قال مركز الأبحاث الأمريكي “أتلانتيك كاونسل” إن الروس لديهم نحو تريليون دولار مما يطلق عليها اسم الأموال السوداء المخبأة في الخارج.
وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سى” أن تقريرا صدر عن المركز قدر أن ربع هذا المبلغ يتحكم فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحاشيته المقربة، وهم الروس الأثرياء المعروفون باسم “الأوليجارش”.
مركز الأبحاث: يمكن استغلال هذه الأموال وتوجيهها من قبل الكرملين
وقال التقرير “يمكن استغلال هذه الأموال وتوجيهها من قبل الكرملين فى العديد من الأغراض الخاصة”.
وزعم المعارضان الروسيان البارزان بوريس نيمتسوف وفلاديمير ميلوف، أنه بين عامي 2004 و 2007، تم تحويل 60 مليار دولار من أموال شركة النفط العملاقة جازبروم إلى أصدقاء بوتين.
وتشير وثائق باندورا، التي أصدرها الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، إلى أن الأشخاص المقربين من بوتين أصبحوا أثرياء للغاية ويمكن أن يساعدوه في التصرف بثروته الخاصة بحرية كبيرة.
قبرص الوجهة الأبرز للكثير من هذه الأموال
تاريخيا كانت قبرص الوجهة الأبرز للكثير من هذه الأموال، كونها تتمتع بنظام ضريبي يبدو مواتيا ومغريا لأصحاب تلك الأموال، لدرجة أن تلك الجزيرة باتت تعرف بالنسبة للبعض باسم “موسكو البحر المتوسط”.
ووفقا لمركز “اتلانتيك كاونسل” الأمريكي، ذهب 36 مليار دولار من الأموال الروسية إلى قبرص في عام 2013 وحده. وقد وصل الكثير منها عبر شركات وهمية تُستخدم لإخفاء هوية المالكين الحقيقيين.
وفي عام 2013، أقنع صندوق النقد الدولي قبرص بإغلاق عشرات الآلاف من الحسابات المصرفية التي تحتفظ بها شركات وهمية.
جزر فيرجن البريطانية وجزر كايمان من الوجهات المفضلة
كما تعد أقاليم ما وراء البحار البريطانية مثل جزر فيرجن البريطانية وجزر كايمان من الوجهات المفضلة أيضا.
وقد قال تقرير صادر عن مؤسسة “جلوبال ويتنس” Global Witness إنه في عام 2018 كان لدى الأوليجارشية الروسية ما يقدر بنحو 45.5 مليار دولار في هذه الملاذات الضريبية.
بعض هذه الأموال تجد طريقا إلى العواصم المالية الكبرى مثل نيويورك ولندن
كما تجد بعض هذه الأموال طريقا إلى العواصم المالية الكبرى مثل نيويورك ولندن، حيث يمكن استثمارها وجني العوائد منها.
وتزعم منظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد، أن ما لا يقل عن ملياري دولار (1.5 مليار جنيه إسترليني) من الممتلكات البريطانية مملوكة لروس متهمين بارتكاب جرائم مالية، أو لهم صلات بالكرملين.
وقد تم الكشف عن اتساع نطاق غسيل الأموال الروسي في تقرير عام 2014 الصادر عن مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد في منظمة ” غسيل الأموال الروسية”. وقالت إنه بين عامي 2011 و 2014، قام 19 بنكا روسيا بغسل 20.8 مليار دولار عبر 5140 شركة في 96 دولة.
الشركات الوهمية وسيلة إخفاء الأموال بالخارج
الطريقة المعتادة التي يخفي بها الأوليجارش الروس “أموالهم السوداء” في الخارج هي من خلال الشركات الوهمية.
يقول مركز أبحاث “أتلانتيك كاونسل”: “يوظف هؤلاء الأوليجارش أفضل المحامين والمراجعين والمصرفيين وجماعات الضغط في العالم لتطوير وسائل قانونية لإخفاء وغسل أموالهم”.
“الأوليجارشية الحقيقية لديها مجموعات كبيرة من الشركات الوهمية المجهولة في عدد من الولايات القضائية الخارجية، وأموالها تتحرك بسرعة البرق بين تلك الشركات”.
في عام 2016 نشر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وثائق بنما، التي أظهرت أن شركة واحدة بمفردها قد أنشأت 2071 شركة وهمية للروس الأثرياء.