تنافست شركات التكنولوجيا خلال مشاركتها فى فعاليات الدورة 41 من معرض ومؤتمر جيتكس دبى للاتصالات الذى عقد خلال الفترة من 17 إلى 21 أكتوبر الجارى فى مركز دبى التجارى العالمى على استعراض أحدث حلول تقنيات الجيل الخامس للاتصالات فى مختلف القطاعات الاقتصادية تزامنا مع استمرار جائحة فيروس كورونا والتى دفعت قطاع الاتصالات إلى صدارة أولويات حكومات الدول بهدف خلق بيئة رقمية آمنة لمواطنيها تمثل بديلا عن الواقع.
دورة العام الحالى من المعرض التى شهدت مشاركة أكثر من 3500 شركة عارضة من 140 دولة تنظيم أثبت أن الإنسان أصبح يتغير بفعل التكنولوجيا الحديثة والتى أصبحت ترتقى لأفلام الخيال العلمى على غرار فيلم “أفتار” وأن المستقبل القريب غير معلوم بسبب الثورة التكنولوجية المتسارعة.
تلك هى الحقيقة التى أكدها مسئولى الشركات عندما كان يتبادلون وحدات التحكم عن بعد للسيطرة على حشود نماذج متقدمة من أجهزة الأنسان الآلى تجوب طرقات المعرض ذهابا وإيابا طوال أيام انعقاده وتتنوع وظائفها ومسيماتها من جهاز لآخر مزودة بمجموعة متكاملة من أجهزة الاستشعار، والأنظمة الإلكترونية يمكنهما التعرف على لغة الجسد للزوار وحالتهم المزاجية.
وقال محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى، أن جيتكس هذا العام يمثل أول معرض متكامل بعد الجائحة، ويعزز دور الإمارات فى جمع شرق وغرب العالم لصياغة تطلعاتها التقنية مستقبلا.
مبادرات حكومية
شهد المعرض إطلاق عدد من حكومات الدول مبادرات قومية لتطوير قطاعات وتيسير الخدمة على المواطنين على رأسها مبادرة طريق مكة السعودية وهى إحدى برامج رؤية السعودية 2030 للارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة للحجاج وتتمثل المبادرة فى إنهاء إجراءات دخول الحجاج بداية من إصدار التأشيرة إلكترونيًّا، مرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات فى مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن فى السعودية.
وعند وصول الحجاج ينتقلون مباشرة إلى حافلات تنتظرهم لإيصالهم إلى الأماكن المعدة لسكنهم فى مكة والمدينة المنورة، وتصل أمتعتهم لمقر السكن.
إضافة إلى مبادرة تخطيط الرحلة الإماراتية باستخدام الجيل الجديد من الشاشات الذكية التى تقدم معلومات فورية للركاب، وتتيح لهم إمكانية تخطيط الرحلة عبر شاشات اللمس المثبتة فى محطات الحافلات الرئيسية بطريقة سهلة وسريعة ودقيقة.
بينما تستهدف مبادرة الصندوق الذكى «آى بوكس» الإماراتية التى أطلقتها هيئة جمارك دبى مبادرة «آى بوكس» الصندوق الذكى، حفظ الشحنات التجارية والثمينة التى تكون بصحبه المسافرين القادمين/ترانزيت/ الراغبين فى أن تبقى بمركز جمارك المطار عند الوصول دون دفع الرسوم الجمركية عليها وإعادة استلامها عبر خدمه التخليص الذاتى وقت مغادرة الدولة.
طلعت يترأس وفد حكومى مصري
ترأس الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وفدا حكوميا مصريا خلال زيارته لمعرض ومؤتمر جيتكس ومعرض إكسبو دبى 2020 ضم عددا من قيادات وزارة الاتصالات من بينهم عمرو محفوظ رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، وعادل حامد رئيس الشركة المصرية للاتصالات، ومحمد نصر الدين مساعد وزير الاتصالات للبنية المعلوماتية الدولية، والدكتور حسام عثمان نائب رئيس إيتيدا ورئيس مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال.
قام الوزير بنشاط مكثف على مدار أيام المعرض تمخض عن عقد 5 لقاءات وتوقيع اتفاقيتين تعاون مع ممثلى شركات التكنولوجيا والاتصالات بشأن ضخ استثمارات جديدة فى السوق المصرية هى إبرام اتفاقية تعاون بين الشركة المصرية للاتصالات وشركة نوكيا العالمية بهدف بناء أول بنية تحتية فى مصر حصريا لتقديم خدمات إنترنت الأشياء عبر شبكة (WING) العالمية التابعة لنوكيا، إلى جانب اتفاقية أخرى بين شركة “نايل أون لاين” التابعة لـ “اتصالات مصر” و”إيتيدا” من أجل تدريب وتوظيف أكثر من 2000 شاب بحلول عام 2023.
كما التقى طلعت أيضا رام راماشاندران، نائب أول الرئيس ورئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لشركة «تك ماهندرا» Tech Mahindra العالمية والتى تعد من أكبر 15 مزودًا لخدمات تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم؛ تناول اللقاء سبل التعاون مع الشركة فى المساهمة فى تنفيذ مشروعات التحول الرقمى فى مصر، إضافة إلى بحث إمكانية إنشاء مركز خدمات للشركة فى مصر لخدمة عملائها فى مجال تكنولوجيا المعلومات فى مختلف الأسواق التى تعمل بها حول العالم.
وقال طلعت إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعد أكثر قطاعات الدولة نموا بمعدل نمو %16، مشيرا إلى أن جهود مصر فى تطوير البنية التحتية للاتصالات ساهمت فى مواجهة المتغيرات الناتجة عن الجائحة؛ موضحا أنه يتم تنفيذ مشروع لإقامة بنية تحتية معلوماتية وتوفير انترنت فائق السرعة لمليون منزل ضمن المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة.
مستشفى المستقبل وسيارة كهربائية وطائرة فى جناح “اتصالات”
استعرضت مجموعة اتصالات الإمارات خلال مشاركتها فى جيتكس دبى عدد من حلول الروبوتات المدعومة بتقنية الجيل الخامس للاتصالات 5G فى قطاعات النقل والرعاية الصحية وتجارة التجزئة والتعليم منها روبوت Mesmer الذى يملك تفاصيل العظام والجلد وتعابير الوجه المشابهة للبشر تماماً ويرحّب بالزائرين.
كما سلطت الضوء أيضا على شكل مستشفى المستقبل والتى ستضم روبوتا جراحيا وجهاز للتصوير يمكنه إجراء العمليات الحساسة بالغة الدقة عن بعد باستخدام تكنولوجيا 5G، كذلك روبوت Alba ويعد أحد حلول التنقل الذاتى المخصّص لدعم الركاب ذوى القدرة المحدودة على الحركة ليصبحوا أكثر استقلالية خاصة فى المستشفيات والمطارات والمتاحف.
إلى جانب قفاز Haptx الذى يتيح 133 شعوراً لمسياً وحسياً فى كل يد، ما يحقق مستوى جديداً من الواقعية وشعوراً طبيعياً فى الخصائص الحسية واللمسية باليد ويتم استخدامه للتدريب والتصميم باستخدام تقنيات الواقع الافتراضى، وسيارة “أيرسبيدر” وهى أول سيارة كهربائية طائرة تتميز بإقلاع وهبوط كهربائى بالكامل بسرعة قصوى تبلغ 160 كيلومترا فى الساعة.
يشار إلى أن شبكات الجيل الخامس تبث فيديوهات مرتفعة الجودة بدقة 4K بدون انقطاع أو زمن انتظار للتحميل، مقارنة بتكنولوجيا الجيل الرابع، إذ تستطيع تحميل مقطع فيديو بحجم 800 ميجابايت فى ثانية واحدة فهى أسرع بـ100 مرة من شبكات الجيل الرابع و1000 مرة من ناحية القدرة الاستيعابية، إلى جانب دورها الرئيسى فى تعزيز أعمال القطاعات الاقتصادية والحكومية المعتمدة على التقنيات الرقمية.
وأكد جمال السادات رئيس مجلس إدارة شركة اتصالات مصر، أن الشركة حريصة على تأكيد ريادتها فى السوق المصرية وتعزيز العمليات التشغيلية لشبكاتها ومشروعاتها الرقمية التى أصبحت أكثر تنوعا فى ظل تقديمها العديد من الخدمات المتطورة التى تتلائم مع خطط التحول الرقمى لمصر.
وقال السادات إن “اتصالات مصر” ملتزمة بخطط المجموعة الأم التى ترتكز على التقنيات المستقبلية وإثراء تجارب العملاء بخدمات أكثر تطورا وكفاءة، وأيضا مساعدة القطاعات الاقتصادية فى تعزيز أعمالها وسط تداعيات جائحة كورونا، لافتا إلى أن جودة المناخ الاستثمارى فى مصر وارتفاع الوعى الرقمى لدى قطاعات عريضة من المجتمع دفعت المجموعة الإماراتية إلى تنفيذ توسعات استثمارية فى السوق المصرية خلال الفترة الماضية.
مركبات ذاتية القيادة وأول روبوت متكلم
وعرضت هيئة الطرق والموصلات روبوت نيوليكس وهى مركبات ذاتية القيادة مُعدة للتناسب مع الظروف المناخية فى المنطقة والتى قد ترتفع لأكثر من 50 درجة مئوية خلال موسم الصيف، إلى جانب طائرة بدون طيار «درون» لأغراض التوصيل.
وكشفت شركة «نيورا» للروبوتات، خلال المعرض، روبوتا يحمل اسم «مايرا» وهو أول روبوت معرفى فى العالم، يستطيع أن يرى ويتكلم ويشعر بالبيئة المحيطة به، فضلا عن روبوت آخر يحمل إسم «آى ليزر» ويعتبر من ضمن التقنيات الحديثة للعلاج بالليزر، بطريقة أكثر أمانا.
ويساعد الروبوت، الذى يتم تشغيله، بحسب الشركة المصنعة، بواسطة الذكاء الاصطناعى واستخدام كاميرا ثلاثية الأبعاد التى يمكن أن تحدد نوع البشرة، خبراء التجميل والأمراض الجلدية على تجنب الخطأ البشرى أثناء علاج المرضى.