطالة الاعتماد العالمي على الفحم. وانتقد عددا من الدول الكبرى لعدم وفائها بالوعود التي قطعتها في قمة المناخ COP26 العام الماضي.
اقتراح منشآت جديدة للغاز الطبيعي المسال
وتقول مجموعة كلايمت أكشن تراكر إنه تم اقتراح منشآت جديدة للغاز الطبيعي المسال في ألمانيا وإيطاليا واليونان وهولندا وكندا. ووقعت الولايات المتحدة وقطر ومصر والجزائر اتفاقيات لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى مناطق مختلفة من الاتحاد الأوروبي، بينما يتم إحياء مشاريع للغاز في غرب أفريقيا.
وحدد علماء الأمم المتحدة أحداثًا معينة، مثل ذوبان الصفائح الجليدية الكبيرة أو التربة الصقيعية، باعتبارها “نقاط تحول” محتملة لإطلاق المزيد من التغيرات المناخية المتسارعة.
وواجهت خطط الاتحاد الأوروبي للابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري الروسي والاتجاه نحو مصادر الطاقة المتجددة لانتقادات بسبب استمرارها في تمويل البنية التحتية للوقود الأحفوري.