مخاطر صعود أسعار السلع تتزايد مع استهداف مواقع تصدير في أوكرانيا

تمتلك أوكرانيا شبكة ضخمة لنقل الغاز، تم تصميمها خلال الحقبة السوفيتية بغرض شحن الوقود إلى أوروبا

مخاطر صعود أسعار السلع تتزايد مع استهداف مواقع تصدير في أوكرانيا
أيمن عزام

أيمن عزام

5:12 م, الخميس, 24 فبراير 22

في حين تهاجم القوات الروسية أهدافاً منتشرة في أنحاء  أوكرانيا، يراقب تجّار السلع شبكة من مواقع تصدير السلع في أوكرانيا ، والتي تعتبر أساسية لتوريد الغاز، والمحاصيل، والصلب إلى أوروبا وخارجها، بحسب وكالة بلومبرج.

وفي هذا الصدد، أكّدت موسكو أنَّها تستهدف منشآت عسكرية في جميع أنحاء البلاد، في حين قال حرس الحدود الأوكراني، إنَّه يتعرض للقصف من خمسة مناطق، بما فيها شبه جزيرة القرم في الجنوب وبيلاروسيا في الشمال.

سلّة السلع

تحتضن منطقة دونيتسك ميناء لشحن الحبوب والمعادن في البلاد، بالإضافة إلى مصانع الصلب الرئيسية بها. وبعيداً عن الحدود الروسية؛ توجد محطات أكثر أهمية تُغذّي احتياجات العالم من السلع. إذ تُضَخ كميات ضخمة من الغاز في الأنابيب من روسيا عبر أوكرانيا وصولاً إلى الاتحاد الأوروبي.

ومما لا شكَّ فيه أنَّ أي اضطراب في هذه المواقع يقود إلى مخاطر حدوث نقص في أوروبا، ومع اقتراب أسعار السلع الأساسية بالفعل من مستويات قياسية؛ ستزيد الحرب في أوكرانيا من ضغوط التضخم في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي.

فيما يلي هذا الدليل لبعض مواقع البنية التحتية الرئيسية للمواد الخام في أوكرانيا:

الطاقة

تمتلك أوكرانيا شبكة ضخمة لنقل الغاز، تم تصميمها خلال الحقبة السوفيتية بغرض شحن الوقود إلى أوروبا من حقول الغاز العملاقة في سيبيريا. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي؛ أنفقت روسيا مليارات الدولارات لبناء خطوط ربط جديدة تتجاوز جارتها، إلا أنَّ أوكرانيا ما تزال تعد العمود الفقري لأمن الطاقة في أوروبا.

إذ يدخل الغاز إلى أوكرانيا عبر محطتي ضغط في سودجا وسوخرانوفكا، وهما تبعدان بضع ساعات عن المناطق الانفصالية على الحدود بين البلدين؛ ثم يتدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تمر بأوكرانيا، انتقالاً إلى أوروبا عبر دول من بينها سلوفاكيا.

وفي حين يتدفق حوالي ثلث إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا؛ تبلغ الإمدادات الحالية نحو 20%. كما تنقل خطوط الأنابيب التي تعبر أوكرانيا بعض النفط الروسي إلى أوروبا.

أما في قطاع الكهرباء؛ فتمتلك أكبر شركة خاصة لتوليد الطاقة في أوكرانيا “دي تي إي كيه” ، بعض المحطات في الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

الغذاء

ساعدت التربة الخصبة والغنية أوكرانيا على أن تصبح ثاني أكبر دولة لشحن الحبوب في العالم، كما أنَّ منطقة البحر الأسود تُعرف باسم سلة الخبز في العالم.

وتُظهر بيانات الحكومة الأمريكية أنَّ الذرة تتركز في حقول الوسط والشمال، بينما حقول القمح والشعير في جنوب البلاد، وعباد الشمس في الشرق. وتُنقل الحبوب بالشاحنات والقطارات إلى الموانئ ليتم بيعها في آسيا، وأفريقيا، والاتحاد الأوروبي.

يُشار إلى أنَّ الموانئ تنتشر على طول بحر آزوف، وعلى ساحل البحر الأسود إلى الغرب، ويتصل آزوف بالبحر الأسود عبر مضيق يمتد بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمَّتها روسيا في عام 2014. كما تتعامل الموانئ الجنوبية الغربية مثل أوديسا، وبيفديني، وميكولايف، وتشورنومورسك مع ما يقرب من 80% من صادرات الحبوب الأوكرانية، وفقاً لشركة الأبحاث “أوكرأغروكونسلت”.

أما 5% من صادرات الحبوب فيجري التعامل معها من قبل موانئ آزوف في ماريوبول، التي تقع في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من منطقتي دونيتسك، وبيرديانسك.

يُشار إلى أنَّ بحر آزوف هو بحر مشترك بين روسيا وأوكرانيا.

الصلب والحديد

يُشكّل الصلب حوالي عُشر واردات أوروبا من أوكرانيا، لذا؛ فإنَّ أي تعطيل لمصانع الصلب أو الشحنات من شأنه أن يضغط على السوق المتوترة بالفعل في القارة، ويساعد في إبقاء ارتفاع الأسعار بعد وصولها لمستويات قياسية خلال العام الماضي.

ومن بين المنتجين الرئيسيين في أوكرانيا شركة “ميتينفيست” ، التي تمتلك منشآت في قلب المنطقة الصناعية شرقي البلاد، بما في ذلك مواقع على ضفاف نهر دنيبر، بالإضافة إلى مصنعين رئيسيين في ماريوبول. وخسرت الشركة العديد من الأصول في منطقتي دونيتسك ولوغانسك عندما استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على أجزاء منها.

كذلك تمتلك شركة “أرسيلورميتال” ذات الوزن الثقيل في أوروبا، أكبر مصنع صلب في أوكرانيا، يقع في وسط مدينة كريفي ريه. في حين تُعدّ شركة “فيريكسبو” ثالث أكبر شركة في العالم لتصنيع كريات خام الحديد، وهو منتج عالي الجودة يستخدم في صناعة الصلب، وتقع جميع عمليات الشركة في أوكرانيا، على بعد حوالي 350 كيلومتراً جنوب شرق كييف. كما تمتلك شركة “إنتربايب”  المصنّعة للأنابيب مصنعاً في الشرق أيضاً يقع في دنيبرو.

ووفقاً لهيئة الموانئ في أوكرانيا؛ فإنَّه يتم تصدير نحو 60% من المعادن الفلزية في البلاد عن طريق البحر، إذ تمرّ عبر موانئ البحر الأسود في أوديسا، وبيفديني، وميكولايف، وتشورنومورسك. في حين يتم تصدير حوالي الخمس منها من منطقة ماريوبول.