أقامت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ندوة لتكريم الفنانة التونسية فاطمة بن سعيدان على هامش فعاليات المهرجان في دورته الثامنة، الندوة أقيمت في أوبرا الإسكندرية على مسرح سيد درويش وإدارة الندوة الناقدة والكاتبة الصحفية فايزة هنداوى .
وبدأت الممثلة التونسية بتوجيه الشكر إلى إدارة الإسكندرية للفيلم القصير على تكريمها وحفاوة الاستقبال، مؤكدة إعجابها بالمهرجان وانبهارها بالحضور الجماهيري لمختلف فعالياتها، ثم تحدثت فاطمة بن سعيدان عن بدايتها الفنية وقالت إنها شاركت في ورش للتمثيل ثم بدأت عملها الفني من خلال المسرح الذي قدمت عليه أعمال كثيرة وشاركت في مسرح الطفل ومسرح الرواية وانتقلت بعدها لمرحلة الاحتراف بالمسرح، ومن ثم الانتقال بعدها إلى السينما التي قدمت فيها 9 أفلام من عدد من المخرجين الكبار.
وإنتقلت فاطمة بن سعيدان للحديث عن المرأة التونسية وقالت إن البعض يقول إن المرأة التونسية نالت الحرية على طبق من ذهب، ولكن في الحقيقة أن المرأة التونسية ناضلت من أجل حريتها وشاركت في الحياة السياسية منذ عام 1956، وأن الرئيس بورقيبة كان له قرار حاسم بإعطاء المرأة حريتها بعد تغيير قانون الأحوال الشخصية التونسي.
وقالت بن سعيدان إن حقوق المرأة لابد أن يفهمها الرجل مثلما يدرك حقوقه ويطالب بها، لأن الحرية ليس كلمة على الورق فقط، مؤكدة أن المراة مستمرة في نضالها في تونس من أجل المساواة في الميراث، موضحة أنها ليست ضد الدين ولكنها تود أن تحصل المرأة على حقوقها لأن المرأة لها دور فعال في المجتمع، ضاربة المثل بابنتها قائلة: لقد قمت بتعليم ابنتي وأعطيتها حقوقها بالكامل، فلماذا أحرمها من حقها المادي في الميراث بحجة الدين والدين ينصف أساسا المرأة.
وتابعت فاطمة بن سعيدان إن الفيلم القصير مهم جدا في الصناعة لأنه بمثابة جرعة مكثفة تركز على الفكرة وتقدمها بشكل أدق، مؤكدة أنها سعيدة بالمشاركة في الأفلام القصيرة ولا ترفض المشاركة في أي عمل قصير مع مخرجين جدد، كما أوضحت أنها ليس لديها مشكلة في مساحة الدور ولكن ما يهمها في أي عمل تقدمه هو الدور نفسه، وتعمل على كل شخصية بشكل احترافي، حيث رفضت عددا من الأدوار التي لم تشعر بأهميتها.
وقالت فاطمة بن سعيدان إنها لم تشارك في أي عمل تليفزيوني طوال مشوارها الفني سوى العام الماضي فقط، لأنها لم تجد الشخصية التي ترضى طموحتها من قبل لتقديمها للجمهور، مؤكدة أنها تتعايش مع الشخصية وتنغمس فيها وتركز على التفاصيل لتخرج الشخصية على أكمل وجه. وعن عدم تقديمها لأعمال فنية في مصر، خاصة في السينما والمسرح، أكدت أنها لم يصلها أي عروض، وأنها تحب أن تكون نجوميتها في بلدها تونس لأنها تعشق بلدها حتى النخاع، وأن تتكلم بلغة أهل بلدها وتعبر عن مشكلاتهم، مؤكدة على أن الصناعة الفنية في مصر عريقة وهي إضافة للفن في الوطن العربي كله، وأكدت أنها تتمنى تقديم شخصية نوال السعداوي ولكن من خلال أفكارها المختلفة وليس شخصيتها الحياتية، فهي تعشق أفكارها وكيف كانت مؤثرة بشكل كبير.
وأضافت بن سعيدان أن الفنان لابد ألا يخاف من السلطة ولكن يواجهها بدون تهور، لأنه حلقة الوصل بين المجتمع والسلطة، ويتطرق إلى كل المواضيع ويسلط الضوء على المشكلات ولا يخشى شيئا، موضحة أن الفنان الذي يخاف السلطة يعرفه الجمهور جيداً، كما أن السياسي لابد أن يهتم بمشاهدة الأعمال الفنية والاستماع للأعمال الموسيقية لأنها تعبر عن الواقع، ليهتم بحل تلك المشكلات.
وأقيم حفل إفتتاح الدورة الثامنة من مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير بسينما مترو، بحضور خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما والمنتج محمد العدل رئيس شرف المهرجان، المخرج عمر عبد العزيز، مدير التصوير سمير فرج، المخرج هاني لاشين، وعدد كبير من صناع السينما والصحفيين والإعلاميين، فيما غاب محافظ الإسكندرية أو من ينوب عنه.
يذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يقام في الفترة من 10 وحتى 16 فبراير الجاري، ويشمل خمس مسابقات وهي مسابقة الأفلام الوثائقية الرسمية، مسابقة الأفلام الروائية الدولية، مسابقة أفلام الرسوم المتحركة، مسابقة الأفلام العربية، ومسابقة أفلام الطلبة، كما يشمل المهرجان عدة ورش وندوات خاصة بصناعة السينما، وتتكون إدارة المهرجان من محمد محمود رئيسا، موني محمود للإدارة الفنية، ومحمد سعدون مديرا، وهو احتفالية سينمائية تقام كل عام بمدينة الإسكندرية تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، هيئة تنشيط السياحة ووزارة الشباب والرياضة، أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن المهرجان، ويهدف إلى نشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية والدولية.