« نوفارتس » تطرح دواء جديدا لعلاج سرطان الثدي

يعتمد عقار "ألبيليسيب" Alpelisib الذي أقرته هيئة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) على الملف الجيني لكل مريضة

« نوفارتس » تطرح دواء جديدا لعلاج سرطان الثدي
المرسي عزت

المرسي عزت

10:29 م, الخميس, 30 سبتمبر 21

أعلنت نوفارتس فارما (نوفارتس مصر) مساء اليوم الخميس، طرح عقار جديد لعلاج مريضات سرطان الثدي الهرموني المتقدم ممن لديهن طفرة في جين PIK3CA.

ويعتمد عقار “ألبيليسيب” Alpelisib الذي أقرته هيئة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) على الملف الجيني لكل مريضة.

كما يعتمد علي التعرف على مدى استجابتها للعلاج عن طريق إجراء اختبار المؤشرات الحيوية لجينPIK3CA وبدء تطوير خطة علاجية لهن؛ مما يجعله نقطة تحول في علاج سرطان الثدي المتقدم وخطوة فعالة نحو تحسين جودة حياة المريضات المصريات.

قال حمدي عبد العظيم، أستاذ علاج الأورام بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة: “يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين السيدات في مصر، حيث يصيب نحو 34% منهن في مصر، مع احتمالية تطور 20% من هذه الحالات تقريباً لتصل إلى مرحلة سرطان الثدي المتقدم.

ويعني سرطان الثدي المتقدم أو سرطان المرحلة الرابعة انتشار المرض في أماكن أخرى في الجسم، مثل الرئتين، أو الكبد، أو العظام، أو المخ.

وأضاف أنه: “في إطار المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، تمكنت وزارة الصحة من توفير بروتوكولات علاجية جديدة لسرطان الثدي المتقدم تتضمن توفير أحدث وأفضل الأدوية للمريضات في جميع أنحاء الجمهورية.

وهو ما يمثل تقدمًا كبيرًا في ملف علاج سرطان الثدي المتقدم خاصة خلال العامين الأخيرين، وهو ما كان حلمًا قديمًا ولكنه أصبح واقعًا الآن”. 

وأشاد عبد العظيم بدور وزارة الصحة قائلاً: “تولي الوزارة اهتمامًا متزايدًا بمريضات سرطان الثدي المتقدم عبر تقديم كل أوجه الدعم الممكنة لهن، سواءً في مرحلة الكشف عن المرض أو التحاليل أو العلاج، لاسيما بعد أن منحت الأدوية الموجهة الحديثة أملًا جديدًا وكبيرًا للمرضى.

فعلى مدار السنوات الأخيرة، شهد القطاع الطبي تقدمًا ملحوظًا في أساليب إدارة وعلاج سرطان الثدي، مع التركيز على العلاجات الموجهة، بما يمنح المريضات بدائل علاجية أفضل تلبي كافة احتياجات كل نوع من أورام الثدي المختلفة بهدف تحسين معدل البقاء على قيد الحياة”. 

وأوضح شريف أمين، المدير العام لقطاع الأورام في نوفارتس مصر والمغرب وتونس أنه: “في إطار سعينا نحو إيجاد علاجات جديدة اكثر تطورا، نحاول جاهدين التدخل في وقت مبكر لعلاج الأمراض المزمنة وإيجاد طرق أفضل لتحسين جودة حياة المرضى بصورة كبيرة.

فعلى مدار ما يزيد عن 30عامًا، تعد معالجة سرطان الثدي المتقدم أولوية بالنسبة لنا حيث تتعامل نوفارتس مع ملف سرطان الثدي بمنهجية علمية فائقة وروح تعاون عالية يقودها الشغف نحو تغيير رعاية المرضى للأفضل.

إضافة إلى امتلاكها أكبرعدد من المركبات الدوائية قيد التطوير الخاصة بسرطان الثدي، مما يجعلها شركة مهمة في هذا القطاع، من حيث اكتشاف الأدوية المركبة والعلاجات الجديدة لاسيما لسرطان الثدي الهرموني المتقدم الذي يُعد النوع الأكثر شيوعًا من المرض في مصر”.

وأكد: “نحن فخورون بطرح العقار الجديد لأنه يمثل علامة فارقة في تاريخنا ، وبارقة أمل لمريضات سرطان الثدي المتقدم اللاتي يمكنهن الآن فحص التحور الجيني وتلقي خطة علاج مصممة خصيصاً لهن.

وأضاف أنّ رؤيتنا تتلخص في تصور عالم جديد يصبح فيه سرطان الثدي المتقدم مرضًا يمكن السيطرة عليه، ونحن في سبيل ذلك نقدم كافة سبل الدعم الممكنة عبر برنامج الرعاية الشامل “سندِك” لدعم المرضى أثناء رحلة العلاج.

ويشمل إجراء اختبار المؤشرات الحيوية لجين PIK3CA لمريضات سرطان الثدي المتقدم، للتأكد من اصابتهن بهذا الخلل الجيني من عدمه، وبالتالي تحقيق أقصى استفادة من العقار الجديد”. 

وأوضح محسن مختار، أستاذ الأورام ومدير مركز القصر العيني للأورام ورئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان “CanSurvive”: “إنّ العلاجات الموجهة تعتبر أكثر فعالية من العلاجات التقليدية، وأقل بكثير في الأعراض الجانبية؛ لأنها تستهدف الخلايا السرطانية المصابة بخلل جيني معين دون غيرها.

وبالنظر لطفرات جين PIK3CA نجد أنها من أكثر الجينات المتحورة في سرطان الثدي المتقدم الهرموني حيث تصيب حوالي ٤٠٪من المرضى في هذه الفئة.

كما ترتبط بمعدل نمو الورم ومدى المقاومة للعلاجات الهرمونية وتدهور الحالة العامة،لذلك فإن عقار “ألبيليسيب” هو أول علاج يستهدف التأثير على طفرات هذا الجين ومحاولة التصدي لمقاومة العلاجات الهرمونية لدى مريضات سرطان الثدي المتقدم من نوع HR+” .

قالت ابتسام سعد الدين، أستاذ الأورام بطب القصر العيني: “لقد بُذلت جهودٌ كبيرة لاكتشاف العلاجات التي تستهدف تحور جين PIK3CA وهناك إجماع في أوساط المجتمع العلمي على أن استهداف هذه الطفرة الجينية يمثل أحد أهم الأدوات لوقف نمو سرطان الثدي المتقدم. 

وأضافت انه ولأول مرة يمكن للأطباء الآن إجراء اختبار المؤشرات الحيوية لجين PIK3CA، وبدء تطوير خطة علاجية تعتمد على الملف الجيني للسرطان الذي تعاني منه كل مريضة على حدة.

إذ تتسم تجربة كل مريض سرطان بأنها تجربة خاصة جدًا وفريدة من نوعها لذلك فإن إيجاد الفريق المعالج المناسب وإجراء الاختبارات الصحيحة كاختبار المؤشرات الحيوية لجين PIK3CAسيساعد الأطباء على تحديد الخيارات العلاجية الأنسب والأكثر دقة للعلاج من هذا المرض”. 

ومن جهته، أوضح البروفيسور ديجان يوريتش، أخصائي طب الأورام في مستشفى ماساتشوستس العام أن: “موافقة هيئة الدواء الأمريكية على طرح العقار الجديد و الأول من نوعه استندت إلى نتائج المرحلة الثالثة من الدراسة السريرية SOLAR-1 .

والتي أظهرت قدرة ألبيليسيب عند تناوله مع فولفيسترانت في زيادة متوسط معدل بقاء المرضى على قيد الحياة دون تقدم المرض (PFS) بمقدار الضعف تقريبًا، مقارنة بـفولفيسترانت وحده لدى مريضات سرطان الثدي المتقدم HR+/HER2- ممن لديهن طفرة في جين PIK3CA.

وأظهرت نتائج الدراسة أيضًا أن تناول “ألبيليسيب” مع فولفيسترانت أظهر تحسنًا بنحو ثمانية أشهر في معدل البقاء على قيد الحياة مقارنة بعقار فولفيسترانت وحده.

وبالنسبة للمريضات اللاتي تعانين من انتشار سرطان الثدي إلى الرئة والكبد على وجه التحديد، فقد أظهرت الدراسة ارتفاع معدل البقاء على قيد الحياة لما يصل إلى 14شهرًا إضافية.

ولهذا فمن المتوقع أن يوفر هذا العقار بدائل علاجية جديدة وأملاً واعدًا في حياة أطول لمريضات سرطان الثدي المتقدم الذين أظهر الورم لديهم مقاومة للعلاجات الهرمونية وطفرة في جين PIK3CA”.

وقال هشام الغزالي، أستاذ الأورام بطب عين شمس ورئيس مركز أبحاث طب عين شمس: “إنّ الهدف من علاج أي نوع من أنواع السرطان المتقدم هو إبطاء سرعة انتشار المرض والسيطرة عليه ومساعدة المرضى على ممارسة الحياة بصورة طبيعية ولأطول فترة ممكنة. 

وعلى مدار السنوات الماضية، زاد معدل البقاء على قيد الحياة، وهو ما يمثل أملاً كبيرًا لمريضات السرطان، وبالأخص ممن لديهم طفرة في جين PIK3CA إذ يُمكنهنّ ذلك من تحقيق الكثير من أحلامهن. 

وأضاف أن مريضة سرطان الثدي هي أم وزوجة وأخت وربما تكون امرأة عاملة أو تعول، لذلك فإنّ هذا العلاج الجديد يمنحها أملاً حقيقيًا في وجود حل متطور يعزز من جودة حياتها ويزيد من فرص استمتاعها بالحياة مع عائلتها بديلاً عن آلام العلاج الكيماوي”.