قال بيان من جمعية المصارف الجزائرية إن الجزائر حظرت كل الواردات من إسبانيا بدءا من اليوم الخميس، إذ يأتي الحظر بعد ساعات من تعليق الجزائر معاهدة صداقة مع إسبانيا مضى عليها 20 عاما بسبب الصراع في الصحراء الغربية، بحسب وكالة رويترز.
وقالت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيرا اليوم الخميس، إنها واثقة من أن شركة الغاز الجزائرية المملوكة للدولة سوناطراك ستحترم عقودها التجارية لتوريد الغاز الطبيعي إلى المرافق الإسبانية على الرغم من الخلاف الدبلوماسي.
وقالت في مقابلة مع محطة الإذاعة الإسبانية أوندا سيرو “لا نعتقد أنه يمكن مخالفة (العقود) بشكل أحادي بقرار من الحكومة الجزائرية”.
وعلقت الجزائر أمس الأربعاء معاهدة صداقة عمرها 20 عاما مع إسبانيا وحظرت الواردات من مدريد في تصعيد للخلاف بشأن موقف مدريد من قضية الصحراء الغربية.
وأقرت ريبيرا بأن الخلاف يأتي في توقيت دقيق إذ تخضع عقود إمدادات الغاز حاليا لعملية مراجعة الأسعار.
وزير الخارجية الإسباني : الحكومة الإسبانية “ستدافع بقوة” عن مصالحها
وصرح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس للصحفيين اليوم الخميس بأن الحكومة الإسبانية “ستدافع بقوة” عن مصالحها الوطنية في ضوء قرار الجزائر بإلغاء معاهدة الصداقة والتعاون.
وقال ألباريس للصحفيين “نحن نحلل نطاق وعواقب ذلك الإجراء على الصعيدين الوطني والأوروبي بطريقة هادئة وبناءة ولكن أيضا بحزم في الدفاع عن إسبانيا ومصالح المواطنين الإسبان والشركات الإسبانية”
وأضاف أن إسبانيا تراقب تدفقات الغاز من الجزائر، أكبر مورد لها، والتي لم تتأثر في الوقت الحالي بالخلاف الدبلوماسي بين البلدين.
وأعلنت الإذاعة الجزائرية الدولية اليوم الخميس تجميد عمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا اعتبارا من اليوم الخميس 09 يونيو2022
وتأتي هذه الخطوة بعد أن علقت الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها مع إسبانيا قبل 20 عاما وألزمت الجانبين بالتعاون في السيطرة على تدفقات الهجرة، مما يزيد من تصعيد الخلاف حول موقف مدريد إزاء الصراع في الصحراء الغربية.
المعاهدة المبرمة في عام 2002 تدعو الجانبين إلى “تعميق تعاونهما في السيطرة على تدفقات الهجرة
ودعت المعاهدة المبرمة في عام 2002 الجانبين إلى “تعميق تعاونهما في السيطرة على تدفقات الهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر”، بحسب النص المسجل في الجريدة الرسمية الإسبانية.
ووصل 113 مهاجرا غير شرعي أمس الأربعاء إلى جزر البليار الإسبانية، وهو طريق تقول السلطات الإسبانية إن القوارب القادمة من الجزائر تميل إلى استخدامه.
وزادت تدفقات المهاجرين بشكل حاد عبر البحر المتوسط هذا العام بعد أن أثر وباء كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا على الاقتصاد العالمي.
الجزائر تغضب عندما أعلنت إسبانيا أنها تدعم خطة المغرب التي تمنح الحكم الذاتي للمستعمرة الإسبانية السابقة
وغضبت الجزائر عندما قالت إسبانيا في مارس إنها تدعم خطة المغرب التي تمنح الحكم الذاتي للمستعمرة الإسبانية السابقة. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى الاستقلال الكامل للإقليم الذي يعتبره المغرب جزءا من أراضيه ويسيطر عليه في الغالب.
وقال مسؤول جزائري سابق لرويترز إن الجزائر تعتقد أن الحكومة الإسبانية قررت عدم الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الجزائر.
والجزائر مورد رئيسي للغاز لإسبانيا. وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في وقت سابق إنه لن يفسخ عقد التوريد بسبب هذا الخلاف.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إنه لا يوجد مؤشر على حدوث تغيير. وقالت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيرا إن موقف الجزائر المتعلق بإمدادات الغاز نموذج يحتذى به.
من المتوقع أن تراجع الجزائر أسعار أي عقد جديد للغاز مع شركات إسبانية
وقال مصدر مطلع لرويترز إن من المتوقع أن تراجع الجزائر أسعار أي عقد جديد للغاز مع شركات إسبانية. وأضاف المصدر نفسه، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن العقد الحالي طويل الأجل والأسعار أقل بكثير من المستوى السوقي الحالي.
ومنذ تجدد الصراع حول الصحراء الغربية مرة أخرى في عام 2020، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من وقف إطلاق النار، تدهورت العلاقات بين الجزائر والمغرب بشكل حاد.
وأنهى التحول في موقف مدريد إزاء الصراع في الصحراء الغربية، ليصبح أكثر قربا من الموقف المغربي، خلافا بين مدريد والرباط العام الماضي حول الإقليم المتنازع عليه وقضية الهجرة.