شهد مجال الاستزراع السمكى فى مصر تطوراً سريعاً ومذهلاً خلال السنوات السبع الماضية، ، وفقا لتقرير حديث لمكتب الشئون الزراعية الأمريكية بالقاهرة، وهذه الزيادة جعلت مصر تحتل المرتبة الأولى فى أفريقيا والسادسة عالمياً فى الاستزراع السمكى، والمرتبة الثالثة عالميا فى إنتاج أسماك البلطى، الأمر الذى جعل هذا القطاع مساهما مهما فى ضمان الأمن الغذائى ونمو الاقتصاد المصرى.
وتوقع تقرير حديث لمكتب الشئون الزراعية الأمريكية بالقاهرة زيادة الطلب على الأسماك خلال السنوات المقبلة مدفوعةً بالزيادة السكانية والنمو الاقتصادى مما سيتطلب زيادة مستدامة فى الإنتاج السمكى من خلال استغلال تكنولوجيا تحسين استخدام الأعلاف الحديثة، والتغذية عالية الجودة وابتكارات كفاءة استخدام المياه إضافةً إلى ممارسات الاستزراع الجيدة.
وأظهرت بيانات التقرير زيادة الإنتاج السمكى لمصر بنسبة %17.64 من 1.7 مليون طن فى عام 2016 إلى 2 مليون فى عام 2020.
وكشفت البيانات عن نمو حصة الاستزراع السمكى بمصر من 1.37 مليون طن فى عام 2016 إلى 1.62 مليون فى عام 2020 بما مثل %81 من الإنتاج السمكى الكلى، محققا زيادة قدرها %18.2 خلال تلك الفترة.
تلاه البحيرات الذى استحوذ على نسبة %10 ومياه البحار على نسبة %4.45 والمياه العذبة بنسبة %3.8، ثم حقول الأرز بنسبة %0.8 من الإنتاج السمكى الكلى محليا.
وقدرت وزارة الزراعة الأمريكية فى التقرير إجمالى الإنتاج السمكي المحلى العام الماضى بنحو 2.2 مليون طن، مشيرةً إلى تسجيل حصة نشاط الاستزراع السمكى 1.7 مليون طن.
خطة واعدة لرفع الإنتاج المحلى إلى 3 ملايين طن بحلول 2025 مقابل 2.2 مليون العام الماضي
وأكد التقرير أن مصر لديها خطة واعدة لرفع إنتاج الأسماك إلى 3 ملايين طن بحلول عام 2025، متوقعا زيادة فى الطلب على أعلاف الأسماك بحوالى 650 ألف طن خلال تلك الفترة، منها 260 ألف ستكون لصالح فول الصويا المستخدم فى صناعة الأعلاف.
وعزت الوزارة الارتفاع فى إنتاج المزارع السمكية بشكل أساسى إلى التوسع الكبير فى تطبيق التقنيات الجديدة مثل استخدام الأعلاف، وأنظمة تدوير المياه، وتحسين ممارسات إدارة المزارع.
و لخص التقرير خطة تنمية مصايد الأسماك والمزارع السمكية فى مصر لزيادة الإنتاج إلى 3 ملايين طن بحلول 2025 على النحو التالي:
-1 تنمية المصايد الداخلية (خاصة بحيرات المنزلة والبرلس ومريوط والبردويل) ؛ إذ بلغ الإنتاج فى هذه المصايد 200 ألف طن فى عام 2020.
-2التوسع فى الاستزراع السمكى من خلال المشروعات القومية الكبرى مثل بركة غليون، ومشروع الفيروز بشرق التفريعة، ومشروع الاستزراع السمكى لشركة قناة السويس.
-3تطوير المفرخات لإنتاج الزريعة مع التركيز على الزريعة البحرية والتوسع فى استزراع الجمبرى.
-4 التوسع فى الاستزراع السمكى المتكامل خاصة مع التوسع المرتفع فى المساحات المستصلحة.
-5 زيادة الإنتاج السمكى عن طريق تحويل النظام التقليدى والمزارع شبه المكثفة إلى نظام الاستزراع المائى المكثف، وتعظيم العائد باستخدام تقنيات مختلفة كتقنية إنشاء دوران المياه داخل وحدات المجارى المائية الموجودة فى البرك الترابية، وكذلك إزالة النفايات العضوية.
وأوضح تقرير مكتب الشئون الزراعية الأمريكية أن هذا النظام يساهم فى نهاية المطاف فى زيادة إنتاجية الأسماك بطريقة بيئية مستدامة تضمن معدل نمو أعلى للأسماك، وبقائها على قيد الحياة.
وألقى التقرير الضوء على حجم الاستهلاك المحلى من الأسماك الطازجة فى مصر، مشيرا إلى أنها تعتبر أحد المكونات التقليدية والرئيسية للنظام الغذائى خاصة فى المدن الساحلية وشمال الدلتا، ومصدر رئيسى للبروتين الحيوانى لكثير من السكان.
وبحسب التقرير، يتجاوز استهلاك الأسماك الإنتاج المحلى بمقدار 325 ألف طن سنويًا، يتم تعويضه عن طريق استيراد أنواع مثل الماكريل والتونة والرنجة والسردين والسلمون والجمبرى المجمد.
زيادة الواردات بشكل مطرد سنويًا يعكس تأثير ارتفاع الدخل على الطلب للأنواع التى لا يتم إنتاجها محليا
وأشار التقرير إلى زيادة واردات الأسماك بشكل مطرد سنويًا، مما يعكس تأثير ارتفاع الدخل على الطلب على الأنواع التى لا يتم إنتاجها فى مصر.
و يُعزى ارتفاع استهلاك الأسماك إلى زيادة عدد السكان (102 مليون بحسب تقديرات عام 2021)، والنمو الاقتصادى، فضلاً عن ارتفاع استهلاك الفرد منها من 16.67 كجم سنويا فى عام 2012 إلى 20.26 كجم سنويا عام 2020 (باستثناء الواردات).
وذكر التقرير أن الطلب على الأعلاف الخاصة بالمزارع السمكية وصل إلى 1.3 مليون طن فى عام 2020 ومن المتوقع أن ينمو ليصل إلى 1.9 مليون فى عام 2025.
وأوضح تقرير «الزراعة الأمريكية» أن صناعة أعلاف المزارع السمكية بالسوق المحلية تتكون من 105 مصانع علف مملوكة للقطاع الخاص توفر %95 من الإنتاج.
وتابع إن إنتاج الأعلاف تحول من الأعلاف التقليدية ذات الحبيبات (تستحوذ على نسبة %10) إلى الأعلاف «المبثوقة» عالية الجودة (بنسبة 90 %).
ونوه بأنه يتم تصنيع حوالى %85 من علف الأسماك البحرية محليًا لتحتوى على %25 من البروتين الخام، لافتا إلى أن تركيبات علف الأسماك الأكثر شيوعًا تحتوى على %40-35 من كسب فول الصويا.
ولفت التقرير إلى أن مصر استوردت حوالى 13.71 مليون طن من فول الصويا بين عام 2017/2016 وحتى 2020/2019 نتيجة لزيادة ملموسة فى قدرات سحق فول الصويا المحلى خلال الستة سنوات الماضية.
و طوال تلك الفترة، كان الموردون الرئيسيون لمصر هم الولايات المتحدة بواقع (9.97 مليون طن)، وأوكرانيا (1.59 مليون طن)، والأرجنتين (1.46 مليون طن)، وأوروجواى (264 ألف طن)، والبرازيل (248 ألف طن).
وبحسب التقرير، ارتفعت صادرات فول الصويا الأمريكي إلى مصر بشكل كبير منذ العام 2016/2017 حتى 2019/2020 بما يمثل %72.7 من إجمالى حبوب واشنطن التى يتم تصديرها إلى مصر.
وأكد التقرير أن نمو مجال الاستزراع السمكي سيؤدى إلى زيادة الطلب على فول الصويا بشكل كبير بما يقدر بنحو %46 بحلول عام 2025.
وتابع أن منتجى علف الأسماك أظهروا تفضيلهم لفول الصويا المنتج من سحق بذور فول الصويا الأمريكى ليتم تضمينها فى إنتاج الأعلاف “المبثوقة”، والتي ينتج عنها بروتين عالى الجودة ضرورى لمزارع الإنتاج.
ومع ذلك، يرى التقرير أن هناك عددا من التحديات التى يمكن أن تؤثر على الاستزراع السمكى فى مصر مثل ارتفاع تكاليف المدخلات، وأمراض الأسماك،ونقص مرافق المعالجة وقدرات التعبئة والتجميد وهو ما يجب معالجتها لضمان استمرار الصناعة فى مسارها الحالى.
وأظهرت بيانات مركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، الصادرة أوائل فبراير الماضى أن إنتاج مصر من الأسماك سنويا يبلغ حوالى 2 مليون طن، من بينها 1.6 مليون طن من الاستزراع السمكى و400 ألف طن من المصايد الطبيعية، مشيرا إلى أن مصر تحتل المركز الأول أفريقيا فى الاستزراع السمكى والسادس عالميا فى هذا المجال، والمركز الثالث فى إنتاج أسماك البلطى عالميا.