ارتفعت أسعار النفط في تعاملات الخميس صعودا من المستوى الادنى لها خلال ثلاثة اسابيع، وتم بلوغ هذه القاع في الجلسة السابقة جراء إعلان الدول المستهلكة عن الإفراج عن كميات ضخمة من الاحتياطيات الطارئة، بحسب وكالة رويترز.
ويأتي هذا بينما لا تزال المخاوف بخصوص شح المعروض تحجب القدرة على تشكيل نظرة مستقبلية بخصوص السوق.
ارتفاع أسعار النفط
وقفزت العقود الآجلة لخام برنت 1.05 دولار إلى 102.12 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 86 سنت، بما يعادل 0.9%، لتصل إلى 97.09 دولار للبرميل.
وهبط المؤشران بأكثر من 5% في الجلسة السابقة ولامسا أدنى مستوى لهما عند الإغلاق منذ 16 مارس.
ووافقت الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية الأربعاء على الإفراج عن 60 مليون برميل، زيادة على 180 مليون برميل أعلنت الولايات المتحدة الإفراج عنها الأسبوع الماضي للمساعدة على خفض الأسعار وسط مخاوف نقص المعروض في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأفرجت اليابان أيضا عن 15 مليون برميل من النفط من الاحتياطيات الحكومية والخاصة.
وعلق بنك أ.إن.زد عن الخطوة الأمريكية، قائلا:” على الرغم من أن هذه هي أكبر خطوة منذ إنشاء الاحتياطيات عام 1980، فإنها ستفشل في تغيير أساسيات سوق النفط.”
وأشار البنك إلى أن الإفراج عن الاحتياطيات الأمريكية سيؤدي إلى تأجيل الزيادات الإضافية في الانتاج من المنتجين الأساسيين وربما تمنح منظمة الأوبك بلس ” متنفسا أكبر وسط دعوات لزيادة الانتاج.”
مخاوف شح المعروض
ويرى محللون آخرون أن الإفراج عن هذه الاحتياطيات يسهم في دعم السوق ويهدئ مخاوف شح المعروض.
وقال كوميرزبنك:” بالنظر إلى هذه الكميات، فإن المخاوف السابقة بخصوص شح المعروض لم تعد مبررة، وهو ما يمكن إستخلاصه أيضا من المنحنى السعري.” وأشار البنك إلى أن أسعار خام برنت هبطت بنحو 12 دولار منذ الإعلان لأول مرة عن الإفراج عن النفط الأمريكي الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن يتعافى الطلب الصيني على النفط ليصل إلى 14.26 مليون برميل يوميا في الربع الثاني، بعد هبوطه إلى 13.9 مليون برميل يوميا في الربع السابق وسط تسبب سياسة المكافحة الصفرية لكوفيد في خفض الاستهلاك، بحسب تصريحات باحث رفيع المستوى في شركة الصين الوطنية للبترول.
وقالت الصين، التي تعد أكبر مستورد للنفط في العالم، إنها ستضبط بصرامة الطاقة الاستيعابية الجديدة في صناعة تكرير النفط لديها وستسرع من وتيرة القضاء على الطاقة الانتاجية المتقادمة غير الناجعة.
وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بخصوص إحياء اتفاق عام 2015 المتعلق ببرنامج طهران النووي، مما أدى إلى تأجيل احتمالية رفع العقوبات المفروضة على النفط الإيراني.
بات من المتعين على طهران وواشنطن اتخاذ قرارات سياسية للتغلب على القضايا المتبقية.