كشفت مصادر مطلعة لـ«المال» أنه تم تقليل نسب التخفيضات المقدمة للخطوط الملاحية العابرة بالمجرى الملاحى لقناة السويس، بنسب تراوحت بين 5 إلى 10 % اعتبارا من يناير الجارى وحتى يونيو المقبل.
وِأضافت أن سبب تخفيض قيمة الحوافز هى الاستفادة من الذروة التى تشهدها السوق الملاحية العالمية لسفن الحاويات، خاصة بعد فتح الموانئ والعمل بكامل قوتها بالتوازى مع تنفيذ الإجراءات الاحترازية للحد من وباء كورونا.
وحققت قناة السويس فى عام 2021 إيرادات بلغت 6.3 مليار دولار، مقابل 5.6 مليار خلال عام 2020 بزيادة قدرها 720 مليونا، وسجلت حركة الملاحة بالقناة خلال عام 2021 عبور 20694 سفينة من الاتجاهين مقابل 18830 سفينة خلال عام 2020 بفارق 1864 سفينة بنسبة زيادة قدرها %10.
وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، فى تصريح سابق، إن إجمالى قيمة العوائد التى جمعتها هيئة قناة السويس نتيجة التخفيضات التى منحتها للسفن للعبور من المجرى الملاحى بلغت 1.1 مليار دولار.
وأشارت المصادر إلى أن أزمة انتشار الوباء فى العامين الماضيين، أدت إلى حدوث أزمة فى سلاسل الإمداد العالمية، وما نتج عنه من وجود تكدس كبير بكل موانئ دول العالم.
مصادر: تتناسب مع رفع التوكيلات الملاحية لأسعار نوالين الشحن.. والخطوط جنت أرباحا قياسية
ولفت إلى أن فيروس كورونا كان أحد العوامل التى دفعت الصين لرفع نوالين الشحن لمستويات غير مسبوقة على طريق التجارة بين الشرق الأقصى وشمال غرب أوروبا، إذ تعدت الـ 14800 دولار حاوية 40 قدم، ويتوقع استمرارها فى الارتفاع خلال 2022.
وكشفت المصادر عن تحقيق الخطوط الملاحية أرباحا عالية فى 2021 منها على سبيل المثال الخط الملاحى «ميرسك» الذى استطاع تحقيق ربح صافى بلغ 6.6 مليار دولار فى النصف الأول من 2021 مقارنة مع حوالى 500 مليون دولار خلال عام 2019.
وأوضحت أن تعديل نسب التخفيضات يتم فى إطار السياسة التسويقية التى تنتهجها الهيئة وفقا لظروف التجارة العالمية، إذ تم استئناف كل الخدمات الملاحية التى توقفت أثناء تفاقم أزمة كورونا فى الربع الثانى من العام الماضى، فضلا عن إطلاق عدد كبير من الخدمات الملاحية الأخرى المتصلة بطرق التجارة المتجه إلى الساحل الشرقى الأمريكى عبر القناة.
يشار إلى أن نوالين الشحن مررت بسلسلة من الزيادات، وكانت 766 دولار فئة حاوية 20 قدم فى 2019، وارتفعت إلى 5562 دولارا فى الشهور الأخيرة من عام 2021.
وشهدت أسعار الغاز الطبيعى المسال فى السوق الأوروبية والآسيوية ارتفاعا كبيرا خلال الربع الثالث من عام 2021، إذ تخطت حاجز الـ 30 دولارا / مليون وحدة حرارية مطلع أكتوبر الماضى، فى ظل توقعات ارتفاع الطلب بنسبة 3.6 % العام الحالى.
وأكدت المصادر أن %70 من أسطول ناقلات الغازالطبيعى المسال العابرة من قناة السويس تعتمد على استخدام حرق الغاز الطبيعى المتبخر«BOG» كوقود لها، مقابل %30 تعتمد على الوقود منخفض الكبريت «VLSFO» فى عملية التشغيل.
من جانبه، أرجع الدكتور محمد كامل خبير النقل واللوجستيات، قرار خفض الحوافز إلى المتغيرات العالمية، ومنها قيام غالبية الخطوط الملاحية بزيادة نوالين الشحن بنسب متفاوتة، ومن ثم يحق للهيئة الاستفادة من ذلك أيضا.
خبير اقتصادى: قرار الهيئة يتناسب مع وضع التجارة العالمية وحركة العبور المتوقعة
وأشار إلى أنه عند انتشار فيروس كورونا والذى نتج عنه إغلاق بعض الموانئ وتقليل الأنشطة، أصدرت الهيئة حزمة تخفيضات تناسب حركة التجارة وقتها، لافتا إلى أن الهيئة من عادتها أن تتخذ القرار المناسب وفقا للتطورات العالمية.