عبرت دول مجاورة لجنوب السودان اليوم عن دعمها لرئيس جنوب السودان، سلفاكير، في الصراع القبلي الذي يسود أحدث دولة في العالم، معلنة إنها لن تقبل بأي محاولة للإطاحة به وبحكومته المنتخبة ديمقراطياً.
وحظي كير أيضا بدفعة في مدينة ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل -وهي الولاية الرئيسية المنتجة للنفط في جنوب السودان- حيث ألحقت القوات الحكومية هزيمة بقوات المتمردين الموالين لنائب رئيس الجمهورية السابق ريك مشار بعد أربعة أيام من الاشتباكات العنيفة.
وقال وزير في حكومة كير إن الحكومة مستعدة لوقف إطلاق النار فوراً، لكن لم يتضح إن كان مشار سيقبل عرضاً كهذا لا يتضمن الإفراج عن حلفائه السياسيين المحتجزين.
وكان مشار قد أبدى استعداده لإجراء محادثات سلام، لكن بشرط الافراج عن حلفائه السياسيين المعتقلين.
وفي كلمة أمام زعماء إقليميين خلال قمة طارئة حول جنوب السودان عقدتها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد)، ناشد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا كلا من كير ومشار اغتنام “الفرصة المحدودة السانحة” والبدء في محادثات سلام.
وقال كينياتا في بيان وزعته الرئاسة الكينية “ليكن معلوما إننا في إيجاد لن نقبل عزلا غير دستوري لحكومة منتخبة ديمقراطيا بطريقة سليمة في جنوب السودان. العنف لم يقدم قط حلولاً مثلى.”
وتفجر العنف في جنوب السودان يوم 15 ديسمبر الجاري وانتشر بسرعة وقسم الدولة على أسس قبلية بين أبناء قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار وقبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير.
وتخشى قوى غربية وحكومات افريقية أن تؤدي الاشتباكات العرقية إلى حرب أهلية تهدد منطقة هشة يسهل اختراق حدودها.
ودعا قادة دول المنطقة إلى فتح “ممر للمساعدات” لتوصيل الإمدادات المطلوبة بشدة إلى المناطق النائية.
وقالت الأمم المتحدة، التي ترسل قوات إضافية لحفظ السلام في جنوب السودان، إنه تم نزوح حوالي 121600 مدني أثناء الاشتباكات المستمرة منذ 13 يوماًن من بينهم 63 ألف مدني لجأوا إلى قواعد الأمم المتحدة.
وقال جيش جنوب السودان إنه استعاد السيطرة الكاملة على ملكال العاصمة الإدارية لولاية أعالي النيل، التي تعد في الوقت الحالي مصدر كل إنتاج النفط في جنوب السودان، بعد إغلاق حقول النفط في مناطق أخرى.
وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير لرويترز من جوبا في اتصال تليفوني إن القوات الحكومية “تسيطر على مائة بالمائة من مدينة ملكال وتلاحق قوات الانقلاب.”
ودعا وزير شئون مجلس الوزراء مارتن إيليا لومورو في حديث لرويترز من جوبا اليوم إلى وقف إطلاق النار، قائلا “يهدف إيقاف القتال إلى وقف الضرر مؤقتا وإلى وقف الهجوم ومن ثم نتحرك بثقة” إلى محادثات السلام.
وكان مشار نائبا لرئيس الجمهورية إلى أن أقاله كير في يوليو الماضي، واتهمه كير بالسعي للانقلاب عندما اندلع القتال بين مجموعتين من الجنود الموالين لكلتا الجماعتين المتصارعتين في جوبا. وينفي مشار هذا الاتهام.
وقال كينياتا إن دولة جنوب السودان وحكومات المنطقة “ليس أمامها وقت” لايجاد حل لما وصفه بأنه مشكلة سياسية داخل حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم تحولت إلى مواجهة عنيفة تهدد باتخاذ “منحى قبلي رهيب”. وقال إن الحل العسكري لا يمكن أن ينجح في جنوب السودان.
وأضاف “سينتج عن الأزمة الحاليةن، إذا لم يتم احتواؤها، ملايين النازحين واللاجئين، وستصيب هذه المنطقة بانتكاسة كبرى.”
وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في السودان هيلدا جونسون إن أكثر من ألف شخص قتلوا في الصراع حتى الآن.