قال المهندس وائل قدور، عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق والخبير البحرى، إن ارتفاع أسعار الوقود، ستؤثر إيجابيًا على حركة التجارة المارة بقناة السويس، موضحًا أنه كلما ارتفعت أسعار البترول زادت تكاليف الطرق البديلة والمنافسة للقناة، ما يدفع السفن إلى اختيار الطرق الأقل تكلفة واستهلاكًا للوقود، وعلى رأسها قناة السويس، متوقعًا أنه بنهاية العام الحالى سترتفع ايرادات قناة السويس إلى ما يقرب من 6.2 مليار دولار.
وقال إنه خلال أزمة كورونا شهدت الأسواق والمصانع فترة إغلاق كبيرة، وبالتالى قل الطلب على الطاقة، خاصة الغاز والبترول، إذ وصل لأقل الأسعار، بينما بعد التعامل مع الأزمة عاودت المصانع والأسواق والموانئ العالمية عملها ما أدى إلى ارتفاع الطلب على الوقود بشكل فلكى خاصة فى آسيا، إذ وصل سعر الغاز إلى 1427 دولارًا للألف متر مكعب.
من ناحيته، قال الدكتور محمد كامل، الخبير البحرى، إن البترول هو موسم معكوس على حد تعبيره، إذ إن تعاقدات الشتاء تبدأ فى شهور الصيف والعكس، موضحًا أن قناة السويس تستحوذ على جزء محدد من الكميات المنقولة من البترول عالميًا قد يزيد أو يقل، ولكنها فى معدل معين.
وأوضح أن إحصاءات حركة تجارة البترول العابرة لقناة السويس بمراجعة سلسلة زمنية مدتها 10 سنوات للبيانات الإحصائية المتوافرة، فإن النتائج منطقية أيضًا وتتسق مع الواقع، إذ إن حركة تجارة البترول تنشط فى النصف الثانى من العام، وكذلك فإن بورصات التجارة العالمية للتعاملات البترولية تعطى مؤشرات بالاتجاه الصعودى لأسعار البترول ونشاط المعاملات.
وقال “كامل” إن الطلب على النقل مشتق من التجارة العالمية، وكلما زادت حركة التجارة زاد معها الطلب على نقل تلك التجارة، وأن ما حدث هو تخطى أزمة كورونا، واستعادة التجارة العالمية عافيتها، موضحًا أن السعودية لاعب رئيسى فى كميات الوقود الخام المنقول عالميًا، ومنطقة الخليج مستحوذة على نوعيات الغاز الطبيعى، وعلى رأسهم الغاز المسال، ما يترتب على ذلك أن منطقة الخليج هى المحدد الرئيسى للكميات البترول وأسعارها ونوالين النقل، وقناة السويس تتأثر إيجابًا بعد ارتفاع الأسعار، ما يصب فى حجم إيراداتها نتيجة عبور القناة.
وطالب “كامل” بضرورة إنتاج قيمة مضافة لقناة السويس غير خدمة العبور، والإسراع فى إجراءات إقامة المشروعات اللوجستية المتنوعة التى تخدم السفن العابرة، مثل تموين السفن وتطوير الترسانات وتخريد السفن.
كما جددت هيئة قناة السويس الحوافز المقدمة لناقلات البترول القادمة من الخليج الأمريكى إلى غرب الهند وشرق الهند والشرق الأقصى وغرب الهند، بنسب تتراوح من 45 إلى %75 ، حتى نهاية ديسمبر المقبل.
3197 ناقلة بترول عبرت خلال 8 أشهر
وسجلت حركة البترول بقناة السويس، عبور 3197 ناقلة بترول ومشتقاته خلال الـ8 أشهر الماضية من عام 2021، بتراجع %3.4، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، التى سجلت عبور 3493 ناقلة، حسبما أكدت إحصائيات مركز معلومات مجلس الوزراء.
وأضافت الإحصائيات أن المتوسط اليومى للحمولات لنقل البترول تصل إلى ما يقرب من 3.3 مليون طن.
وأوضحت مصادر مطلعة بهيئة قناة السويس أن تراجع نصيب حركة نقل البترول الخام من حجم التجارة المارة بالقناة، جاء نتيجة تزايد الاستثمارات فى قطاع البتروكيماويات ونشاط تكرير البترول عالميًا، إذ قل الطلب بعد انتشار مصافى التكرير بدول آسيا، وعلى رأسها السعودية والهند، وزادت كميات مشتقات البترول العابرة لقناة السويس إلى %14.2 (منتجات يصعب نقلها عبر خطوط الأنابيب)، لافتا إلى أن أول سبعة أشهر من عام 2021 شهدت عبور 1616 ناقلة بترول خام، محملة بنحو 86.3 مليون طن، ومحققة إيرادات بلغت 362.6 مليون دولار.