اختلفت الموضوعات التي أصبحت تقدمها لنا الدراما المصرية مؤخرًًا في كثير من مسلسلاتها، حيث تركز حاليًّا على مناقشة بعض الأمراض والحالات الإنسانية الخاصة في المجتمع المصري والتي يعاني منها بعض الأسر المصرية مثل التوحد والبهاق وغيرهما والتي تتسبب في تأثر هذه الأسر نفسيًّا ومعنويًّا نتيجة إصابة أحد أبنائها بهذا المرض الذي قد ينفر منه المجتمع. حيث قدم مسلسل “إلا أنا” مؤخرًا حكاية بعنوان حلم حياتي التي ناقشت مرض التوحد لأول مرة من خلال تجسيد الفنانة الشابة مايان السيد لهذه الشخصية التي أشاد بها الجمهور والنقاد على مواقع التواصل.
كذلك ناقش مسلسل “زي القمر” في حكاية حدوتة من القمر مرض البهاق أو الوحمة التي جسدت شخصيته الفنانة لقاء الخميسي وحققت مشاهدة كبيرة.
فايزة هنداوي : من المهم إلقاء الضوء على هذه الأمراض وكيفية معاملة المجتمع للمصابين
ترى الناقدة فايزة هنداوي أن مناقشة هذه الموضوعات في مسلسلات الدراما المصرية مؤخرًا شيء إيجابي للغاية، سواء مرضى التوحد أو البهاق وغيرهم.
وأشارت إلى أنه من المهم إلقاء الضوء على هذه الأمراض وكيفية معاملة المجتمع للمصابين بهذه الأمراض، حيث إن بعض الأشخاص يبتعدون عن المصابين بتلك الأمراض.
لكن الدراما عليها دور هام في توعية الجمهور والمجتمع بأنه يمكن التعامل بشكل طبيعي مع الأشخاص المرضى بهذه النوعية من الأمراض، وأنه من حقهم أن يكون لهم دور فعال في مجتمعهم أيضًا، والمشاركة في مختلف الأنشطة والمجالات الحياتية والعملية والمهنية مثل الأشخاص العاديين، ما دام هؤلاء الأشخاص موهوبين بالفعل في هذه المجالات فمن حقهم الانخراط في المجتمع بشكل طبيعي ولا تكون إصابتهم بهذه الأمراض عائقًا ضدهم في الحياة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، وذلك ما يجب أن تركز عليه الدراما التليفزيونية في الفترة المقبلة كثيرًا في المسلسلات.
محمد سليمان : الدراما المصرية للأسف لم تكن تركز على تلك القضايا
ويرى الفنان محمد سليمان أن الدراما مؤخرًا أصبحت بالفعل تركز على الموضوعات التي تهم المشاهدين المصريين بدرجة أكبر عن السنين الماضية، ومن هذه الموضوعات بعض الأمراض التي يعاني منها بعض الأسر المصرية وتتسبب في شلل حركة وحياة الأسرة بشكل كبير، وكان ذلك غير مرصود في الدراما سابقًا.
ولفت إلى أن هذه القضايا هامة جدًّا لأن إصابة طفل أو شخص واحد في أية أسرة مصرية بهذه الأمراض مثل البهاق أو التوحد وغيرها، تتسبب في تأثر أسرة هذا الطفل كثيرًا.
وأكد سليمان أن الدراما المصرية للأسف لم تكن تركز على تلك القضايا والموضوعات؛ لأنها كانت في واد، والمجتمع وما يهمه وما يستهويه في واد آخر للأسف، لكن حقيقة الحال تغيرت تمامًا حاليًّا بتقديم قضايا ماسّة لمشاعر الجمهور المصري كثيرًا مثل رصد هذه الأمراض.
أحمد سعد الدين : اهتمام الرئيس ليس شكليًّا فقط بتكريمهم في الاحتفالات المختلفة
وأعرب الناقد الفني أحمد سعد الدين أن اهتمام الدراما المصرية بهذه الموضوعات الخاصة ببعض الأمراض مثل التوحد والبهاق والحالات الخاصة في مجتمعنا، نابع من اهتمام رئيس الدولة مؤخرًا بذوي الهمم والحالات الإنسانية الخاصة.
ونوه بأن اهتمام الرئيس ليس شكليًّا فحسب بتكريمهم في الاحتفالات المختلفة، وإنما كان يجب أن تخدم الدراما المصرية على هذه الحالات والقضايا الإنسانية في المسلسلات التي تُعرَض للجمهور.
ويشير إلى أن دورًا اجتماعيًّا تقوم به الدراما التليفزيونية حاليًّا ومهمًّا، ورصد تعامل المجتمع مع هذه الحالات هل يستوعبهم أم يلفظهم فيحدث تعقيد لذوي الهمم والحالات المصابة بتلك الأمراض في المجتمع المصري.