في ثاني أيام نوة الفيضة الصغرى تحولت طرق الإسكندرية إلى اللون الأبيض، بعد أن كسوها الثلج بفعل الأمطار الثلجية التي سقطت بغزارة، ولساعات متواصلة منذ صباح اليوم، فحولت المدينة الساحلية إلى مدينة أوربية في شكلها وطقسها غير المسبوق. وعلى صعيدٍ آخر يشهد الطريق الصحراوي الآن تعطلًا بالحركة المرورية على غرار ما حدث منذ أيام بفعل غزارة الأمطار وتراكمات المياه، في حين أن الطريق الصحرواي لا توجد به شبكة صرف صحي لتصريف المياه أولًا بأول، ولذلك شهد الطريق، اليوم، بطئًا شديدًا بتسيير الحركة المرورية، بل عمل بربع طاقته، من خلال تيسيير حارة واحدة من إجمالي أربع حارات.
أما على طريق الكورنيش فارتفعت الأمواج لتصل إلى أكثر من خمسة أمتار، ووصلت مياه البحر إلى الطريق الرئيسي محملة برمال الشواطئ، الأمر الذي عطل الحركة المرورية بشكل ملحوظ، وسط تمركزات سيارات تصريف المياه التابعة لشركة الصرف الصحي، وكذلك تدخلت سيارات تابعة للمنطقة الشمالية.
في الوقت نفسه تجنب مواطنو الثغر التواجد وسط إجواء الطقس السيئ الذي تتعرض له مدينة الإسكندرية، اليوم، وخلَت الشوارع من المارة بشكل ملحوظ، وكذلك قلّت أعداد السيارات في الطرق الرئيسية، والتزم المواطنون منازلهم، مُكتفين بممارسة هواية تصوير الأمطار الثلجية من شرفات المنازل.
تجدر الإشارة إلى أن محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف كان قد اتخذ قرارًا، يوم السبت الماضي، بتعطيل الدراسة يومي الأحد والاثنين؛ لما تواجهه الإسكندرية من تقلبات مناخية في الأحوال الجوية ووفقًا للطقس السيئ الذي تتعرض له حفاظًا على سلامة الطلاب والمعلمين،
وكذلك اتخذ الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، قرارًا، أمس الأحد، بتعطيل الدراسة، اليوم الاثنين، بجامعة الإسكندرية واستمرارها “أون لاين”.
يشار إلى أن نوة الفيضة الصغرى هي رابع نوات الشتاء، والتي تحدث بسبب المنخفضات الجوية، وتأتي في النصف الأخير من شهر ديسمبر سنويًّا، وتستمر لمدة خمسة أيام،
وسميت بهذا الاسم لأن البحر يفيض خلالها وترتفع أمواجه، وتسبب نوة الفيضة الصغرى حالة من التقلبات الجوية نظرًا لانتشار السحب الثقيلة والكثيفة، والمتسببة للأمطار متوسطة الشدة، ويحدث خلالها رياح شمالية غربية تصاحبها الأمطار، وتصل سرعة الرياح فيها إلى 60 كم في الساعة.