«الأعلى للآثار»: الكشف عن نقطة تفتيش ومراقبة وبقايا معبد و85 مقبرة من العصر البطلمي بسوهاج

نجحت بعثات «الأعلى للآثار» في الكشف عن أجزاء منه خلال مواسم حفائر سابقة في أوائل ألفينيات القرن الحالي

«الأعلى للآثار»: الكشف عن نقطة تفتيش ومراقبة وبقايا معبد و85 مقبرة من العصر البطلمي بسوهاج
المال - خاص

المال - خاص

5:17 م, الأربعاء, 4 مايو 22

نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة جبل الهريدي بسوهاج والتابعة للمجلس الأعلى للآثار في الكشف عن نقطة تفتيش ومراقبة من عصر الملك بطليموس الثالث، بالإضافة إلى استكمال أعمال الحفائر الخاصة بالكشف عن بقايا المعبد البطلمي والذي نجحت بعثات «الأعلى للآثار» في الكشف عن أجزاء منه خلال مواسم حفائر سابقة في أوائل ألفينيات القرن الحالي.

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن نقطة التفتيش المكتشفة عبارة عن مبنى من الطوب اللبن يشبه ما يسمى بمبنى البرج (Tower House)، تم بناؤه بهدف التفتيش والمراقبة وإحكام المرور بين حدود الأقاليم وجمع الضرائب وتأمين السفن وحركة الملاحة في النيل.

وأضاف وزيري، أن المعبد المكتشف تم تكريسه للإلهة إيزيس وهو يعود لعصر الملك بطليموس الثالث (يورجتيس) ويمتد بطول 33 مترا وعرض 14 مترا، بمحور من الشمال إلى الجنوب.

أما عن تخطيطه، فأوضح أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أنه يتكون من صالة مكشوفة مستطيلة الشكل يتوسطها صف مكون من أربعة أعمدة يليه صالة مستعرضة يتوسطها عمودين تؤدي إلى قدس الأقداس ويتوسط المعبد من الغرب سلم. وشكلت أرضية المعبد من البلاطات الحجرية من الحجر الجيري المحلي.

وخلال أعمال الحفائر، عثرت البعثة في الجهة الشمالية للمعبد على حوض للتطهير من الحجر الجيري ولوحة نذرية للمعبد، كما عثرت في الناحية الشمالية على عدد 5 أوستراكات عليها كتابات بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى 38 عملة معدنية تعود إلى العصر الروماني وجزء صغير من عمود من الحجر الجيري، بالإضافة إلى الكشف عن بعض العظام الحيوانية، والتى تبين من خلال دراستها أنها كانت تمثل طعام كهنة المعبد.

ومن جهته، قال محمد عبد البديع، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، إن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن بيوت أحد رؤوساء العمال وعدد من بقايا الأوراق الخاصة بأسماء العمال ورواتبهم ومهامهم، بالإضافة إلى ما يقرب من 85 مقبرة تعود إلى فترات مختلفة منذ نهاية الدولة القديمة حتى نهاية العصر البطلمي، تباينت تخطيطها فمنها مقابر محفورة في عدة مستويات في الجبل، ومنها مقابر ذات بئر أو عدة آبار للدفن، ومقابر أخرى ذات ممر منحدر ينتهي بغرفة للدفن.

وعُثر بداخل المقابر التي تعود للعصر البطلمي على 30 بطاقة مومياوات والتي كانت تعد بمثابة تصريح للدفن مكتوبة باللغة اليونانية القديمة فقط والخط الهيراطيقي والديموطيقي مع بقايا رفات آدمية وبقايا مومياوات وعادة ما تتضمن تلك البطاقات اسم المتوفي واسم والده أو والدته وموطنه ومهنته وعمره عند الوفاة بالإضافة إلى بعض الأدعية الخاصة بالآلهة المصرية القديمة.

ووثقت البعثة مجموعة من المحاجر الموجودة بالموقع، ومنها محجر للملك رمسيس الثالث من الأسرة التاسعة عشر حيث اضطلعت بتنظيفه وتقوية اللوحة الصخرية الخاصة برمسيس الثالث والتي ذكرت في بردية هريس بأن الملك رمسيس الثالث أوفد 38 عاملا ماهرا من عمال المحاجر لهذه المنطقة (جبل هريدي) لقطع الأحجار لبناء معبد له في الإقليم العاشر، بالإضافة إلى ثلاثة محاجر بطلمية لكل من (بطليموس الثالث والرابع والخامس وبطليموس الثاني عشر) ما يثبت أن منطقة جبل الهريدي كنت مصدرا للأحجار في العصر البطلمي نظرا لجودة الأحجار بهذا الموقع.