قالت مصادر قريبة من منظمة أوبك وحلفائها المعروفة باسم أوبك+ إن المجموعة ستعمل على ضم إيران إلى اتفاق الحد من إمدادات النفط إذا تم التوصل إلى تسوية لإحياء اتفاقها النووي مع القوى العالمية، وذلك في محاولة لتجنب تنافس على حصص السوق قد يضر بالأسعار.
وذكرت وكالة رويترز أنه بحسب وكالة الطاقة الدولية فإن نجاح المحادثات قد يؤدي إلى رفع العقوبات الأمريكية عن صادرات إيران، مما يعيد 1.3 مليون برميل يوميا من النفط الإيراني إلى السوق.
عودة النفط الإيراني يمكن أن يخفف من شح الإمدادات
ويمكن أن يخفف ذلك من شح الإمدادات العالمية ويخفف قدرا من التوتر الذي دفع بأسعار النفط إلى ما يقل قليلا عن 100 دولار للبرميل.
وإيران مستثناة من الاتفاق الحالي بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، للحد من إمدادات النفط وذلك لتأثير العقوبات على صادراتها.
وقالت مصادر إنه في حين أن هذا الاستثناء يسمح لإيران بزيادة الإنتاج، فإن أوبك+ ستسعى في نهاية المطاف إلى ضم إيران إلى الاتفاق.
توقعت قوية بأن تضم أوبك إيران في اتفاق الحد من إمدادات النفط
وقال مصدر في أوبك+ “من المرجح جدا أن تضم أوبك إيران في الاتفاق لأنه لا يوجد خيار آخر” مضيفا أن التوصل لاتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي يبدو وشيكا.
وأفاد مصدر مطلع على الموقف الإيراني بأن طهران ستسعى أولا لاستعادة إنتاجها المفقود، لكنها ستوافق على الأرجح على حصة بعد محادثات مع أوبك+. وإيران هي أحد الأعضاء الخمسة المؤسسين لمنظمة أوبك.
إيران تضخ نحو 2.5 مليون برميل يوميا
وتضخ إيران نحو 2.5 مليون برميل يوميا، أي أقل بنحو 1.3 مليون برميل يوميا مما كان عليه الإنتاج في 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات، مما أدى إلى انخفاض كبير في عائدات طهران النفطية.
وقال المصدر المطلع “برفع العقوبات ستزيد إيران إنتاجها النفطي بحسب منشآتها وقدراتها ومصالحها لتعويض ما خسرته من العائدات النفطية”.
وأضاف “في رأيي، ستحدد أوبك+ حصة لإنتاج النفط الإيراني لكنها ستطبقها تدريجيا، وستقبل إيران الحصة ببعض المساومة لإظهار دعمها لأوبك”.
قال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، ردا على سؤال عما إذا كانت (أوبك+) ستبرم اتفاقا جديدا بشأن الإمدادات يشمل إيران، إن سجل المجموعة يعزز الثقة بهذا.
وقال لرويترز: “بعد الصمود خلال السنوات الخمس الماضية منذ إقامة الشراكة التاريخية بين أوبك والدول غير الأعضاء في أوبك التي ساعدتنا على التوسع في الدائرتين النفطيتين، لدينا كل الأسباب لأن نكون متفائلين بشكل معقول للمضي قدما”.
أوبك تعمل على زيادة إنتاج النفط تدريجيا
تعمل (أوبك+) على زيادة إنتاج النفط تدريجيا بعد خفضه بشكل قياسي في عام 2020 عندما انهار الطلب بسبب الجائحة. لكنها أخفقت في تحقيق هدفها لأن بعض الدول المنتجة لم تجر الاستثمارات أو الصيانة اللازمة لحقول النفط أثناء الجائحة لإبقاء تلك المنشآت على أهبة الاستعداد لزيادة الإنتاج بسرعة.
بالنسبة للولايات المتحدة، سيكون من المنطقي رفع العقوبات عن إيران للمساعدة في خفض الأسعار نظرا للضغوط المحلية التي تواجهها إدارة الرئيس جو بايدن بسبب ارتفاع التضخم. وقال مصدر مطلع على الموقف الروسي إن الولايات المتحدة ربما تعتبر أيضا أن أي إنتاج من إيران سيخفف من التأثير الناجم عن أي صراع بين روسيا وأوكرانيا على أسواق النفط العالمية.
وأضاف المصدر: “الولايات المتحدة سترفع بالتأكيد العقوبات عن إيران بمجرد أن يقرروا ممارسة مزيد من الضغط على روسيا نظرا للتوتر الحالي بشأن أوكرانيا. النفط الإيراني سيهدئ الأسعار”.
مصادر: الإمدادات الإيرانية الإضافية يمكن أن تساعد في سد الفجوة في الإنتاج
أوضحت مصادر من (أوبك+) أن الإمدادات الإيرانية الإضافية يمكن أن تساعد أيضا في سد الفجوة في الإنتاج المستهدف لأوبك الذي لم تحققه.
ولم تتعامل (أوبك+) مع هذه المشكلة، على سبيل المثال، من خلال جعل كبار المنتجين يتدخلون لزيادة الإنتاج لتعويض حصص أولئك الذين لا يستطيعون تحقيق هذا. ويمكن أن تكون هذه المحادثات صعبة لأنها تتطرق لمواضيع حساسة مثل مكانة الدولة وحصة السوق.
لكن من المرجح أن يجبر أي اتفاق نووي (أوبك+) على إعادة توزيع حصصها لإفساح المجال للنفط الإيراني، كما كان الحال في السنوات الماضية.