أعلنت الرئاسة التونسية في بيان اليوم الأربعاء أن الرئيس قيس سعيد كلف السيدة نجلاء بودن رمضان بتشكيل الحكومة لتصبح أول امرأة تشغل منصب رئيس الوزراء في تونس، بحسب وكالة رويترز.
تكليف رئيسة للوزراء بعد شهرين من عزل الحكومة
ويأتي تكليف رئيسة للوزراء بعد شهرين من عزل الرئيس للحكومة السابقة وتجميد أنشطة البرلمان قبل أن يستأثر الرئيس بالسلطة التنفيذية والتشريعية هذا الشهر في خطوة وصفها خصومه بأنها انقلاب بينما قال الرئيس إنها ضرورية لإنقاذ البلد من الانهيار.
وقال البيان إن سعيد “كلف… السيدة نجلاء بودن حرم رمضان بتشكيل حكومة، على أن يتم ذلك في أقرب الآجال”.
ونجلاء بودن رمضان (63 عاما) هي أستاذة تعليم عالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس مختصّة في علوم الجيولوجيا، تشغل حاليا خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
تراجع سندات الحكومة التونسية أمس الثلاثاء
وتعرضت سندات الحكومة التونسية لضغط جديد أمس الثلاثاء، وبلغت تكلفة التأمين ضد مخاطر تخلفها عن السداد مستوى قياسيا، مع استمرار تصاعد المخاوف بشأن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
ونزل متظاهرون إلى شوارع تونس مطلع الأسبوع اعتراضا على قرارات الرئيس سعيد الأخيرة.
وأظهرت بيانات “تريدويب” أن سندات 2024، التي يصدرها رسميا البنك المركزي للبلاد، تراجعت بنحو سنت أمس الثلاثاء ليجري تداولها عند 83.535 سنت باليورو.
كما أظهرت بيانات من “آي.إتش.إس” ماركت أن مبادلات مخاطر التخلف عن سداد الائتمان لأجل خمس سنوات قفزت إلى 840 نقطة أساس، بزيادة 22 نقطة أساس عن إغلاق يوم الاثنين، وأكثر من مثلي مستوياتها في بداية العام.
الاقتصاد التونسي الذي يعتمد على السياحة يمر بعدة أزمات
ويمر الاقتصاد التونسي الذي يعتمد على السياحة بعدة أزمات تسببت فيها السياسات الفاشلة لحزب النهضة.
حيث تشير الأرقام والإحصائيات الرسمية التونسية إلى أن الدولة تمر بظروف اقتصادية حساسة.
وتشير تلك الأرقام إلى ارتفاع في حجم الديون العمومية للدولة وتوسع عجز الموازنة العامة فضلا عن ارتفاع كتلة الأجور، مlا حتم على الدولة التونسية اللجوء إلى الاقتراض كحل للخروج من هذا الوضع غير المريح.
خبراء: قرض صندوق النقد الدولي المتوقع قد يسهم في دعم الاقتصاد
ويرى خبراء اقتصاد تونسيون أن قرض صندوق النقد الدولي المتوقع لبلادهم قد يسهم في دعم اقتصادهم في هذه المرحلة الحرجة.
ويقول الخبير الاقتصادي التونسي، معز الجودي، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الدولة التونسية لم تجد أمامها حلا لسد عجز الموازنة سوى الاستدانة من البنوك التجارية المحلية.
وذلك بعد توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتي كانت قد انطلقت في أبريل الماضي إلا أنها توقفت بعد تغيير المسئولين في وزارتي المالية والاقتصاد وتجميد عمل البرلمان يوم 25 يوليو الماضي.
وأضاف الجودي، من المقرر أن تستكمل السلطات التونسية مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي وعقد أول اجتماع مشترك مطلع أكتوبر المقبل حول التعاقد على برنامج تمويلي بقيمة 4 مليارات دولار لسد عجز الموازنة إلا أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن موعد أو تفاصيل الاجتماع بين الجانبين.