أشارت وزارة المالية الروسية ، اليوم ، عزمها مواصلة الوفاء بالالتزامات المالية الدولية، بعد قرار وزارة الخزانة الأمريكية عدم تجديد رخصة خدمة الدين السيادي لموسكو.
وأكد الوزارة الروسية، في بيان اليوم الأربعاء: -كما ورد بموقع العربية- “سنواصل سداد السندات الدولية بالروبل بعد القرار الأميركي بعدم تجديد رخصة خدمة الدين”.
القرار الروسي متوافق مع توقعات الخبراء، الذين أشاروا إلى أن وزارة المالية الروسية ستواصل خدمة الدين الخارجي المقوم بالعملة الأجنبية بالروبل الروسي.
كانت الولايات المتحدة قد قررت اعتباراً من الأربعاء، إلغاء الإعفاء الذي يتيح لروسيا سداد ديونها الخارجية بالدولار، وفق ما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في قرار من شأنه أن يسرّع تخلّف موسكو عن سداد مستحقاتها.
وبذلك يُلغى الإعفاء من العقوبات المالية الصارمة التي فُرضت على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، قبل يومين من موعد سداد الاستحقاق المقبل.
والاستحقاق المقبل في برنامج سداد الديون الروسية موعده في 27 مايو الجاري ومقداره 100 مليون يورو.
وهذا المبلغ هو قيمة فائدة تستحقّ على إصدارين، أحدهما يجبر روسيا بأن تسدّد المبلغ بالدولار أو اليورو أو الجنيه الاسترليني أو الفرنك السويسري، أما الثاني فيمكنها سداده بالروبل.
والإعفاء سار منذ بدء الدول الغربية فرض عقوبات على روسيا، وهو كان قد مكّن موسكو من تجنب التخلف عن السداد.
والأسبوع الماضي قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين: إن واشنطن كانت قد اتّخذت القرار من أجل “توفير مهلة زمنية لإجراء تحويلات منتظمة ومن أجل تمكين المستثمرين من بيع الأوراق المالية”.
وهي أشارت إلى أن الولايات المتحدة ستوقف العمل على الأرجح بالإعفاء الذي يسمح لموسكو بأن تسدد ديونها الخارجية بالدولار.
وفي 29 إبريل أكّدت حاكمة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا أنّه “لا يمكننا الحديث عن تخلّف عن السداد»، معترفة في الوقت نفسه بأنّ موسكو تواجه «صعوبات في السداد”.
وتبلغ قيمة الدين الخارجي لروسيا، وفقاً لوزارة المالية الروسية، ما يقرب من 4500 إلى 4700 مليار روبل (حوالي 50 مليار يورو بسعر الصرف الحالي)، أي 20% من إجمالي الدين العام للبلاد.
وسبق لروسيا أن تخلّفت عن سداد ديون محلية بالروبل خلال الأزمة المالية في 1998، لكنّ البلاد لم تتخلّف عن سداد دين خارجي منذ 1918 عندما رفض الزعيم البولشفي فلاديمير لينين الاعتراف بالديون التي ورثتها موسكو عن نظام القيصر بعدما أطاحت به الثورة البولشفية في 1917.