التقى الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأكثر من ٦٩ شابا من رواد الأعمال والمؤسسين لشركات ناشئة تعمل فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وذلك ضمن فعاليات يوم الشركات الناشئة الذى نظمه مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال “تيك” التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” بمركز إبداع مصر الرقمية بقصر السلطان حسين كامل حيث تتزامن الفاعلية مع الاحتفال باليوم العالمى للإبداع والابتكار.
تناول اللقاء استعراض قصص النجاح التى حققها رواد الأعمال، وتسليط الضوء على التحديات التى تواجههم، وأهم الآليات المطلوبة للتغلب عليها، فضلا عن مناقشة أبرز المقترحات للنهوض بقطاع الشركات التكنولوجية الناشئة وريادة الأعمال القائمة على الابتكار.
وقال وزير الاتصالات إن هذا اللقاء يأتى فى إطار لقاءات متعددة تستهدف التواصل مع الشركات الواعدة ورواد الأعمال لاسيما أن هذا اللقاء يجمع ٦٠ شركة نجحت خلال العام الماضى فى جذب استثمارات بقيمة ٢٤٠ مليون دولار؛ مستعرضا جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهات التابعة لها لدعم الابتكار التكنولوجى وبناء القدرات الرقمية.
وأضاف أنه يتم تنفيذ استراتيجية للتدريب التقنى تتضمن عددا كبيرا من المبادرات بالشراكة مع الشركات العالمية والجهات الاكاديمية المرموقة لنقل الخبرات العالمية للشباب المصرى مع التركيز على التخصصات الأكثر طلبا فى سوق العمل الحالى والمستقبلى والتنوع فى آليات التعليم لتشمل التعليم الهجين الذى يجمع بين الطرق التقليدية والتعلم الرقمى؛ لافتا إلى أن الوزارة تستهدف إعداد أجيال من الكوادر المدربة القادرة على المنافسة فى الأسواق الإقليمية والعالمية من خلال توفير التدريب المتخصص بدءا بتنمية المهارات الرقمية لطلاب المدارس من خلال مبادرة أشبال مصر الرقمية وإطلاق مدارس we للتكنولوجيا التطبيقية، ثم برامج لطلاب الجامعات من خلال جامعة مصر للمعلوماتية وانتهاء بمنح الماجستير فى التخصصات المتقدمة من خلال مبادرة بُناة مصر الرقمية.
وأشار عمرو طلعت إلى أنه تم مضاعفة ميزانية التدريب ٢٢ مرة خلال ثلاث سنوات لترتفع من تدريب ٤الاف متدرب بميزانية ٥٠ مليون جنيه إلى مستهدف تدريب ٢٠٠ الف متدرب بميزانية ١.١ مليار جنيه خلال العام المالى الحالى؛ منوها إلى أنه تم إطلاق مبادرة مستقبلنا رقمى التى تهدف لتأهيل الشباب من مختلف الخلفيات الأكاديمية للحصول على فرص عمل متميزة فى مجال تكنولوجيا المعلومات؛ إذ تم استثمار ١٣ مليون دولار لتدريب ٨٠ الف فى النسخة الأولى من مبادرة مستقبلنا رقمى ونجح ٢٠ الف من الخريجين فى تنفيذ مشروعات مستقلة ب ١٣٠ مليون دولار فى عام واحد؛ مؤكدا أن المبادرة تهدف لتوفير أجيال قادرة على بناء مصر الرقمية، ومساعدة الشركات الناشئة فى إيجاد المهارات التى تتطلبها وكذلك اجتذاب الشركات العالمية لإقامة مراكز تعهيد لها فى مصر.
كما استعرض وزير الاتصالات أبرز ما أنجزته الوزارة على صعيد دعم الابتكار التكنولوجى وريادة الأعمال حيث تم إنشاء ثمانية مراكز إبداع مصر الرقمية بالمحافظات ويتم العمل حاليا على إنشاء ١٤ أخرين؛ مشيرا الى أن المراكز تستهدف تقديم التدريب التقنى وتطوير المهارات الرقمية والناعمة وتوفير حاضنات للمشاريع الناشئة بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى مجال الحاضنات التكنولوجية وتسريع الأعمال لإدارة هذه المراكز؛ موضحا أنه يتم التعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى إطار شراكتها مع جامعة بابسون الأمريكية لتنفيذ برنامج تدريبى لرواد الاعمال والشركات الواعدة لمدة ٣ أشهر، كما يتم التعاون مع جامعة MIT للعمل على تسريع نمو قطاع ريادة الأعمال فى مصر وذلك بالإضافة الى إطلاق استراتيجية خاصة لقطاع الشركات الناشئة بالتعاون مع شركة ديلويت الاستشارية، وإطلاق استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد؛ منوها إلى نمو حجم الاستثمارات فى الشركات الناشئة فى مصر من ١٩٠ مليون دولار بعدد ١١٧ صفقة فى عام ٢٠٢٠، إلى ٤٩١ مليون دولار بعدد ١٤٧ صفقة خلال عام ٢٠٢١.
كما أكد طلعت أنه تم استثمار أكثر من 2 مليار دولار خلال ثلاثة أعوام لتطوير البنية التحتية المعلوماتية وهو ما ساهم فى تقدم ترتيب مصر لتصبح الأولى إفريقيا فى متوسط سرعة الإنترنت الثابت كما يتم العمل على تقوية شبكات المحمول من خلال طرح ترددات للشركات وزيادة أعداد أبراج المحمول؛ لافتا الى الجهود المبذولة فى إطار إعداد التشريعات الداعمة لنمو صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتبسيط الإجراءات حيث تم عقد بروتوكول مع هيئة الرقابة المالية وهيئة الاستثمار لدعم ومساندة الشركات الناشئة فى مصر وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين.
وخلال اللقاء دار نقاش مفتوح بين السيد الوزير وأصحاب الشركات الناشئة؛ حيث أعرب الشباب عن تطلعاتهم لتنمية حجم أعمالهم والنمو؛ وتقدم الشباب بعدد من المقترحات أبرزها التشبيك بين طلاب الجامعات والشركات الناشئة بهدف توفير منح تدريبية لهم داخل هذه الشركات، وتوفير التدريب المتخصص فى التكنولوجيا المتقدمة لجعل الريادة لمصر فى هذه المجالات، والاهتمام بتمكين المرأة من ريادة الأعمال فى مجالات تكنولوجيا المعلومات، ودعم قدرات السيدات فى التسويق الإلكتروني، وتدشين جمعية لرواد الأعمال، وزيادة الموجهين فى مجالات الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيات الناشئة.
وطالب عدد من أصحاب الشركات بدعم من الوزارة لتحقيق التواصل مع الجهات الحكومية؛ حيث وجه طلعت نحو التنسيق مع هيئة “ايتيدا” التى ستقوم بدورها بالتواصل مع الجهات الحكومية المعنية لنقل متطلبات رواد الأعمال وتنظيم ورش عمل مشتركة.
كما أكد عمرو طلعت أن الوزارة بصدد دراسة تمويل صندوق للاستثمار فى الشركات الناشئة بالتعاون مع القطاع الخاص.
وردا على سؤال حول متطلبات الشركات الناشئة من سعات انترنت كبيرة؛ استعرض عمرو طلعت جهود الوزارة لإقامة بنية تحتية معلوماتية قوية، مشيرا الى انه يمكن أن تقوم “ايتيدا” بدور التنسيق بين الشركات الناشئة وشركات الاتصالات للتأكد من تلبية متطلبات الشركات الناشئة.
وناقش عدد من الشباب أهمية الإسراع فى تفعيل التوقيع الالكترونى لدى المواطنين، حيث أوضح الدكتور/ عمرو طلعت جهود الوزارة لنشر استخدامات التوقيع الالكترونى وزيادة الوعى المجتمعى بأهميته وكذلك تجهيز البنية التحتية اللازمة لتطبيقه على نطاق واسع.
كما أشار عدد من الحاضرين إلى ضرورة تنظيم عمليات إتاحة البيانات وتوفير آليات للشركات الناشئة للتحقق من هوية المتعاملين معهم؛ حيث أشار الدكتور/ عمرو طلعت إلى انه تم اصدار قانون حماية البيانات الشخصية ويتم مراجعة اللائحة التنفيذية تمهيدا لإصدارها.
وحول الاستفادة من تقنيات انترنت الأشياء؛ أشار الوزير إلى أنه سيتم انشاء مجمع يضم كل ما يتعلق بالتصميم الإلكترونى وانترنت الأشياء فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة والذى سيكون بمثابة منطقة حرة يمكن من خلاله إدخال المكونات بإجراءات ميسرة.
كما دعا طلعت رواد الأعمال للانضمام إلى منظمات المجتمع المدنى العاملة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث تنظم محافل للتواصل بين الشركات الناشئة بالإضافة الى تنظيم لقاءات لهم مع المسئولين الحكوميين.
حضر اللقاء المهندس عمرو محفوظ الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا”، وشيرين الجندى مساعد الوزير للاستراتيجية والتنفيذ، والدكتور/ حسام عثمان مستشار الوزير للإبداع التكنولوجى وصناعة الإلكترونيات والتدريب.