ارتفاع الأسعار وعجز الخطوط عن توفير حاويات الثلاجة يهدد بتراجع الصادرات الزراعية

بنسبة 40%

ارتفاع الأسعار وعجز الخطوط عن توفير حاويات الثلاجة يهدد بتراجع الصادرات الزراعية
أماني العزازي

أماني العزازي

11:26 ص, الأحد, 19 ديسمبر 21

توقع مصدرو الحاصلات الزراعية ووكلاء شحن الصادرات تراجع معدلات تصدير بضائع الثلاجات (الريفير) من مصر إلى أوروبا وأمريكا وشرق آسيا رغم الطلبات المتزايدة نتيحة العجز الذى تشهده السوق المحلية فى الحاويات وارتفاع نولون الشحن ومستلزمات التعبئة والتغليف مما يؤثر على تنافسية المنتج.

وأكد إبراهيم جودة، رئيس مجلس إدارة ميناء المتحدة الجاف جنوب بورسعيد، المتخصص فى نشاط تخزين الحاويات الفارغة الواردة من الخارج والمعدة للتصدير لصالح الخطوط الملاحية العالمية، أن السوق الملاحية تشهد عجزا فى فوارغ الحاويات بنسبة %5 خاصة أن الخطوط بدأت فعليا فى تخزين الحاويات الفارغة بالمستودع استعدادا لبدء موسم تصدير الحاصلات الزراعية والموالح والفواكة الذى بدأ بالرتقال اعتبارا من أول ديسمبر ثم البطاطس والفراولة والعنب، التى تمثل أضخم مواسم التصدير.

وقال إن ارتفاع نولون الشحن ظاهرة عالمية خارج إرادة الجميع حتى أن دولة عملاقة كالصين لم تستطع إجبار الخطوط الملاحية على تخفيض نولون الشحن، بينما اتجهت لخفض حجم إنتاجها لتقليل عدد الحاويات الفارغة.

ولفت إلى أن الخطوط الملاحية قابلت ذلك الإجراء، بتقليل وزن الحاوية 20 قدم من 25 طن الى 20 طن حتى لا تخسر النولون فأصبح ماكانت تستوعبة الحاوية الواحدة يتم توزيعة على حاويتين مما أدى لزيادة تكاليف الشحن على المصدرين.

وتوقع زيادة نولون الشحن البرى نظرا لزيادة مستلزمات وقطع الغيار والزيوت بجانب رسوم الطرق التى يتم تحصليها وفقا لنوع البضاعه

وطالب جودة الحكومة المصرية بإنشاء خط ملاحى يربط بين مصر والصين مباشرة وشراء 3 سفن عملاقة تعمل على الخط لنقل الصادرات لدول شرق آسيا، خاصة بضائع الريفير، لافتا إلى أن هذا الخط قادر على جلب عوائد اقتصادية تقدر بالمليارات.

كما طالب بدراسة الجدوى الاقتصادية للموانئ الجافة قبل التوسع فى إنشائها وضرورة ربطها بخط سكة حديد لتقليل تكاليف منظومة نقل الحاوية والقضاء على ظاهرة التكدس بالموانئ البحرية.

من جانبه، أوضح القبطان محمود القاضى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة كادمار للملاحة، أن موسم تصدير الحاصلات الزراعية المصرية لدول الخليج وروسيا ودول البحر الأسود مثل بيلاروسيا وأوكرانيا ورومانيا يبدأ من منتصف نوفمبر ومع نهاية السنة والانتهاء من إجازات أعياد الميلاد تبدأ معدلات التصدير للصين ودول أوروبا فى الارتفاع اعتبارا من 15 يناير، خاصة البطاطس والبرتقال.

وتوقع القاضى أن يشهد عام 2022 ارتفاعا ملحوظا فى معدلات تصدير البطاطس، بسبب ارتفاع الطلب عليها بشرط وجود حجم ثلاجات يكفى لتصدير المنتج المصرى لروسيا باعتبارها أكبر دول مستوردة للصادرات المصرية بجانب دول الخليج العربى.

وأوضح أن حاويات الثلاجات تشهد سوء توزيع، لدرجة وجودها فى بعض الموانئ التى ليس بها طلبات تصدير مثل لوس أنجلوس بأمريكا، بسبب أن السفينة التى تدخل الموانئ الأمريكية قادمة من آسيا، تستغرق ما يزيد على 35 يوما لتتمكن من تفريغ حمولتها، وتسافر دون قيامها بالشحن بنفس الميناء نتيجة أن هناك تراكما للحاويات وتكدسا غير مسبوق، فيما تعانى بعض موانئ الدول الراغبة فى التصدير من عجز شديد فى الحاويات الثلاجة، وهو عجز غير حقيقى بسبب سوء توزيعها.

وأضاف أن معظم الخطوط الملاحية اتجهت إلى رفع نولون الشحن نتيجة نقص المعروض من حاويات الثلاجة وزيادة الطلب عليها من مصدرى الحاصلات الزراعية كما اتجهت بعض الخطوط لفرض رسوم على حجز الحاويات وتوفيرها للعميل.

نولون شحن الحاوية لروسيا زاد من 1500 دولار إلى 3000 دولار

وأوضح القاضى أن نولون شحن الريفير (بضائع الثلاجات) لروسيا قفز من 1500 دولار إلى 3000 دولار للحاوية الواحدة.

وتوقع نائب رئيس كادمار للملاحة، زيادة معدلات تصدير البطاطس لروسيا خاصة خلال شهور فبراير ومارس وإبريل، بشرط توفير الخطوط الملاحية للحاويات الثلاجة، حيث تتخطى الصادرات المصرية من بضائع الريفير 5 ملايين طن سنويا.

وقال إن بعض المصدرين يعتمدون على المنتج المحلى الخاص بتعبئة وتغليف الصادرات الزراعية، باستثناء بعض الدول المستوردة للريفير المصرى، والتى تطلب توافر شروط ومواصفات بعينها فى حجم وشكل الكرتونة التى يتم تعبئة المنتج فيها، متوقعا أن يشهد موسم صادرات الحاصلات الزراعية المصرية انتعاشة كبيرة، بعد الانتهاء من أعياد الكريسماس، خاصة البرتقال الذى ينتعش موسم تصديره فى 10 يناير ويستمر حتى 15 مايو.

وأعلن القاضى عن تدشين خدمة جديدة أسبوعية من محطة حاويات الدخيلة إلى نوروفيسك بروسيا واليونان، بطاقة 220 حاوية ثلاجة بواقع 4 سفن شهريا، بجانب خدمات لجميع الدول الآسيوية من ميناء دمياط، وثالثة لدول الخليج العربى من ميناء السخنة.

من ناحيته، قال تيتو همام، مدير اللوجستيك بشركة نقلة، إن حجم الإنتاج من الخضروات والفاكهة انخفض بنسبة 40%، بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة، كما زادت أسعار مواد التغليف إلى الضعف وارتفع النولون البحرى بنسبة 30%، لذا فإن المصدرين يتوقعون تراجعا فى حجم صادرات الريفير لأوروبا وآسيا فيما تخرج السعودية وروسيا والصين من دائرة التراجع بسبب تزايد طلبها على الحاصلات الزراعية المصرية.

وأرجع همام أسباب عجز الحاويات الثلاجة، إلى الخطوط الملاحية التى تفضل أسواقا بعينها تقوم بنقل الصادرات منها وتفضيل عملائها فى أولوية الحصول على الحاويات مثل البرازيل، خاصة أن الخطوط الملاحية اتجهت مؤخرا للاستغناء عن وكلاء الشحن والقيام بكل العمليات اللوجيستية المصاحبة.

وأكد محمود الترجمان، أحد مصدرى الموالح، أن الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها السعودية والأردن فى استقبال سائقى الشاحنات والبرادات على متن العبارات المصرية العاملة على خطوط سفاجا ضبا ونويبع العقبة، ساهم فى تراجع معدلات تصدير الخضروات والفاكهة «بضائع الريفير» إلى دول الخليج  بنسبة %50 حيث يقوم الجسر بنقل تلك البضائع للأردن ومنها للعراق وسورية ولبنان، فيما يتم نقل «الريفير» للسعودية، عبر خط سفاجا ضبا، عن طريق شاحنات البرادات.

وأشار إلى أن بعض الخطوط الملاحية فرضت 75 دولارا إضافية على مصاريف شحن الحاوية العشرين قدما شريطة توفيرها للمصدرين، حيث يلجأ الخط الملاحى لجلبها فارغة من دول مجاورة ليتم ملؤها بالصادرات بعد تراجع معدلات الاستيراد من شرق آسيا.

من جانبه، توقع خالد سلامة، مدير شركة نقلة ببورسعيد، عدم تأثر حجم الصادرات المصرية من الخضروات والفاكهة لأوروبا، بسبب وجود خطوط ملاحية كثيرة تمتلك خدمات منتظمة لغرب وشمال أوروبا كما أن نولون الشحن لأوروبا متوازن فيما تتجه أغلب الموانئ الأوروبية لإرسال الحاويات الفارغة للصين لتلبية الطلب على طلبات الاستيراد منها.

وكان المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، قد قرر وفقا لتحفظات لجنة الموالح بالمجلس تأجيل موعد بدء الموسم التصديرى للبرتقال بصفة خاصة من 15 نوفمبر إلى أول ديسمبر الجارى، لضمان اكتمال نضج المحصول والجودة المطلوبة للتصدير.

وأكد المجلس فى بيان لأعضاء المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية أن تأخير موعد التصدير يعود لحرص المجلس على الحفاظ على حجم الصادرات المصرية من محاصيل الموالح والتى بلغت بالموسم السابق حوالى 1.8 مليون طن.

وأشار إلى موافقة الحجر الزراعى المصرى على مد مهلة التقدم لتكويد مزارع الموالح المصرية لإعطاء الفرصة للجميع للتصدير، لافتا إلى محدودية عدد المزارع التى تقدمت للتكويد والتى لا تغطى متوسط حجم الكميات التى يتم تصديرها من البرتقال المصرى ومحدودية عدد المحطات التى تقدمت وبلغت 41 محطة وهو مايعد أقل من نصف عدد محطات تعبئة وتغليف الموالح العاملة بقطاع تصدير الموالح المصرية. 

من جانبه، أكد إيهاب محمود، رئيس مجلس إدارة شركة «آر تك لوجستيك»، تضاعف أسعار مستلزمات التعبئة والتغليف المستوردة والتى يستخدمها المصدرون فى تعبئة صادرات مصر الزراعية لدول آسيا وأوروبا، لافتا إلى أن سعر كرتونة تعبئة البرتقال ارتفع من 14 جنيها العام الماضى إلى 24 بالإضافة لضريبة القيمة المضافة كما ارتفع سعر الكرتونة طاقة 15 كيلوجراما «أوبن توب» من 18 جنيها العام الماضى إلى 30 جنيها، مطالبا بتدخل المجلس التصديرى لضبط السوق، والبحث عن بدائل محلية بأسعار تنافسية، خاصة أن ارتفاع أسعار الخامات سيؤدى إلى زيادة الأسعار بنسبة %50 بما يعادل 40 دولارا للطن.