تصدر فيلم «أصحاب ولا أعز» الذي تقوم ببطولته الفنانة منى زكي والفنان إياد نصار ، محركات البحث ومنصات التواصل، وذلك بعد حملة انتقادات واجهت الفنانيين المعروفين بابتعادهما عن القضايا الشائكة والمشاهد الجريئة.
الفيلم رغم عرضه بمنصة نتفليكس المعروفة بالاشتراك المسبق، إلا أن سيل من التغريدات أثارت حملة انتقادات غير مسبوقة، رفضا للألفاظ والمشاهد الجريئة والحديث عن قضية المثلية الجنسية، مقابل تأكيد نقاد أن الفيلم شهد أداء جيد من الفنانيين.
فايزة هنداوي : منى زكي وإياد نصار قدما شخصيات في الفيلم بأداء جيد ولايجب مهاجمتهما
تقول الناقدة فايزة هنداوي إنها لا تعلم سبب هذا الهجوم على منى زكي لمجرد أنها قامت بأداء شخصية ليس فيها أي مشاهد خارجة أو قبلات أو أحضان حتى مشهد خلعها لملابسها الداخلية الذي أثار الهجوم عليها بدرجة كبيرة لم يظهر جزء بسيط من جسمها أو حتى قدمها كل مافعلته انها تقوم بدور زوجة خائنة لزوجها وتتحدث مع شخص ما على الانترنت فقامت بخلع ” أندر وير” أو أوحت بذلك للمشاهد في الفيلم.
وأضافت متسائلة: “ما الجرم الذي ارتكبته منى زكي لكي تهاجم بهذا الشكل الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي في النهاية هي ممثلة ومن حقها تقديم شخصيات مختلفة وجريئة”.
وتسائلت هنداوي: “هناك أفلام في الستينات والسبيعينات قدمت فيها شخصيات مثل خائنة من فنانات كبار مثل نادية لطفي وغيرهم لماذا لم يحدث هذا الهجوم عليهم وتم وصفهم أنهم بهذا الشكل بعد تأدية هذه الشخصيات مثلما تم مهاجمة منى زكي وإياد نصار بعد عرض فيلم ” أصحاب ولا أعز” لمجرد أن إياد قدم دور مثلي في الفيلم”.
وأشارت إلى أنه ليس ضروريا ومن مهمة السينما تقديم عقاب أخلاقي للشخصية التي تقوم بسلوك خاطئ مثل المثلي كما قدمت أفلام سابقة مثل عمارة يعقوبيان عقاب أخلاقي لمن كان يقوم بهذا الفعل وجسد شخصيته الفنان خالد الصاوي .
وأشارت إلى أن منى زكي وإياد نصار قدما شخصيات في الفيلم بأداء جيد ولا يجب مهاجمتهم ، بالإضافة أن الفيلم له تصنيف عمري فوق 18 عاما أي من يشاهده يتمتع بعقل ونضج لكي يستطيع استيعاب هذه الأفكار فهو ليس طفلا صغيرا ، علاوة أن منصة نتفليكيس تعرض أفلام فيها مشاهد خارجة والمشاهدين يتابعونها فلماذا هذا الهجوم على فيلم فيه جرأة في طرح القضايا والموضوعات وليس فيه مشهدا واحدا خارجا .
وتابعت: “أما بالنسبة لانطباع الجمهور عن منى زكي منذ سنين طويلة أنها لا تقدم مشاهد جريئة فبالفعل منى زكي كانت تؤيد مصطلح السينما النظيفة في فترة معينة لكن حينما قدمت فيلم احكي ياشهرزاد مع المخرج يسري نصر الله وكان فيه مشاهد قبلات وأحضان مع حسن الرداد تعرضت لهجوم شديد وقتها فادلت بتصريحات وقتها أنه لا يوجد سينما نظيفة وغير نظيفة وأنها كانت صغيرة حينما كانت تؤيد هذا المصطلح” .
وأوضحت أن فيلم الحرام فيه جرأة كبيرة ولم يتم الهجوم عليه بهذا الشكل مثلما حدث مع “أصحاب ولا أعز”.
سلوى محمد علي : هجوم قاس تعرضت له منى زكي
بينما قالت الفنانة سلوى محمد علي أنها مندهشة جدا من الهجوم القاس الذي تتعرض له الفنانة منى زكي وزوجها الفنان أحمد حلمي بسبب تقديم منى لشخصية جريئة في الفيلم .
وأكدت أنه في الستينات قدمت موضوعات أكثر جراة في مصر وكنا أول من قدم سينما تعرض التحول الجنسي أيضا ، متساءلة: “ألم تكن هذه الأفلام صادمة للجمهور وقتها مثلما أحس بهذه الصدمة بعد مشاهدة فيلم ” أصحاب ولا أعز”؟”.
وأضافت: “للأسف نريد دفن رؤوسنا في الرمال مثل النعام” ، مؤكدة أن الفنانين يتعرضون لهجوم قاس منذ فترة بدون أسباب واضحة ، لكن هذه المرة وجد الكثيرين سببا من وجهة نظره للهجوم على الفن والفنانين .
وعن انتقاد البعض للفيلم بنسخته العربية التي عرضت مؤخرا على منصة نتفليكس مقارنة بنظيرتها الإيطالية، قالت إنه ليس شرطا أن تتشابه كل الأفلام مع بعضها وإن يقدم السيناريو أبطال الفيلم تعرضوا لمصائب في حياتهم بسبب سلوكهم .
سمير الجمل : لما الإصرار على الشذوذ الجنسي في معظم الأفلام الممولة من الغرب ومن حقنا الاعتراض على الفيلم
في المقابل، يرى الناقد الفني سمير الجمل أن هناك فرقا بين فيلم سينمائي يتم إنتاجه داخل مصر وبين عمل آخر ينتج خارجها، لافتا إلى أن الأزمة التي حدثت الساعات الماضية بسبب هذا الفيلم تؤكد أننا على وشك دخول مرحلة جديدة مع المنصات والقنوات المفتوحة والإنتاج الأمريكي والأوروبي لارقابة بها سوى ضمائرنا.
وأكد أن هذه الأفلام تخاطب الغرب بدرجة أكبر من المجتمع الشرقي وذلك ملاحظ أكثر في أفلام المخرج يوسف شاهين حيث كانت أفلامه المنتجة بأوروبا مثل فيلم المهاجر له فيها جرأة وإرضاء لجميع الأطراف.
واستدرك: “لكن لم يرض مصطفى العقاد الأمريكي جنسية وسوري الأصل وعربي الهوية والعقيدة ورفض تماما أي تمويل أجنبي لأفلام عمر المختار أو صلاح الدين الأيوبي أو فيلم الرسالة ودفع حياته ثمنا لوطنيته وعروبته برغم أنه كان يعيش في الغرب ، حيث أن الفيصل هو ضمير الفنان سواء كان تمويل أجنبي أو مصري والأهم ما الذي يقدمه الفيلم للجمهور”.
وتساءل الجمل: “ماق يمة الشذوذ الجنسي وأهميته والإصرار عليه في معظم الأفلام الممولة من الغرب والتي يقدمها نجوم عرب برغم أنه أمر محرم في الديانات الثلاثة المسيحية واليهودية والإسلام”.
واستطرد الجمل: “هناك حملة منظمة لنشر ثقافات تتعارض مع القيم العربية بدوى الحرية والمساواة وهي جميعها قوانين الماسونية والصيهونية في العالم”، لافتا إلى أن ما قدماه منى زكي وإياد نصار في الفيلم مجرد أدوات لتقديم هذا العمل لمجاراة الغرب .
ونوه إلى أن هذا لا يمنع أن نقدم في الدراما والسينما كل شئ لكن الفيصل ما هو الأسلوب لتقديم هذه الافكار ، وماهو الفن والعبقرية في التحدث عن الشذوذ الجنسي طيلة الوقت بسبب هذه الأعمال.
وأوضح أن مقولة ندفن روؤسنا في الرمال كلام خاطئ لأننا بهذه الافلام نشيع أمور ضد أخلاقيات مجتمعنا والفن قيمته تستمد من ترقيته للذوق العام ويشيع الجمال ويدافع عن الحق ، ونظرية أنه لايمكن قياس الفن بمنظور أخلاقي شيء خاطئ فمن حقنا نقيس الفن بأي منظور .
وأكد أنه في أوروبا أهانوا السيد المسيح والسيدة مريم وهي رموز مقدسة في الإسلام والمسيحية الشرقية بحجة أن ذلك حرية ابداع ونحن ننظر لها أنها اختراق للمقدسات ، لذلك من حق الجمهور الاعتراض على فيلم أصحاب ولا أعز بعد كل ما قدم فيه مثلما كان للفنانين حق في تقديم هذا الفيلم وطالما قدموه عن اقتناع ليس من حق أحدا مصادرة رأي أحد عليهم.
وختم حديثه قائلا: “إياكم وغضب الجمهور فكما يرفع الفنان للسماء يهبط به لأسفل درجة”.