تستهدف هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» استقطاب استثمارات جديدة فى مجال خدمات التعهيد العابرة للحدود «الأوف شورينج» من الأسواق الأوروبية الناطقة باللغة الألمانية مثل برلين.
وقال مصدر مسئول فى «إيتيدا» إن الهيئة تسعى لاستقطاب عملاء جدد من أوروبا تزامنا مع زيادة حجم الطلب وتوافر فرص واعدة بها منذ انتشار جائحة فيروس كورونا، مؤكدا أن حجم سوق خدمات صناعة التعهيد العابرة للحدود (الأوف شورينج) فى دول أوروبا وخاصة الناطقة بالألمانية يتراوح بين 12 إلى 17 مليار دولار.
وأوضح المصدر أن ذلك يتماشى مع إطلاق الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، إستراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد (2026-2022) التى أعدتها هيئة «إيتيدا» بالتعاون مع شركة «إرنست آند يونج» الاستشارية، بمساهمة أكثر من 120 شركة عالمية ومحلية، وترتكز على مضاعفة حجم الصادرات من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود بنحو 3 أضعاف، وتقديم حزمة حوافز جديدة لجذب الاستثمارات، وتعزيز تنافسية مصر فى مجالات البحث والتطوير وخدمات القيمة المضافة بما يسهم فى تسريع نمو اقتصاد المعرفة.
وتتضمن الاستراتيجية 3 ركائز رئيسية، هى: تطوير قدرات الكوادر البشرية، وتطوير النظام البيئى للصناعة، والتسويق والترويج الدولى لمصر، وتشتمل تلك الركائز مجتمعة على تسع مبادرات، من أهمها تحقيق طفرة فى الصادرات المصرية من الخدمات العابرة للحدود بنمو سنوى يقدر بنسبة %19 وخلق ما يقرب من 215 ألف فرصة عمل خلال فترة تنفيذ الاستراتيجية.
وأضاف المصدر فى تصريحات لـ«المال» أن مصر يعمل بها أكثر من 400 شركة فى نشاط خدمات «الأوف شورينج»، وتراهن «إيتيدا» على مساعدة الشركات المصرية فى جلب تعاقدات جديدة فى 3 قطاعات وهى مراكز الاتصال، وخدمات تطوير وتكامل البرمجيات والبرمجيات المدمجة، والأبحاث والتطوير.
وعلى صعيد آخر، أشار إلى أن الهيئة تعمل أيضا على مسار موازٍ يتمثل فى الترويج لصناعة خدمات التعهيد بالسوق المحلية فى مختلف جامعات الجمهورية تباعا، على أن تنطلق تلك الجولات من مدينة المنصورة يوم الإثنين المقبل.
وأوضح أن الاستراتيجية تشمل مجموعة من الحوافز والبرامج المصممة من منظور المستثمر، وتستهدف بالأساس تحسين القدرة التنافسية للتكلفة الإجمالية لصناعة التعهيد بمصر مقارنة مع الدول المنافسة، وأيضا جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتشجيع التوسع فى الأعمال الموجودة بالفعل.
وأضاف: “كما تتضمن أيضا برامج ومبادرات نوعية لصقل مهارات الشباب والعاملين بصناعة التعهيد، بما يضمن بناء قدرات وكفاءات على مستوى مهنى يواكب متطلبات سوق العمل الدولية، وفقا لمعايير الشركات متعددة الجنسيات، وفى القطاعات المختلفة للصناعة، وطبقا لحاجة كل منطقة واللغات الأكثر طلبًا، بما يسهم فى سد فجوة المهارات والتغلب على التحديات، لتصبح مصر منافسا قويا فى سوق خدمات التعهيد العالمية،، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم سوق خدمات الأوف شورينج عالميا لنحو 540 مليار دولار، بمعدل نمو سنوى يتراوح من 8 إلى %9 حتى عام 2026.