أكد عدد من خبراء ومسئولى شركات الاتصالات أن قرار إنشاء 6 آلاف برج محمول فى مصر خلال الـسنوات الثلاث المقبلة خطوة جيدة على طريق تحسن جودة الخدمة ولكنه يحتاج إلى تضافر مجموعة من العوامل الأخرى على رأسها إتاحة الترددات الجديدة والتوسع فى استثمارات تحديث شبكة البنية التحتية للاتصالات.
وقالوا إن نجاح شركة “IHS” فى بناء وتأجير أبراج الاتصالات بالسوق المحلية مرهون بالمزايا التنافسية التى ستتيحها لشركات المحمول الأربع وهى المصرية للاتصالات we وفودافون وأورنج واتصالات بشأن أسعار ومواقع الأبراج محل الصلة.
وكانت شركة مصر الرقمية ( أكبر مساهمى شركة أبراج مصر للخدمات التكنولوجية ) وقعت الأسبوع الماضى اتفاقية شراكة مع TOWERS IHS للحصول على ترخيص من جهاز تنظيم الاتصالات يتيح لها إنشاء وتأجير أبراج الاتصالات داخل مصر من خلال تأسيس ذراع استثمارية مشتركة تحمل اسم (IHS Telecom Towers Egypt SAE).
وتهدف الشراكة إلى بناء نحو 6000 برج اتصالات لا سلكية خلال ثلاث سنوات، كما يتيح الترخيص إمكانية الاستحواذ على أبراج اتصالات لا سلكية مملوكة للغير؛ بغرض استخدامها فى تقديم الخدمات محلّ الترخيص.
ياسين: يجب وضع خطة قومية بين «تنظيم الاتصالات» و«المشغلين»
وقال أسامة ياسين ،رئيس شركة «جيجا جلوبال» للاتصالات والتكنولوجيا والرئيس التنفيذى الأسبق للشركة المصرية للاتصالات، إن تحسن جودة خدمات الاتصالات فى مصر مرهون بمجموعة من العوامل منها تكثيف إنشاء مواقع جديدة فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وحصول المشغلين على الترددات الجديدة وضبط المعدات الفنية بما يتوافق مع تكنولوجيا الجيل الرابع للاتصالات 4G، موضحا أن متابعة هذا الملف يتم من خلال فرق عمل من جهاز تنظيم الاتصالات وشركات المحمول الأربعة.
وأكد صعوبة التكهن بموعد محدد لرفع كفاءة الخدمة لأن الأمر مرتبط باستثمارات الشركات فى تطوير شبكاتها طبقا لطبيعة المواقع الجغرافية ومدى الكثافة السكانية بها بالتزامن مع حل جميع المشكلات الفنية التى قد تؤثر على مستوى الجودة، علاوة على تسهيل إجراءات موافقات المحليات على إنشاء أبراج مواقع محمول جديدة.
ولفت إلى أن هناك دولا نجحت فى بناء عشرات ومئات المواقع سنويا بسبب تسهيل إجراءات البناء والتراخيص، متوقعا أن تلعب شركة IHS دورا كبيرا فى تقليل النفقات الرأسمالية لدى المشغلين مما يساهم فى زيادة عدد المواقع الجديدة وتوظيفها فى تنفيذ خططها التوسعية، علاوة على زيادة عدد أبراج المحمول الداعمة لـ 4G فى كل أنحاء مصر.
وشدد على أهمية تعاون جهاز تنظيم الاتصالات مع شركات المحمول الأربعة العاملة بالسوق المحلية فى وضع خطة قومية لتحسين الخدمة فى مصر محددة بجدول زمنى للتنفيذ بناء على طبيعة الترددات المتاحة بالتنسيق مع جهات الدولة المعنية.
يشار إلى أن شركة مصر الرقمية للاستثمار تستحوذ على %20 من شركة IHS Telecom Towers Egypt SAE، مقابل %80 لـIHS Towers.
فى سياق متصل، قال مصدر مسئول فى قطاع الاتصالات، إن نجاح الشركة الجديدة مرهون بالمزايا التفضيلية التى ستتيحها للمشغلين فى طرح أسعار تنافسية لإيجار محطات الأبراج ومواقعها فى الأماكن الحيوية ذات الكثافة السكانية الكبيرة بما يتوافق مع التكاليف الرأسمالية.
وتابع المصدر إنه يجب السماح لشركات المحمول بالحق فى مد كابلات الألياف الضوئية إلى مواقع الأبراج المزمع إنشاؤها مع إتاحة الترددات اللازمة لاستيعاب الزيادة المتوقعة فى أعداد المستخدمين مما ينعكس بالإيجاب على خطط التحول الرقمى والتى ترتكز على ضرورة وجود وسائل اتصال سريعة وحديثة.
الليثى: استثمارات تطوير البنية التحتية لا تتناسب مع حجم الطلب
ورأى الدكتور حمدى الليثى، رئيس مجلس إدارة شركة «ليناتل» لحلول الاتصالات، أن اتفاقية الشراكة بين الطرفين تعبر عن وصول السوق المصرية لمرحلة نضوج، لافتا إلى أن أسلوب الأبراج التشاركية مطبق فى أسواق أوروبا منذ عدة سنوات وفشلت إحدى الشركات الإنجليزية فى تنفيذه بمصر.
وألمح إلى أن الشركة الجديدة ستتولى بناء أبراج المحمول بمواصفات فنية تتوافق مع احتياجات جميع المشغلين، معتبرا أن خدمات المحمول فى مصر شهدت تدهورا كبيرا خلال السنوات العشر الماضية نظرا لأن استثمارات تطوير البنية التحتية ليست بالقدر الكافى الذى يتناسب مع طلب العملاء.
ومن المعروف أن عدد أبراج المحمول المملوكة للشركات الأربع العاملة فى السوق المحلية يتراوح بين 25 و30 ألف برج، وتقدر تكلفة إنشاء البرج بحوالى مليونى جنيه.
وقال إن دخول «IHS» السوق يعنى ضخ استثمارات جديدة والإسراع بموعد تحسن خدمات المحمول خلال عام كما سيخفض أيضا من التكاليف الرأسمالية على المشغلين فى بناء محطات أبراج جديدة.
وأضاف أن رفع كفاءة الخدمة يتطلب كذلك ضخ الدولة مزيدا من الاستثمارات فى تطوير البنى التحتية وحصول شركات «المصرية للاتصالات وفودافون واتصالات» على الترددات الجديدة التى تعاقدت عليها شركات المحمول مع جهاز تنظيم الاتصالات العام الماضى.
العلايلى: تفعيل «التجوال المحلى» لتغطية شبكة الطرق القومية
وألمح هشام العلايلى، الرئيس السابق لجهاز تنظيم الاتصالات، إلى أن اتفاقية الشراكة بين مصر الرقمية وIHS يجب أن تنص على تفعيل مبدأ مشاركة الأبراج بين المشغلين من أجل تغطية أكبر للخدمة، مشيرا إلى أن الدولة بحاجة إلى تزويد شبكة الطرق القومية بخدمات الاتصالات عبر طرح مناقصات أو مزايدات على المشغلين تتيح العمل بنظام التجوال المحلى بحيث تتولى شركة محمول إتاحة الخدمة على طريق معين وتسمح للشركات الأخرى بتقديمها على نفس أبراجها.
قام الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بالبدء فى إجراءات تغطية خمس طرق إستراتيجية بخدمات التليفون المحمول عن طريق طرح مناقصة محدودة للشركات المرخص لها إنشاء وتشغيل محطات التليفون المحمول بتكلفة 324 مليون جنيه، على أن يتم بدء تشغيل الخدمات مطلع 2022. وسيقوم الجهاز بتمويل إنشاء محطات التغطية من خلال صندوق الخدمة الشاملة وهو الصندوق المعنى بتمويل مشروعات الخطة القومية للاتصالات والمعلومات ومشروعات البنية التحتية اللازمة لتوفير خدمات الاتصالات الأساسية.
ورأى أن تحسن مستوى جودة الخدمة مرهون بالمدة الزمنية اللازمة لبناء الـ 6 آلاف برج على مستوى الجمهورية، مشددا على أهمية تقوية الطاقة الاستيعابية للشبكات لاستيعاب أكبر عدد المستخدمين دون حدوث أى اختناقات.
وتعتبر Towers IHS هى إحدى أكبر الشركات المستقلة المالكة والمشغلة والمطورة لأبراج الاتصالات التشاركية فى العالم بأكثر من 30200 برج اتصالات حتى 30 يونيو الماضى فى 9 أسواق هى البرازيل وكولومبيا وبيرو والكاميرون وساحل العاج، ونيجيريا، وروندا، وزامبيا والكويت.
ويتراوح عدد التصاريح اللازمة لبناء برج محمول فى مصر بين 21 إلى 24 موافقة حكومية على رأسها جهاز تنظيم الاتصالات، وسلطة الطيران المدنى، وجهاز شئون البيئة، ووزارة الزراعة، ورئاسة الحى، ومجلس المدينة التابع له الموقع.