ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في عام يوم الثلاثاء بفعل توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي – البنك المركزي الأمريكي- سيعلن عن تخفيف برنامجه الضخم لمشتريات السندات الشهر القادم في حين دفع القلق بشأن زيادات حادة في أسعار الطاقة المستثمرين إلى التماس الآمان في العملة الخضراء، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين إلى أعلى مستوى في أكثر من 18 شهرا مع قيام المستثمرين ببيع الدين الأمريكي متوقعين أن صعود أسعار الطاقة سيغذي التضخم ويزيد الضغوط على مجلس الاحتياطي الاتحادي لاتخاذ إجراء في وموعد أقرب مما هو متوقع.
ويترقب المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة التي ستصدر يوم الأربعاء وأرقام مبيعات التجزئة يوم الجمعة لمزيد من القرائن فيما يتعلق بالموعد الذي قد يبدأ فيه البنك المركزي الأمريكي تقليص إجراءاته التحفيزية.
وقفز مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات منافسة، إلى 94.557 وهو أعلى مستوى له منذ 25 سبتمبر 2020 .
ويتم دعم الدولار بقوة من خلال الاتجاه المتصاعد في عائدات السندات الأمريكية، حيث تتجه السوق إلى تقليص مشتريات السندات من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي من الشهر المقبل فصاعدًا. حيث وصل عائد سندات الخزانة القياسي لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى جديد له في خمسة أشهر عند 1.63٪ خلال الجلسة الآسيوية بعد يوم هادئ عندما أغلق سوق السندات النقدية في عطلة عيد كولومبوس.
الدولار يتراجع في الجلسة الصباحية
تضرر سعر الدولار أيضا بسبب مخاوف اندلاع أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، وبخاصة بعد تصريحات وكيل وزارة الخارجية الروسية سيرجي ريابكوف، بأن روسيا والولايات المتحدة لم تحققا أي تقدم كبير في الخلاف على عمل سفارة كل منهما لدى الأخرى، خلال محادثات في موسكو اليوم الثلاثاء، وهناك احتمال أن تتدهور العلاقات بين البلدين بدرجة أكبر، وأن موسكو لا تستبعد تجميد عمل البعثتين الدبلوماسيتين الروسية والأمريكية لكنها ترغب في تجنب ذلك، وهو ما انعكس بشكل سلبي بتداولات الدولار الأمريكي.
وفي الأسبوع الماضي، قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس بأن اقتراح الكونجرس الأمريكي بطرد 300 دبلوماسي روسي من الولايات المتحدة قد يؤدي، عند تنفيذه، إلى إغلاق المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في روسيا.