يتجه زيت النخيل الماليزي نحو أدنى مستوى إنتاج منذ خمس سنوات، حيث يعاني المزارعون في ثاني أكبر دولة منتجة لزيت النخيل في العالم من أشد نقص عمالة على الإطلاق، ومن المرجح أن يستمر انخفاض الإنتاج حتى مارس.
انخفاض انتاج زيت النخيل
يُتوقع أن ينخفض إنتاج البلاد لأقل من 18 مليون طن هذا العام، وفقاً لما ذكره نجيب وهاب، الرئيس التنفيذي لجمعية زيت النخيل الماليزي، وهي نقابة للمزارعين تمثل 40% من مساحة حقول النخيل. يمثل هذا انخفاضاً بنسبة 6% على الأقل عن العام الماضي، وهو أدنى مستوى سنوي منذ 2016.
كان زيت النخيل، زيت الطعام الأكثر استهلاكاً، المحرك الرئيسي للانتعاش المذهل في أسواق الزيوت النباتية العالمية خلال العام الجاري. تزامن انخفاض الإمدادات في ماليزيا وكارثة المحاصيل في كندا، أكبر منتج للكانولا، مع طلب شديد فيما يعاد فتح الاقتصادات. عاد زيت النخيل ليحقق أرقاماً قياسية جديدة، فيما قفز زيت الكانولا إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، ووصل زيت الصويا إلى أعلى مستوياته في 13 عاماً في مايو.
قال نجيب عبر الهاتف من كوالالمبور “حتى قبل الوباء، كان هناك نقص في العمالة، خاصة عمال القِطاف، غير أنه لم يكن مطلقاً بهذا السوء. نقص العمالة يزداد سوءاً شهراً بعد شهر. هذه أزمة عمالة غير مسبوقة ستتسبب بانخفاض الإنتاج لعدة سنوات”
يضيف نجيب أن الإنتاج سيستمر بالتناقص حتى نهاية العام، ومن المرجح أن يظل ضعيفاً في الربع الأول من 2022. قد يتحسن الإنتاج في الربع الثاني، ولكن بشرط أن يُسمح لعاملي الحصاد الأجانب، بمن فيهم 32000 عامل أجنبي حصلوا بالفعل على موافقة حكومية، بدخول البلاد.
نقص حاد في العمال
فضلاً عن ذلك، أدى نقص عاملي الحصاد المهرة لتعفن العناقيد الطازجة على الأشجار، ما منع المزارعين من الاستفادة من الانتعاش القياسي لمحاصيل النخيل. قال نجيب إن هذا يعني أن المزارعين “فاتتهم الفرصة” في أشهر ارتفاع إنتاج المحاصيل، والتي تمتد عادة من أغسطس إلى أكتوبر. ومضى إلى القول: “لم نبلغ أبداً ذروة الإنتاج هذا العام بسبب الخسائر الكبيرة في المحاصيل” وسيتكبد هذا القطاع خسائر تتراوح بين 20% إلى 30% من الإنتاج المحتمل للعام الجاري، كما سيفقد حوالي 20 مليار رينغت (4.8 مليار دولار) من الإيرادات، وهو ما يمثل ضعف خسائر العام الماضي.
غير أن رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب قدّم بصيص أمل بشأن أزمة نقص العمالة، معلناً الجمعة بأن بلاده ستسمح بدخول عمال مهاجرين تلقوا كامل اللقاح إلى الحقول مع فحص كل ملف على حدة. رغم ذلك لم تُحدد الحصص ومواعيد وصولهم.
مزيج متقلب من مشكلات الإنتاج، من ظروف الطقس وقيود فيروس كورونا إلى ازدياد الطلب العالمي، يعني أن الصناعة في خضم أوقات غير مسبوقة. يقول مارسيلو كالتريرا، مدير المبيعات للشركات والوسيط التجاري في “فيليب فيوتشرز” في كوالالمبور “نحن وسط ظروف مجهولة بسبب الأسعار التاريخية المرتفعة وتقلب الأسعار”.