قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون يوم الجمعة أن أي إجراء يتخذه مجلس الأمن الدولي ينبغي أن يؤدي حقا إلى نزع فتيل الأزمة الأوكرانية .
وصرح تشانغ، بعد أن فشل المجلس في تبني مشروع قرار بشأن أوكرانيا اقترحته الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، قائلا إن “أي إجراء ينبغي أن يؤدي حقا إلى نزع فتيل الأزمة بدلا من تأجيجها”.
وقال السفير “إذا لم يتم التعامل معها (الأزمة) بشكل صحيح، أو إذا ما مورست ضغوط وفُرضت عقوبات بشكل أعمى، فإن ذلك لن يؤدي سوى إلى مزيد من الضحايا، ومزيد من الخسائر في الممتلكات، ومزيد من الأوضاع المعقدة والفوضوية، ومزيد من الصعوبات في تجسير الخلافات”.
وذكر تشانغ أن الصين تشعر بقلق عميق إزاء التطورات الأخيرة للوضع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الأمر وصل في الوقت الحالي إلى نقطة لا تريد الصين أن تراها.
الحيلولة دون تأجيج الأزمة الأوكرانية
وقال المبعوث إن الصين تشكل دائما موقفها الخاص بناء على الأسس الموضوعية للمسألة المطروحة، مضيفا أن الصين تدعو إلى احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها، وإلى ضرورة التمسك بشكل مشترك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف تشانغ “لقد طالبنا دائما جميع الأطراف بالبحث عن حلول معقولة لمعالجة شواغل بعضهم البعض من خلال الوسائل السلمية على أساس المساواة والاحترام المتبادل. ونرحب ونشجع جميع الجهود المبذولة لإيجاد حل دبلوماسي، وندعم الاتحاد الروسي وأوكرانيا في حل القضية من خلال المفاوضات”.
وأشار تشانغ إلى أنه في الأسبوع الماضي، عقد مجلس الأمن اجتماعين طارئين، وقد أوضحت الأطراف بشكل كامل مواقفها وشواغلها حيال الوضع الحالي.
وأضاف السفير أنه “في الوقت الحالي، في مواجهة الوضع المعقد والحساس للغاية، يتعين على مجلس الأمن أن يتخذ الاستجابة اللازمة. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تكون مثل هذه الاستجابة حذرة للغاية”.
وقال تشانغ إنه إذا لم يتم حل القضية الأوكرانية بالطريقة الصحيحة، “فإن ذلك قد يغلق الباب تماما أمام حل سلمي، وفي النهاية سيكون عدد هائل من الأبرياء هم الضحايا”.
وأضاف “يجب أن نستخلص دروسا عميقة من التجارب المؤلمة للغاية التي حدثت في الماضي. ولهذا السبب، امتنعت الصين عن التصويت الآن”.
وشدد تشانغ على أن القضية الأوكرانية ليست شيئا ظهر اليوم فقط، ولم يحدث الوضع الحالي فجأة بين عشية وضحاها. إنه نتيجة لتفاعل عوامل مختلفة على مدى فترة طويلة من الزمن.
وقال إن “الصين تؤيد الرؤية المتمثلة في وجود أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام”، مضيفا أن أمن دولة ما لا يمكن أن يكون على حساب أمن الدول الأخرى، وأن الأمن الإقليمي ينبغي ألا يعتمد على تقوية أو حتى توسيع الكتل العسكرية.
ينبغي احترام الشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان. وعلى خلفية الجولات الخمس المتتالية من توسع منظمة حلف شمال الأطلسي شرقا، ينبغي إيلاء الاهتمام للمطالب الأمنية المشروعة لروسيا ومعالجتها بشكل مناسب، حسبما ذكر تشانغ.
جسر بين الشرق والغرب
وأضاف تشانغ أن أوكرانيا يجب أن تصبح جسرا بين الشرق والغرب، وليس مركزا للمواجهة بين القوى الكبرى.
وقال تشانغ إن الصين تدعو بشدة جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتخفيف التوترات وتجنب سقوط ضحايا مدنيين. وأشار إلى أن “التسوية النهائية للأزمة الأوكرانية لا تزال تتطلب التخلي عن عقلية الحرب الباردة وإيلاء الاهتمام والاحترام الكاملين للشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان، وإجراء مفاوضات لبناء آلية أمنية أوروبية متوازنة وفعالة ومستدامة”.
ولفت إلى أن الصين تحث جميع الأطراف على العودة فورا إلى مسار المفاوضات الدبلوماسية والتسوية السياسية، وإبداء الإخلاص وحسن النية، واتخاذ قرار سياسي، والدخول في حوار ومشاورات من أجل تحقيق تسوية شاملة للقضية الأوكرانية.
عقد مجلس الأمن عدة اجتماعات طارئة منذ التصعيد الأخير للوضع في أوكرانيا. وفي التصويت هذه المرة، صوتت الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في مجلس الأمن لصالح القرار فيما استخدمت روسيا حق النقض ضده. وامتنعت الصين والهند ودولة الإمارات العربية المتحدة عن التصويت.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.