تقدمت النائبة مها عبد الناصر، عضوة البرلمان ، وعضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب مناقشة عامة موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير النقل والمواصلات، حول “سياسات النقل داخل مدينة القاهرة وأهمية عودة الترام كوسيلة نقل جماعي داخل القاهرة التاريخية” في إطار البحث عن حلول جذرية صديقة للبيئة لمشكلة المرور والنقل.
وقالت عضوة البرلمان ، في المذكرة الإيضاحية لطلبها إن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وهو أحد مراكز الدراسات المميزة المعنية بالسياسات العامة، نشر ورقة تحليلية لخبير التخطيط العمراني عمرو عصام عن سياسات النقل داخل القاهرة، وأهمية عودة الترام مرة أخرى، كوسيلة نقل صديقة للبيئة داخل حدود القاهرة التاريخية، المسجلة ممتلك تراث عالمي لدى اليونسكو.
وأشارت نائبة البرلمان ، إلى أن هذه الورقة أكدت على ما ننادي به وننشده في مناقشة أسلوب تطوير البنية التحتية من الطرق والكباري في الفترة الأخيرة، وأن مجرد توسعة الطرق داخل المدينة ليست حلًا نهائيًا أو جذريًا لأزمة المرور والنقل، فلا يمكن حدوث طفرة حقيقية في النقل بدون وسائل نقل جماعي مريحة وفعالة تستطيع تحمل الكثافة السكانية والتعامل معها بطريقة مناسبة، وليس دفع المواطنين للاستمرار في شراء السيارات الخاصة التي تضخم تعدادها في القاهرة لأكثر من 3 مليون سيارة، وهو ما يجعل كل فرص التطوير وتوسعة الطرق حلولًا مؤقتة إذا استمرت نفس السياسات في التعامل مع النقل.
وأضافت أنه مع وجود مستجد خطير وهو التغير المناخي وزيادة الانبعاثات الكربونية، وما بدا واضحًا من توجهات في الفترة الأخيرة من مشاريع المونوريل والقطار الكهربائي كوسائل نقل جماعي وصديقة للبيئة، فإن هناك ضرورة لمناقشة الحكومة حول أهمية عودة وسيلة “الترام” مرة أخرى للتنقل داخل القاهرة، وتحديدًا القاهرة التاريخية المسجلة ضمن التراث العالمي.
وأشارت النائبة إلى أنه تظهر أهمية عودة الترام إذا تم دمجه مع مترو الأنفاق خاصة في الأجزاء الشرقية من القاهرة التاريخية والتي تتماس مع محطات العتبة وباب الشعرية والجيش وميدان العتبة بشكل عام، وتفعيل دور جهاز التنسيق الحضاري لإعادة القاهرة التاريخية لرونقها.
ولفتت عضوة البرلمان ، إلى أنه برغم أن الأتوبيس الكهربائي المنتظر إقامته هو أكثر مرونة من الناحية التشغيلية لسهولة تغيير مساراته، بعكس خطوط الترام الثابتة، بالإضافة للتكلفة المالية المنخفضة لصالح الأتوبيس، إلا أن الأتوبيس الكهربائي يتطلب محطات توقف أكثر من الترام مما ينعكس على السرعة والعمر الافتراضي المحدود لهذه المنظومة، بخلاف الترام الذي يتفوق في هذه النقاط كثيرًا، مما ينعكس على التكلفة الإجمالية لمنظومة التنقل باستخدام الترام على المدى البعيد بشكل إيجابي.
وأشارت النائبة كذلك إلى أن منظومة تشغيل الترام في أوقات الذروة أكثر مرونة، حيث يمكن زيادة عدد العربات من خلال الإضافة، بخلاف منظومة تشغيل الأتوبيس التي تتطلب الدفع بوحدات أخرى وما يترتب على ذلك من تكدس وازدحام، كما أنه يمكن المقارنة بين الترام والأتوبيس الكهربائي من الناحية الوظيفية أيضًا، حيث يُغطي الأتوبيس مسافات أكبر بسرعة أقل ومحطات توقف أكثر ويعمل بشكل فعال في مسارات دائرية وحلقية، كما أنه أكثر ملاءمة للمناطق ذات الكثافات المنخفضة، نتيجة ظروف التشغيل الموجهة لمثل هذه المعطيات، بخلاف الترام الذي يعمل بكفاءة في مسارات طولية وفي ظروف مختلفة تمامًا، ما يجعل منظومة التنقل باستخدام الأتوبيس الكهربائي أكثر ملاءمة للمدن المصرية الجديدة عن الترام، ويجعل الترام أكثر ملاءمة للأجزاء التاريخية والقديمة من القاهرة.
وبناء على ما سبق طالبت النائبة بمناقشة سياسة النقل داخل مدينة القاهرة، وأهمية إنشاء مشروع ترام داخل القاهرة التاريخية كوسيلة نقل فعالة وحضارية وصديقة للبيئة.