ارتفع سعر الدولار الأمريكي في التعاملات الأوروبية المبكرة اليوم الأربعاء مع تضاؤل معنويات المخاطرة مع تشديد البنوك المركزية للسياسة النقدية، مما يؤثر على النمو الاقتصادي العالمي على الأرجح، حسبما ذكر موقع “إنفيستينج دوت كوم”.
في تمام الساعة 3:05 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (07:05 بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى، بنسبة 0.2٪ عند 102.562.
البنوك لا تتراجع عن التشديد
وبدأت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في الاستجابة للتضخم المتزايد من خلال تشديد السياسة النقدية، والتي كانت فضفاضة للغاية في أعقاب جائحة “كوفيد-19.”
ورفع البنك المركزي الهندي سعر الفائدة الرئيسي للشهر الثاني على التوالي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 4.90٪، في وقت سابق يوم الأربعاء، وهو ما أعقب خطوة مماثلة من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي أمس الثلاثاء.
الفيدرالي يعرف عدوه والدولار يستفيد
كذلك من المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة القياسي بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل ومرة أخرى في يوليو، بينما يجتمع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس ومن المتوقع أن يمهد الطريق لزيادة سعر الفائدة الشهر المقبل.
وكان لهذا تأثير على التوقعات الاقتصادية العالمية، حيث خفض البنك الدولي تقديراته للنمو العالمي هذا العام إلى 2.9٪ من توقعات يناير البالغة 4.1٪، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، واضطراب الإمدادات، وتحركات البنوك المركزية لزيادة معدلات الفائدة.
الاستثناء الوحيد..عملته تُستنزف
في حين يُعد بنك اليابان هو الاستثناء الواضح، حيث لم يقدم أي إشارة للتخلي عن السياسات النقدية فائقة السهولة، وأكد محافظ بنك اليابان هاروهيكو كورودا مؤخرًا بحزم أنه لا توجد خطط تشديد قيد المناقشة.
ونتيجة ذلك، ارتفع سعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بنسبة 0.5٪ إلى 133.24، مرتفعًا إلى أعلى مستوى له في 20 عامًا، بينما تراجع الين أيضًا إلى أدنى مستوى له في سبع سنوات مقابل اليورو.
وقال المحللون لدى مؤسسة أي إن جي في مذكرة إن: “الأسواق تختبر بجدية تصميم السلطات اليابانية على العمل لدعم العملة، ومجرد التدخل اللفظي قد لا يكون كافياً هذه المرة”.
الدولار وعملات أخرى
وعلى صعيد آخر، انخفض سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1٪ إلى 1.0687 بعد أن ارتفع الإنتاج الصناعي الألماني بنسبة 0.7٪ فقط في أبريل، دون معدل النمو المتوقع بنسبة 1.0٪.
ويضيف هذا مزيدًا من الأدلة، بعد أن أظهرت البيانات الصادرة يوم الثلاثاء أن طلبيات المصانع انخفضت بنسبة 2.7٪ في نفس الشهر، إلى فكرة أن أكبر اقتصاد في منطقة اليورو قد يعاني ربع الانكماش الاقتصادي.
كما انخفض سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1٪ إلى 1.2571 بعد فترة من التقلب التجاري وسط الاضطرابات السياسية بعد أن نجا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من تصويت بحجب الثقة.