أكد سفير بريطانيا بالقاهرة جاريث بايلي أن بلاده لديها مهمة مقدسة لإنقاذ الكون ، مشددا على أنها ستساعد مصر في مؤتمر كوب 27 العام المقبل وفي حماية الدلتا من التغيرات المناخية.
جاء ذلك في لقاء خلال برنامج “كلمة أخيرة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة “ON”.
وقال بايلي: “لدينا مهمة مقدسة لانقاذ العالم والكوكب للحد من إرتفاع درجات الحرارة إلى درجة ونصف ، وكلمات رئيس الوزراء جونسون كانت قوية ومتسقة مع أهمية الموضوع والقضية المتعلقة بالتغيرات المناخية”.
قمة كوب 27
وأكد أن المهمة مشتركة بين بلاده وبين مصر التي سترأس القمة القادمة ” كوب 27 ” في شرم الشيخ العام القادم قائلاً : ” سوف نساعد كشريك وصديق لمصر”.
وشدد على أهمية إستضافة مصر لدورة “COP27” في مدينة شرم الشيخ العام القادم كونها ستكون منبراً لاصوات الدول الافريقية والنامية بوجه عام.
وكشف عن استعدادات حكومة بلاده للتنسيق مع مصر لاستضافتها لقمة المناخ “COP27” في مدينة شرم الشيخ العام القادم.
وقال: “نقدم دعماً لوجستياً للجانب المصري لمساعدته في كيفية إستضافة قمة المناخ العام القادم عبر التخطيط والترتيب”.
وأضاف: “إذا مصر طلبت أي شيء سنبذل قصارى جهدنا أن نساعد في تحقيق ذلك .. لانريد في هذه المرحلة ان نفرض على مصر شكل من اشكال التعاون بهذا الصدد في هذه المرحلة لكن أفضل أن أفكر أن نكون شركاء واصدقاء لمصر في المستقبل”.
وحول توقعاته لما سيفضي إليه المؤتمر، أجاب السفير البريطاني قائلاً : “هناك فرصة كل خمس سنوات لنقطة حوار جديدة لتجديد الالتزامات الدولية في مكافحة التغيرات المناخية”.
وأضاف: “بالنسبة لقمة كوب 26 المنعقدة حالياً في مدينة جلاسجو هذه فرصة لكل الدول أن تقدم إلتزامات في هذا الإطار وهي بمثباة إعادة محاولة للمجتمع الدولي لمكافحة التغيرات المناخية وإنقاذ كوكب الأرض”.
وتابع سفير بريطانيا قائلاً : “شهدنا في القمة الأخيرة كلمات قوية وسكرية وأخرى لا ترتقي إلى إلتزامات لكن في نفس الوقت كان هناك إلتزامات من كثير من الدول صاحبة النصيب الأكبر في الانبعاثات مثل الهند حيث اتخذت خطة وجدد رئيس وزراء نيودلهي إلتزاماته بالوصول لـزيرو إنبعاثات بحلول 2070 وهذا أمر جيد”.
سبب غياب الصين
وتعليقاً على غياب الصين عن المشاركة في القمة خاصة أنها ضمن الدول الأكبر في الانبعاثات الحرارية، قال سفير بريطانيا : “صحيح لم نرى تمثيلاً في الحضور على مستوى زعماء أو روؤساء وزراء كلاً من الصين وروسيا لكن في ذات الوقت شهدنا حضور وفدين عاليين المستوى من هاتين الدولتين ولايزال هناك فرصة للحوار والالتزام”.
وكشف أنه فيما يخص رئيس الوزراء الصيني فقد نما لعلمه أنه لم يكن باستطاعته المشاركة في القمة الأخيرة بسبب تفشي وباء كورونا قائلاً : “كانت لديه عراقيل لوجستية بهذا الخصوص”.
وعن التزامات بريطانيا، كشف السفير البريطاني بالقاهرة جاريث بايلي، أن رئيس وزراء بلاده بوريس جونسون تعهد بتقديم 11 مليار جنيه إسترليني بما يوازي 14-15 مليار دولار بهذا الصدد.
وإعترف بايلي بأن الدول المتقدمة لم تف بتعهداتها في تقديم حصصها من حزمة 100 مليار دولار المقدمة للدول النامية سنوياً قائلاً : “هذا معروف ولا يوجد مايدعونا لإخفاء ذلك الدول الكبرى لم تفي بتعهداتها في تقديم تلك الحزمة سنوياً للدول النامية ولم تنجح في ذلك خلال تلك الفترة”.
وأضاف : “المهم هو المستقبل، علينا أن نفي بهذا الوعد وهو يحتاج إلى 100 مليار دولار سنوياً خلال الخمس سنوات القادمة”.
وتوقع أن يتم جمع تلك المبالغ في سبيل تلبية الوعود والتعهدات.
مشاركة القطاع الخاص
لكن بايلي عاد كاشفاً عن محور أخر وصفه بالمهم – في تلك القضية وهي مكافحة التغيرات المناخية، قائلاً : ”هناك منظور أيضاً مهم وهو كيفية تشجيع القطاع الخاص في تقديم إستثمارات في مجال مكافحة التغيرات المناخية وهذا مهم أيضاً”.
وعن “تحالف جلاسكو المالي لصفر الانبعاثات”الجديد ، الذي اطلق إبريل المنقضي، قال بايلي : “هذا تحالف مهم لدور القطاع الخاص في هذا الأمر ويترأسه محافظ البنك المركزي الانجليزي السابق مارك كارني ويتحدث هذا التحالف عن تحريك أكثر من 100 تريليون دولار كمساعدة إضافية عبر أموال الدول العامة للدول مضافاً إليها أموالاً من القطاع الخاص”.
وتابع : “نتحدث عن 130 تريليون دولار وهي استثمار للقطاع الخاص وليست منح وهذا يمكن أن يساعد“.
وحول عدم إمكانية القطاع الخاص بالوفاء بتلك الالتزامات في ظل عدم قدرة الدول الكبرى بالوفاء بتعهداتها، أجاب السفير : “سؤال مهم، نحن عندما نتحدث عن حزمة 100 مليار دولار سنوية مقدمة من الدول المتقدمة للدول النامية فهي منح في أغلبها وليست قروض”.
واستدرك: “لكن دور القطاع الخاص هو الاستثمار وتحقيق الأرباح والعوائد عبر تلك الاستثمارات في مجال التغيرات المناخية للتخلص التدريجي من الاستثمار في مجال الوقود الأحفوري”.
لكنه شدد على أهمية تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال التغيرات المناخية.
مشروع حماية الدلتا
وعن مشروع حماية دلتا النيل من التغييرات المناخةي، أوضح أهمية تلك المشروع تكمن في جانبين أولهما حماية المجتمع وثانيهما حماية ” دلتا ” النيل من أية تغيرات مناخية محتملة قد تؤثر عليها.
وأشار إلى أن هذا المشروع يشهد تعاوناً ثلاثياً كونه مشروع تم إطلاقه بالتعاون ما بين الأمم المتحدة والحكومة المصرية والبريطانية.
وأضاف: “نستثمر في هذا الصدد لحماية الدلتا من جهة الشرق عبر بناء كثبان رملية بطول 70 مترا تهدف لحماية الدلتا وسكانها من أهل الريف القاطنين خلف تلك الكثبان”.
واستطرد: “هذه الكثبان تحمي سكان تلك المناطق من مخاطر التعرض لفيضانات أو ارتفاع منسوب المياه”.
وأوضح أن محافظة كفر الشيخ هي موقع بناء تلك الكثبان ، وهذا المشروع ليس فقط في حماية الدلتا من الفيضانات أو ارتفاع مستوى منسوب مياه البحر المتوسط بل أيضاً حماية الدلتا من مخاطر “تملح” التربة” والتأثير على الزراعة.