توقع عدد من العاملين فى نشاط تداول السيارات، وسفن «الرورو» المترددة على الموانئ المصرية، حدوث انتعاشة للمنقول من السيارات المستعملة الواردة من بلد المنشأ، نتيجة التعديلات التى تمت على قانون حقوق الإعاقة التى رفعت من شرائح الفئات المعفاة والمستحقة للسيارات، بالتزامن مع توقعات تراجع الطلب على السيارات الجديدة وتراجع المنقول منها نتيجة تداعيات الغزو الروسى لأوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة ونولون الشحن البحرى.
إلى ذلك، قال عمر البياع مدير اللوجستيات بشركة «فيرترانس» للملاحة، إن سفن «الرورو» أو الدحرجة الحاملة للسيارات المستعملة، ستشهد انتعاشة بسبب مد الدولة لمظلة الإعفاءات بالنسبة لحالات المعاقين وإلغاء رسوم الاستيراد، مكتفية بتحصيل رسم التنمية فقط بنسبة %3.
وأوضح أن موانئ «الإسكندرية» و«غرب بورسعيد» و«السخنة» أبرز المحطات البحرية التى يتم فيها تفريغ السيارات من السفن نظرا لوجود مجمع سيارات يساعد فى إنهاء الإجراءات الجمركية بسهولة، مشيرا إلى أن القانون حظر استيراد السيارات المستعملة لكنه منح استثناء لأصحاب الهمم وإعفائهم من الرسوم.
وأكد أن ميناء الإسكندرية يستقبل سفن «الرورو» القادمة من أوروبا، بينما يستقبل غرب بورسعيد المركبات الواردة من كوريا الجنوبية، وهى أهم المحطات المستقبلة لسيارات المعاقين من دول المنشأ، يليها ميناء السخنة الذى يستقبل السيارات الواردة من دول الخليج.
وأوضح أن خط «جوليفز» من أكثر الخطوط البحرية المنتظمة والناقلة للسيارات والمترددة على ميناء الإسكندرية، تتوزع طاقته بين %90 سيارات و%10 معدات، بينما يعد الخط الملاحى الكورى “س اى جي” أكبر خطوط «الرورو» المترددة على ميناء غرب بورسعيد بطاقة 2000 سيارة شهريا.
وأشار «البياع» إلى أن محطة «الرورو» المزمع إنشاؤها بشرق بورسعيد تعد نقلة نوعية لمحطات السيارات البحرية فى مصر، لاسيما وأن هناك حاجة لميناء متخصص فى «الرورو»، لأن مساحة ميناء غرب بورسعيد لاتتناسب مع تداول المنقول نظرا لاحتياج تداولها وتفريغها وتخزينها لمواصفات خاصة، ومنها اتساع المساحة وتوفير أماكن كافية للتخزين.
وتابع: “رصيف ميناء غرب المخصص لتداول “الرورو” صغير، فعند تفريغ 2000 سيارة تكون هناك صعوبة فى التعامل”.
وطالب بتذليل العقبات التى تواجه تداول السيارات فى شرق بورسعيد قبل بدء العمل الفعلى للمحطة العام المقبل، لاسيما وأن استيراد سيارات المعاقين يعد إستيرادا شخصيا مما يجبر المريض على استلام العربية بنفسه، وذلك يتطلب إنهاء الإجراءات داخل الميناء واستصدار الموافقات الأمنية والإجراءات التى لا تتناسب مع نوعية المستهلك النهائى للمركبة.
من جانبه، قال سيد عماره، مدير الوارد بجمارك بورسعيد، إن قانون 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة والذى تم تعديله وتوسع فئات الإعفاء وأضاف شرائح جديدة للمستفيدين باستيراد السيارات للاستعمال الشخصى، وضم الأطفال ذوى الهمم والشرائح المعفاة، ساعد فى زيادة حجم الطلب على الاستيراد ورفع معدلات طاقة السفن القادمة للموانئ المصرية كوارد نهائى بنسبة %40 والتى يتم استقبالها وإنهاء إجراءات الإفراج الجمركى عنها فى موانئ الإسكندرية وبورسعيد والسويس والسخنة.
وحول موقف السيارات الجديدة الواردة على سفن خط نبتون الملاحى أشهر الخطوط الناقلة للسيارات والمترددة على ميناء الإسكندرية، أوضح أشرف خليل الوكيل الملاحي للخط، أن الضوابط الجمركية والمالية التى تم استصدارها مؤخرا، أدت إلى تراجع بنسبة %50 فى أعداد السيارات القادمة على سفن الخط بالميناء خلال النصف الأول من مارس الجارى، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضى لتنخفض من 1500 إلى 600 سيارة.
وأضاف أن عدد السيارات الواردة من ميناء كوبر بسلوفينيا تراجع بنسبة ملحوظة بسبب الغزو الروسى لأوكرانيا، إذ يتم شحن السفن بسيارات المرسيدس وسكودا وبى ام دبليو والأودى من الميناء بعد قدومها من ألمانيا بالقطار، ونقلها عن طريق الشحن البحرى لميناء كوبر، كما تأثرت أيضا حجم المعدات الخاصة بالحفر والبناء الواردة على سفن الخط.
وقال إن عجز المصانع المنتجة للسيارات فى توفير الرقائق الإلكترونية المستخدمة فى عمليات التصنيع ساهمت أيضا فى تراجع حمولات سفن “الرورو” الحاملة للسيارات والمترددة على الموانئ المصرية.
من ناحيته، أكد وليد بدر رئيس مجلس إدارة شركة “إيجى مار” للملاحة والوكيل الملاحى لشركة “جولد ستار لاين” أحد أكبر الخطوط الملاحية الناقلة للسيارات إستمرار خدمات الخط بشكل منتظم من الصين وجنوب شرق آسيا إلى ميناء الإسكندرية بمتوسط حمولة 3500 سيارة دون تأثر بالحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح أن الخطوط الملاحية الناقلة للسيارات تعتبر ميناء الإسكندرية أحد النقاط المحورية، والتى لاتنتظر بمنطقة المخطاف لكنها تقوم بالدخول مباشرة إلى الرصيف المخصص لها، فضلا عن أن الميناء يمتلك جراجا متعدد الطوابق ومجهزا بأحدث الأجهزة لتفريغ السيارات وتخزينها وقريبا من الأرصفة التى تستقبل السفن الحاملة للسيارات.
ولفت إلى أن الخط من أكبر الخطوط الملاحية المتخصصة فى الشحن والنقل البحري لجميع أنواع المركبات والسيارات ويضم أسطولا مكونا من 70 سفينة «رورو» حديثة لنقل السيارات لأكثر من 25 ميناء حول العالم بينها الإسكندرية والسخنة .
ويرى مصدر فى خط «ويلهامسون» النرويجى الناقل للسيارات أن سفن الخط العابر للقناة والقادمة من اليابان والصين وكوريا إلى أوروبا لم تتأثر فى حمولاتها سواء بظروف الحرب الروسية الأوكرانية، أو قرارات رفع رسوم العبور ويتم تفريغ الوارد النهائى لمصر فى ميناء الإسكندرية.
وقال محمد السيد وكيل خط “كى لاين” اليابانى، إن موسم شحن السيارات للموديلات الجديدة يبدأ من أكتوبر وينتهى فى فبراير من كل عام باستثناء بعض الخدمات الملاحية التى تتردد على الموانئ بشكل فردى، لافتا إلى أن سفن الخط تتردد على ميناء الإسكندرية قادمة من الصين وتايلاند واليابان وهى منطقة بعيدة عن الحرب.
وتابع : “ميناء غرب بورسعيد لا يستقبل سيارات جديدة، بينما تستقبلها موانئ الإسكندرية والسخنة، مشيرا إلى أن الغزو الروسى لأوكرانيا تسبب فى ارتفاع أسعار الطاقة التى بدورها سترفع تكلفة التصنيع والشحن البحرى، ومن ثم زيادة سعر السيارات الجديدة، مما يؤدى إلى تقليل حجم الطلب عليها وتراجع حجم المنقول منها على السفن.
وكشف مصدر مسئول فى تحالف «تويوتا بولوريه إن واى كيه» التى ستتولى إدارة مشروع محطة “الرورو” بميناء شرق بورسعيد أن المحطة ستدخل الخدمة خلال الربع الأول من عام 2023 وتستهدف العمل فى تداول السيارات الترانزيت بجانب الصادر والوارد المحلى.
وتعد أول محطة كاملة ومتخصصة فى مصر لاستقبال سفن «الرورو»، وهى قادرة على تحقيق معدلات تداول مرتفعة لارتباط التحالف بوكلاء السيارات ومشغلى خطوط السيارات بالعالم، لافتا إلى أن العميل هو الذى يحدد الميناء الذى يتردد عليه وفقا للإمكانيات ونوعية الخدمة المقدمة.
وأوضح المصدر أن «الرورو» لا يحتاج سوى إلى رصيف ومخازن وساحات وهو ما يجعل ميناء الإسكندرية يتصدر موانئ مصر فى استقبال سفن «الرورو» بجانب أنه مهيأ جمركيا لاستلام السيارات.
وأكد أن وجود تداول بضائع أخرى بجانب السيارات، يؤثر على نوعية الخدمة والساحات التخزينية، وهذا الأمر جعل أكثر الوكلاء يستأجر ساحات خارجية لتخزين السيارات فى منطقة العامرية ومدينة السادات لتجنب غرامات الأرضيات والخسائر التى قد تحدث نتيجة تداول بضائع أخرى.