شهد اليوم الأول للدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الكثير من الفعاليات المميزة، كما شهد حضورا كبيرا من جانب رواد المهرجان وبخاصة الشباب .
وتميزت هذه الدورة بتخصيص منفذي تذاكر للصحفيين و الإعلاميين مما حقق لهم قدرا من الراحة في ممارسة عملهم بتغطية العروض بشكل جيد وعدم إهدار الوقت مثلما كان يحدث من قبل فى العام الماضى.
كما أن Box office الخاص بالمهرجان تم تصميمه بشكل أكثر تنظيما وتوفيرا للوقت، مع توفير بعض المطاعم وعند دخول البوكس أوفيس هناك تمثال صغير لشخصية فطوطة للفنان الراحل سمير غانم تخليدا له وبوسترات بعض الافلام المشاركة فى المهرجان ، وأيضا تخصيص أكشاك لوزارة الصحة لتلقى لقاح كفيروس كورونا المستجد .
ومن العروض التى أثارت انتباه الجمهور والسينمائين بالأمس الفيلم الأردني “بنات عبد الرحمن” الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية و الذي يتناول معاناة المرأة العربية من خلال اربع فتيات كل واحدة منهن لها شخصيتها المختلفة، لكن يجمع بينهن فى النهاية حب والدهم بعد وفاة الام ، وذلك بالرغم من بعدهن عن بعضهن بسبب ظروف الحياة.
و عن الفيلم ،قال الناقد مجدى الطيب، انه بعد انتهاء عرضه كان هناك تجاوب كبير من الجمهور مع الفيلم وبطلاته : حنان الحلو، صبا مبارك، فرح بسيسو ومريم الباشا، على الشاشة، وصفق لهن بحرارة، وكأنهن يقفن على خشبة المسرح، عقب كل مشهد أدته إحداهن بصدق، وحس إنساني راق، وجرأة تُحسب لمخرجه الأردني الشاب زيد أبو حمدان ، الذي دوت القاعة بالتصفيق له بمجرد ظهوره ، كونه قدم فيلماً مُتخماً بالتفاصيل الإنسانية؛ بحيث يُضحكك ويُبكيك ويدفعك لأن تُشفق على حال نساء عالمنا العربي .. لكنك ستتأسى على حالك.
وقال الناقد سيد محمود على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك : بعد مشاهدة الفيلم الأردني بنات عبد الرحمن .. فانني ارى انه من اهم التجارب التى قدمت فى السينما العربية .. وبخاصة فيما يسمى بسينما المرأة.. فهو تشريح لما تعانيه بعض الأسر .. بعد رحيل الأم .. ودخول الآباء فى مرحلة الألزهايمر و هو فيلم رائع ومتوقع حصوله على جوائز من مهرجان القاهرة السينمائى .. فرح بسيسو .. وصبا مبارك .. وحنان الحلو ومريم الباشا .. اربع ممثلات رائعات.
وحضر الفيلم عدد كبير من الفنانين منهم : محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وبطلة الفيلم صبا مبارك ،وتامر حبيب، وصناع الفيلم، وقام بتقديم الفيلم رئيس المهرجان محمد حفظي وأندرو محسن المدير الفني، وتم تقديم صناع الفيلم ومنهم زيد أبوحمدان وصبا مبارك
ومن جانب آخر تم ايضا عرض الفيلم الروائي العراقي «كلشي ماكو» الذي يشارك بمسابقة البانوراما الدولية، ضمن فعاليات الدورة الـ43، وذلك في عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتفاعل الجمهور مع الفيلم وقضيته التى تعبر عن معاناة الشعب العراقى ومشاعرهم الممتلئة بالامل واليأس والتشبث بالوطن بالرغم معانتهم مع ظروف حياتهم بعد أحداث الاسبوع الاخير من عام 2006 فى حارة ببغداد التى تجمع أطياف المجتمع الشيعة والسنة الامريكان، ويوضح الفيلم حياتهم اليومية بالرغم من نوبات القلق والخوف وضياع العمر
فنشاهد كيف يخرج الناس في الصباح إلى شوارع مزدحمة ومختنقة بالحواجز الإسمنتية ونقاط التفتيش، يحاولون عبثاً إنهاء عملهم ليعودوا مسرعين إلى منازلهم قبل حظر التجول المسائي. وعندما يُحبسون في بيوتهم طوال الليل، يحاولون تجاهل أصوات مدافع الهاون وإطلاق النار في الخارج . ويعبر الفيلم عن مايشعر به العراقيين من ضيق وصبر الى ما لانهاية دون أمل .
وفي الندوة التي تلت الفيلم قالت مخرجة العمل ميسون الباجه جى : إن كل أحداث الفيلم حقيقية فهو يعبر عن واقع العراق المأساوى فى تلك الفترة ، مضيفة انه كانت هناك معاناة عن البحث عن ممولين للفيلم لأنه فيلم غير تقليدى ، ومن الصعب لهذه النوعية من الأفلام أن تحصل على تمويل ودون تدخل فى السيناريو، مضيفة أن ميزانية الفيلم لم تكن كبيرة .
وتدور أحداث الفيلم حول سارة أم عزباء وروائية، دخلت في حالة من الصمت بسبب وقت العنف الطائفي الشديد وحظر التجوال الليلي في بغداد، ويُدخلنا الفيلم في حياتها هي وجيرانها، وهم يكافحون لمقاومة تفتيت عالمهم وتجديد الشعور الهش بالأمل والإيمان بمستقبل أفضل.
وكان الفيلم العراقي “كلشي ماكو” للمخرجة ميسون الباجه جي، قد فاز بجائزة مادية قيمتها 5 آلاف دولار أمريكي من شركة The Cell Group وذلك ضمن سوق مهرجان مالمو للسينما العربية، إذ اختير الفيلم ضمن قسم تمويل مرحلة ما بعد الإنتاج، كما حصل على جائزة IWC المقدمة في مهرجان دبي السينمائي الدولي وقدرها 100 ألف دولار، ونال أيضاً منح مختلفة في المنطقة العربية ومنها سند والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) ومؤسسة الدوحة للأفلام، وعلى الصعيد الأوروبي نال منحة CNC & Institut Français في فرنسا، ومؤسسة الفيلم البريطاني.
ميسون الباجه جي مخرجة عراقية مقيمة في لندن، درست الفلسفة في جامعة لندن كوليدج، ثم صناعة الأفلام في مدرسة لندن للسينما، عملت في مونتاج عدد من الأفلام الوثائقية والروائية لسنوات، ومنذ عام 1994 اتجهت إلى أن تصبح صانعة أفلام مستقلة، معظم أفلامها تتمحور حول الشرق الأوسط، أخرجت عدة أفلام، منها: رحلة إيرانية، والعودة إلى أرض العجائب، ومشاعرنا تلتقط صور: العراق مفتوح المصراع، والذي نال تنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان الهندسة المعمارية في روتردام.
وعلى جانب آخر أعلن المركز الصحفى للمهرجان انه قد تم إلغاء العرض الأول لفيلم “ذاكرة”، الذي كان من المقرر أن يعرض في الساعة ٦:٣٠ مساء في مسرح النافورة، وذلك بسبب وجود مشكلة تقنية، ويمكن استرجاع تذكرة الفيلم بإعادتها لشباك التذاكر، كما كانت هناك بعض الافلام التى كانت sold out ومنهم الفيلم المصرى الوثائقى “من القاهرة ” للمخرجة هالة جلال الذى يعرض لأول مرة عالميا ضمن مسابقة آفاق السينما العربية.
وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حتى يوم 5 ديسمبر المقبل، مع اتخاذ كل التدابير الاحترازية وفقًا لإرشادات الحكومة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، من أجل ضمان سلامة صُنَّاع الأفلام المشاركين والجمهور وفريق المهرجان.