رفض كبار المسئولين الصينيين فرض عقوبات مقترحة على شركة ديدي جلوبال من قبل مشرع الأمن السيبراني في البلاد، مما يزيد من غموض مستقبل عملاق النقل التشاركي.
وبحسب وكالة بلومبرج، تواصلت المفاوضات التي تجريها الشركة مع إدارة الأمن السيبراني الصينية بخصوص غرامة وعقوبات أخرى ردا على مواصلة الشركة إجراءات قيدها وسط تدشين الطرح الأولي لأسهمها في الولايات المتحدة في يونيو الماضي، وذلك بسبب اعتراضات أبدتها الجهات الرقابية الصينية.
كانت الإدارة الصينية تهدف إلى نشر نتائج ذلك التحقيق في أبريل لكن مسؤولين في الحكومة المركزية أخبروا الإدارة الصينية بأنهم غير راضين عن العقوبات المقترحة وطلبوا تعديلها.
وقررت شركة ديدي تعليق خطط طرح أسهمها في هونج كونج، بحسب أشخاص على دراية بالأمر، وأضافوا أنه يصعب تحديد موعد إيجاد حل للخلاف.
مصير غامض يواجه شركة ديدي
وتواجه ديدي لذلك مصيرا غامضا بعد أن كانت أشهر شركة ناشئة في الصين، في ظل استعدادها لمغادرة بورصات نيويورك استجابة للأوامر الصادرة إليها من بكين.
كانت الشركة تقدر قيمتها بأكثر من 80 ملياردولار، فإذا بأسهمها تتداول الآن في السوق الثانوية التي تشهد تداولات لأسهم أقل قيمة أو أعلى مخاطرة.
قالت ديدي الأسبوع الماضي إنها لم تتقدم لطرح أسهمها في بورصة أخرى، مما أثار استغراب المستثمرين الذين توقعوا انتقالا أكثر سلاسة.
امتنع حملة أسهم شركة ديدي حتى الآن عن التعليق علانية على شطب أسهم شركة ديدي.
وأبلغت الشركة الصينية العديد من المستثمرين بالتأجيل المحتمل لقيد أسهمها وأبدى أكثر من مستثمر واحد على الأقل انزعاجهم من هذه الخطوة.
وربما يضطر بعض المستثمرين إلى البيع لأنه لا يسمح لهم بحيازة أسهم غير مقيدة.
وتراجعت حصة أسهم في ديدي بقيمة 20% مملوكة لشركة سوفت بنك اليابانية، نزولا من قمة بقيمة 16 مليار دولار إلى أقل من 2 مليار دولار. وكانت سوفت بنك قد ضخت استثمارات بقيمة 12 مليار دولار في الشركة.
تأجيل التسوية يعد بمثابة انتكاسة لشركة ديدي التي هزمت أوبر تكنولوجيز داخل الصين مما حولها لبطل قومي، قبل أن تصبح واحدة من أكبر أهداف حملة قمع يشهدها قطاع التكنولوجيا هناك.
حذف خدمات الشركة
وخضعت الشركة لتحقيقات تخص الأمن السيبراني وتم حذف خدمات الشركة من متاجر التطبيقات الصينية.
أثار الطرح الأولي لأسهم الشركة في الولايات المتحدة جدلا كبيرا لدرجة أن الجهات الرقابية اتخذت إجراءات لمنع الشركات الصينية من جمع أموال في الخارج.
وأوردت وكالة بلومبرج سعي ديدي لإستكشاف بدائل عديدة، منها نقل البيانات إلى طرف صيني ثالث وبيع حصة في الشركة إلى شركات تابعة للدولة.
وقالت المفوضية الصينية للرقابة على أدوات الدين في بيان صدر في أعقاب بيان الأسبوع الماضي إن ديدي اتخذت قرار الشطب بسبب أوضاع السوق وموقفها فيه.
استمرار حالة انعدام اليقين بخصوص مصير ديدي يسهم في تزايد التساؤلات بخصوص النوايا طويلة الأجل لبكين فيما يتعلق بقطاع الانترنت العملاق الذي تعتبر أنه قد اكتسب الكثير جدا من الثروة والنفوذ.
سيصوت حملة الأسهم يوم 23 مايو على خطة شطب قيد ديدي التي من المرجح تمريرها بالنظر إلى احتفاظ المؤسسين تشينج وي وجين ليو بالأغلبية ضمن من لهم حق التصويت.
سيتم بعد ذلك تداول سهم الشركة في السوق الثانوية لفترة غير محددة من الوقت، بحسب أشخاص على دراية بالأمر.
وعلى الرغم من أن بعض الشركات القيادية غير الأمريكية تتداول أسهمها في السوق الثانوية، فإن الأسهم المتداولة هناك تندرج ضمن أدوات الدين عالية المخاطرة التي لا تلبي الاشتراطات الصارمة السارية على البورصة الرئيسية.