تتبنى شركة مارسيس لتصنيع أجهزة الروبوتات المزودة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى رؤية طموحة تخطط من خلالها لتقديم مجموعة من الحلول المتطورة فى قطاعات اقتصادية متنوعة، منها الصناعية والصحية والضيافة وصناعة المؤتمرات، إضافة إلى التوسع فى أسواق الخليج وأوروبا.
قال محمد عبد الرحمن، المدير الإقليمى لتطوير الأعمال بالشركة، إن مارسيس تأسست فى عام 2015 بهدف تصنيع أجهزة الروبوتات المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعى بجودة عالية للسوقين المحلية والعالمية بخبرات مصرية بالكامل، موضحًا أن فريق عمل الشركة انتهج أكثر من مسار للعمل على تطوير مهاراته واكتساب خبرات جديدة فى الصناعة.
وأكد «عبد الرحمن» فى حوار لـ«المال» أن مجال تصنيع الروبوت ما زال حديث العهد، معتبرًا أن الهدف الأساسى للشركة يتمثل فى تقديم منتج لسد احتياجات الأسواق المحلية والخليجية، انطلاقًا نحو العالمية، خاصة أن طبيعة السوق الخليجية فى مجال تصنيع الروبوتات تتسم بالتنافسية الشديدة والتنوع – على حد وصفه.
2.5 مليون دولار سنويًا حجم استثمارات مصنع العاشر من رمضان
وأضاف أن «مارسيس» لديها مصنع فى مدينة العاشر من رمضان لإنتاج أجهزة الروبوتات، باستثمارات 2.5 مليون دولار سنويًا، وتتراوح الطاقة الإنتاجية من 15 إلى 20 جهازًا شهريًا، وتعتزم زيادتها خلال الربع الأخير من العام الحالى لتدور بين 50 إلى 60 وحدة.
وكشف «عبد الرحمن» عن دراسة الشركة زيادة حجم استثماراتها خلال المرحلة المقبلة بناءً على زيادة حجم الطلب، كما تبحث التوسع فى السوقين الكويتية والسعودية فى 2022 بعد نجاح التجربة فى الإمارات عبر مكتبها بدبى.
التوسع فى الكويت والسعودية خلال العام الحالى.. و%70 نسبة المكون المحلى
فى سياق متصل، قدر «عبد الرحمن» نسبة المكون المحلى فى تصنيع روبوتات الشركة بنحو %70 مبينًا أن التصميم الكامل للروبوت وبرامج السوفت وير المستخدمة يتم بواسطة مهندسيها، والتى تقوم فقط باستيراد المحركات والكاميرات من كيانات عالمية.
وتطرق إلى مشاركة «مارسيس» فى منتدى شباب العالم الأخير من خلال شراكة مع «بى جروب» المتخصصة فى تقديم خدمات التأمين والتعقيم الطبى، موضحًا أن الشركة فضلت تقديم شكل جديد للتعقيم بواسطة أجهزة الروبوتات، والتى كانت تقوم بقياس درجة حرارة الزوار، وتعقيم قاعات المؤتمر، وتوجيه الضيوف للمسارات الصحيحة، الأمر الذى لاقى ترحيبًا كبيرًا من قبل الجهات المسئولة عن تنظيم المؤتمر، مثمنًا مجهودات الدولة المصرية فى العمل على توفير خدمات التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى.
وقال إن الشركة تعاونت حاليًا مع بنك حكومى بمصر فى عدة خدمات، منها مساعدة عملاء البنك على فتح حسابات وإجراء استعلام ائتمانى عبر الروبوتات، الأمر الذى من شأنه تخفيف حدة الزحام داخل المصرف، وتسعى الشركة لتعميم فكرة استخدام الروبوت داخل جميع البنوك المصرية.
ورأى أن نمو حجم الأعمال فى قطاع تكنولوجيا المعلومات مرهون بحل أزمة سلاسل الإمدادات العالمية والنقص الحاد فى شرائح الرقائق الإلكترونية، كاشفًا عن تسجيل الشركة نموًا فى حجم أعمالها، بنسبة تتراوح من 30 إلى %50 سنويًا، وتخطط للوصول إلى %60 مع أواخر العام الحالى.
ونوه عن إجراء الشركة مباحثات مع كيان سعودى للحصول على منتجاتها، ومن المتوقع أن تنتهى المفاوضات خلال الربع الثانى من 2022، الأمر ذاته تجريه مع كيان محلى فى قطاع الخدمات الطبية.
وتابع قائلا: يمثل عام 2022 نقطة تحول كبيرة فى رحلة مارسيس بعد افتتاح مكتب للشركة فى دبى لخدمة أسواق منطقة الخليج مع النشاط الكبير فى الصناعة تزامنًا مع تفشى جائحة فيروس كورونا.
وأشار إلى أن الشركة تقدم نماذج روبوتات تعتمد على فكرة التحكم الذاتى، من خلال تعرف الجهاز على البيئة المحيطة عبر كاميرات مثبتة فى الذاكرة الداخلية، يلى ذلك تحديد موقعه الجغرافى، من خلال الخريطة المدمجة عبر نظامه الإلكترونى، بحيث يقوم بالانتقال من نقطة لأخرى بدون وجود أى تدخل بشرى، الأمر الذى يشبه إلى حد كبير نظام عمل الخرائط التقليدية GPS داخل السيارات.
ولفت إلى أن الشركة توفر 3 أنواع من أجهزة الروبوتات، يتم استخدامها فى مجالات الصناعة والرعاية الصحية والضيافة وصناعة الأحداث الخاصة، منوهًا بأن الروبوت الصناعى يدخل فى صناعات المعادن والسيارات والصناعات الدوائية، ويتم استيراده وتوريده لعملاء مارسيس من المصانع العالمية الموجودة بالسوق المصرية بأسعار تنافسية، وتعمل فى صناعات السيارات والأدوية والمشروبات الغذائية.
وألمح إلى أن الشركة تقدم نوعًا آخر من أجهزة الروبوتات تم تصنيعه بالكامل بواسطة مارسيس ويعتمد فى آلية عمله على السير بمحاور ثابتة، يحددها المستخدم على غرار ما يتم داخل مخازن شركة أمازون العالمية لخدمات التجارة الإلكترونية.
واستطرد: تطرح الشركة نوعًا آخر فى مجال الرعاية الصحية، إذ يقوم الروبوت بالعمل على تعقيم الأماكن العامة والخاصة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، وينقسم إلى نوعين أولها تقوم فكرة عمله على توصيل عينات المختبرات والأدوية بين الغرف داخل المستشفيات، وهو مزودا بمواد تعقيمية وأوقية زجاجية عازلة للحفاظ على العينات.
بينما يقدم النوع الثانى خدمات التعقيم والتطهير فى الأماكن العامة والمؤسسات الصحية، كونه مدعمًا بتقنيات الأشعة فوق البنفسجية، والتى خلصت الدراسات إلى أنها تسهم فى القضاء على الفيروسات بنسبة تصل إلى %97 منوهًا بأن هذا النوع مدعم بتقنيات تساعده فى الذهاب إلى الأماكن الأكثر ارتاديًا من قبل الزوار بشكل دقيق.
وتطرق إلى أن الشركة تتولى تصنيع روبوت التعقيم، وتقوم فقط باستيراد القطعة المستخدمة فى إنتاج الأشعة الفوق بنفسيجية، كما توفر أيضًا نوعًا آخر من أجهزة الروبوتات يستخدم فى صناعة الأحداث والمؤتمرات يعتمد على استقبال رواد المعارض والترحيب بهم كدليل استرشادى للضيوف، فضلًا عن تقديم بعض الآكلات والمشروبات لهم.
وأردف أن الشركة تسعى دوما لتقديم هذا النوع من أجهزة الروبوتات للجمهور من خلال مشاركتها فى أغلب المحافل العالمية والإقليمية، مثل معارض «جيتكس دبى» و«كايرو آى سى تى» للاتصالات و”ماك تك” لتشكيل المعادن و«معرض الصحة العربى» «عرب هيلث»، لافتًا إلى أن الروبوت قدم على سبيل المثال فى دورة العام الماضى من معرض الخليج للأغذية (جلف فوود) للحضور فطائر «بان كيك» من تصنيعه.
وتابع أن الشركة استطاعت توريد جهازين من أجهزتها للسوق الإسبانية، لافتًا إلى أن الشركة تبحث حاليًا فرص الاستثمار المتاحة فى بعض الأسواق الأوروبية، مثل ألمانيا وسويسرا وتشيك واستونيا، على أن تبدأ تقديم خدماتها هناك بحلول أواخر 2023، إلا أن هذه الخطة مرهونة بحجم الاستثمارات التى ستحصل عليه الشركة خلال الفترة المقبلة.
وتابع أن الشركة تقدم مجموعة من الضمانات سعيًا لكسب ثقة عملائها نحو الشركة والأجهزة المبيعة، على رأسها ضمان على المنتج لمدة 24 شهرًا، فضلًا عن العمل على تقديم كل الأنظمة والتحديثات الجديدة لأنظمة الروبوت بالمجان طوال فترة الضمان، علاوة على إتاحة استبدال الروبوت بالنسخة الأخرى المعدلة ودفع الفارق لصالح الشركة.
وتابع أن الشركة تقدم لعملائها خدمة الدعم الفنى من خلال وجود فريق متخصص يعمل على مدار اليوم، فضلًا عن اتاحة خدمة الصيانة من مكالمات الفيديوكونفرانس أو من خلال تنظيم زيارة هندسية يقوم بها فنيو ومهندسو الشركة حسب طبيعة المشكلة التى قد يواجهها العميل، مقدرًا إجمالى عدد عملائها فى الإمارات من 25 إلى 30 عميلًا.
وبحسب الموقع الإلكترونى للشركة، فإن من أبرز قائمة عملاء مارسيس كلًا من هيئة الصحة فى دبى ودائرة الثقافه والسياحة فى أبوظبى ومركز دبى للتجارة العالمى.
وأكد أن عدد عملاء الشركة التابعين لمكتبها الإقليمى فى دبى يفوق نظيره فى مصر، مرجعًا السبب وراء ذلك إلى الصورة الذهنية الخاطئة التى تسيطر على أذهان بعض المستخدمين بالسوق المحلية فى كون الروبوت لا يصلح للقيام ببعض المهام الخدمية، إلا أنه من المتوقع أن تتغير هذه الصورة، تماشيًا مع خطة الدولة نحو الرقمنة وميكنة مختلف القطاعات الاقتصادية.
وعلى صعيد الجولات التمويلية، نوه عن خطة الشركة لخوض جولات تمويلية مع صناديق استثمار محلية وعربية لاستقطاب رؤوس أموال جديدة، خاصة مع زيادة الطلب على منتجات مارسيس.
وحول أثر أزمة الرقائق الإلكترونية، أكد أن الشركة لديها مخزون كافٍ من الرقائق يكفى لسد احتياجاتها حتى نهاية الربع الثانى من العام الحالى، مشيرًا إلى أن مارسيس بدأت العمل على تطوير الألواح المستخدمة فى عملية تصنيع أجهزة الروبوتات للتغلب على هذه الأزمة دون الإخلال بمعايير الجودة والمواصفات القياسية.
وقدم «عبد الرحمن» عددًا من المقترحات لتوطين صناعة أجهزة الروبوتات محليًا على رأسها العمل على توفير بدائل محلية لحل أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التى تواجه الصناعة، مؤكدًا أن مارسيس لديها الإمكانيات الفنية اللازمة لتقديم منتج محلى مطابق للمواصفات العالمية والمحلية.