قررت شركة تويوتا اليابانية، أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم ، تخفيض إنتاجها العالمي من السيارات بنسبة 40 %، خلال سبتمبر المقبل بسبب النقص الذي يشهده العالم في الرقائق الإلكترونية الدقيقة.
تويوتا تخفض الإنتاج من 900 ألف سيارة إلى 540 ألفا
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى” أن تويوتا كانت قد خططت لتصنيع ما يقرب من 900 ألف سيارة الشهر المقبل، لكنها خفضت ذلك الآن إلى 540 ألف سيارة.
كان المنافسون الآخرون لشركة تويوتا – بما في ذلك جنرال موتورز، فورد، نيسان، دايملر، بي إم دبليو، ورينو – قد قلصوا بالفعل الإنتاج في مواجهة النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية.
وحتى الآن، تمكنت تويوتا من تجنب فعل الشيء نفسه، باستثناء تمديد الإغلاق الصيفي لمدة أسبوع في مصانعها في فرنسا وجمهورية التشيك وتركيا.
وتراجعت قيمة أسهم تويوتا بنسبة 4.4 % أمس الخميس، وهو أكبر انخفاض يومي لها منذ ديسمبرعام 2018.
فولكس فاجن قد تخفض الإنتاج
وحذرت شركة فولكس فاجن، ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم، من أنها قد تضطر أيضًا إلى خفض إنتاجها.
وأدت جائحة وباء كورونا إلى زيادة الطلب على الأجهزة التي تستخدم الرقائق، مثل الهواتف وأجهزة التلفزيون ووحدات التحكم في الألعاب.
وقالت شركة فولكس فاجن الألمانية، التي خفضت الإنتاج في وقت سابق من العام، لوكالة رويترز أمس الخميس: “نتوقع حاليا أن يكون المعروض من الرقائق في الربع الثالث متقلبا للغاية ومحدودا”.
وغالبا ما تشتمل السيارات الجديدة على عشرات من الرقائق الدقيقة، لكن تويوتا استفادت من بناء مخزون أكبر من الرقائق – تسمى أيضا أشباه الموصلات – كجزء من تجديد خطتها لاستمرارية العمل، والتي تم تطويرها في أعقاب كارثة زلزال فوكوشيما وموجات المد العاتية (تسونامي) التي وقعت قبل عقد من الزمن.
قرار خفض الإنتاج مدفوع بالطفرة الجديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء آسيا
وقرار خفض الإنتاج الآن مدفوع بالطفرة الجديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء آسيا، ما أدى إلى تضرر الإمدادات.
وستتأثر مصانع تويوتا في آسيا. لكن المتحدث باسم تويوتا في بريطانيا، قال: “بقدر ما نعلم، لا نرى أي تأثير على الإنتاج في بريطانيا” نتيجة للتخفيضات المعلنة في اليابان الخميس.
وأضاف أن الهدف بالنسبة لشركة تويوتا ككل هو تعويض أي حجم مفقود (من الإنتاج) بحلول نهاية عام 2021.
مجموعة واسعة من الشركات تتضرر بسبب تقص الرقائق
وتضررت مجموعة واسعة من الشركات، بداية من مُصنعي السيارات إلى مصنعي الأجهزة الصغيرة، بسبب نقص الرقائق.
وبدأت المشكلات في الظهور في العام الماضي، عندما اضطرت شركة أبل إلى تغيير موعد طرح أجهزة آيفون الخاصة بها، بينما فشلت أحدث أجهزة إكس بوكس و بلايستيشن في تلبية الطلب.
منذ ذلك الحين، بدأت شركات التكنولوجيا تحذر، واحدة تلو الأخرى، من التأثيرات المرتقبة.
وفي الشهر الماضي قال بات غيلسنجر، رئيس شركة إنتل لصناعة الرقائق، إن أسوأ ما في أزمة الرقائق العالمية لم يأت بعد.
وتوقع غيلسنجر أن النقص سيزداد سوءا في “النصف الثاني من هذا العام”، وأن الأمر سيستغرق “عاما أو عامين” قبل أن تعود الإمدادات إلى وضعها الطبيعي.
دفع هذا النقص الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى توقيع أمر تنفيذي لمعالجة المشكلة.
وتعهد بالسعي للحصول على 37 مليار دولار لتمويل تشريعات، لزيادة تصنيع الرقائق في الولايات المتحدة.