قال صندوق النقد إنه خلال العقـد السـابق لعـام 2019 كانـت البلـدان منخفضـة الدخـل تحرز تقدمـا ملحوظـا نحـو التقـارب في الدخـل مـع الاقتصادات المتقدمة.. غيـر أن جائحـة كوفيـد-19 وجهـت ضربـة عنيفـة في هـذا الشأن لهذه البلـدان، ممـا دفـع عـددا آخـر مـن السـكان يقـدر بحوالي 95 مليـون نسـمة إلى هـوة الفقـر المدقع عـام 2020 مقارنـة بتوقعـات مـا قبـل حقبـة كوفيـد-19 .
وبحسب التقرير السنوي الصادر عن صندوق النقد لا يـزال تكثيـف جهـود إنتـاج اللقاحـات وتوزيعهـا بأسـعار في المتناول يمثـلان أولويـة رئيسـية، ولكـن هنـاك حاجـة أيضـا لدعـم خارجـي كبيـر.
وتشـير تقديـرات الصنـدوق إلى أن البلـدان منخفضـة الدخـل بالعالم سـتحتاج إلى 200 مليـار دولار بيـن العـام الحالي وعـام 2025 للاستجابة لجائحة كورونا ومبلـغ آخـر قـدره 250 مليـار للعـودة إلى مسـارها قبـل أزمة كورونا نحـو التقـارب مـع الاقتصادات المتقدمـة.. علمـا بـأن إذا تحقق سـيناريو التطـورات السـلبية وتباطـأ التعـافي العالمي قـد يـؤدي إلى إضافـة 100 مليـار دولار إلى هـذه الاحتياجـات التمويليـة.
ووفقاً لتقرير الصندوق؛ تتطلـب تلبيـة هـذه الاحتياجات الإضافيـة اتبـاع منهـج متعـدد الأوجـه لدى هذه البلدان، وسـوف تكـون هنـاك أهميـة بالغـة لتنفيـذ الإصلاحـات الداخليـة الراميـة إلى زيـادة الإيرادات وتحسين الحوكمـة وكفـاءة الإنفـاق والإدارة المالية العامـة بغيـة المساعدة في تسـوية جوانـب النقـص الهيكلـي في فـرص الحصـول علـى التمويـل العـام الكافيـة.
وسـوف تسـاعد هـذه الإصلاحات كذلـك في تعزيـز التمويـل المقـدم مـن القطـاع الخاص لا سـيما في مشـروعات البنيـة التحتيـة.
ولكـن هـذا لـن يغطـي إلا جـزء مـن الاحتياجـات العاجلـة للبلـدان منخفضـة الدخـل ولابـد مـن توفيـر المنـح والقـروض الميسرة لسـد هـذه الفجـوة.
ويواصـل صندوق النقد الاضطلاع بـدوره في هـذا الخصوص، حيـث ارتفعـت قروضـه للبلـدان منخفضـة الدخـل إلى حوالى 12 مليـار دوالر في 2020 إلى جانـب تقديـم الدعـم المالي إلى 50 بلـدا مـن البلـدان منخفضـة الدخـل، غالبـا مـن خـلال أدوات التمويـل الطـارئ.
كذلـك ينظـر الصنـدوق حاليـا في خيـارات تقديـم المزيد مـن الدعـم للبلـدان متوسـطة الدخـل الضعيفـة، بهـدف مسـاعدة هـذه البلـدان لكـي تصبـح اقتصاداتهـا أكثـر صلابة وخضـرة واحتـواء للجميـع