يشهد ممر «القطب الشمالى» عدة تطورات ،بعد إعلان موانيء دبى العالمية الاستثمار فى البنية التحتية له، معتمده على قلة زمن الإبحار بين جنوب شرق اسيا وغرب أوروبا، حيث أكد خبراء النقل البحرى أن الممر يستحوذ على عبور نسبة كبيرة من الغاز المسال، ويستكمل اعمال البنية التحتية بشكل يسابق الزمن، مما ينذر بمنافسة قوية أمام قناة السويس خلال السنوات القادمة.
وبناءا على أحدث الاحصائيات ، فإن حجم الشحنات المنقولة يزداد عبر ممر القطب الشمالى، بشكل مطرد، ووصل الى 32.97 مليون طن فى عام 2020، أى بزيادة تقترب من 1.5 مليون طن ،مقارنة بعام 2019 والذى تم خلاله نقل 31.5 مليون طن، نتيجة استحواذ روسيا وسيبيريا على البترول الخام والغاز.
وكشف الدراسات أن نقل التجارة بين يوكوهاما باليابان حتى روترادم بهولندا يستغرق مسافة 8038 ميلا فى حالة المرور بممر القطب الشمالى، بينما تسجل 12894 ميلا فى حالة الابحار جنوبا حيث قناة السويس.
ووفقا لوزارة الموارد الطبيعية والبيئة الروسية، تتوقع ان يصل حجم تجارة الي95 مليون طن بحلول عام 2024، بجانب أن الوكالة الفيدرالية للطاقة الذرية الروسية(روساتوم) تخطط لزيادة حجم الغاز الطبيعى المسال المنقولة ومكثفات الغاز عبر الطريق إلى 41 مليون طن مترى بحلول عام 2024.
الفريق مهاب مميش: رغم زيادة الاستثمارات فى البنية التحتية لطريق الشمال.. تبقى قناة السويس بلا منافس حتى الآن
وقال الفريق مهاب مميش ،مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية، أن طريق القطب الشمالى متجمد طوال 6 اشهر، وتستخدم السفن كاسحات للثلج، وعندما بدأ تشغيله شهد عبور 47 سفينة فى عام، بينما يمرهذا العدد فى قناة السويس خلال يوم واحد، ورغم ذلك يشهد الطريق تطورات كبيرة بشكل مستمر، آخرها تأسيس موانئ دبى العالمية وشركة روساتوم الروسية ،مشروعا مشتركا فى بناء وتشغيل النقل والخدمات اللوجستية على طول ممر العبور الشمالى.
وقال مميش أنه من خلال خبرتى البحرية تصبح قناة السويس بلا منافسة حتى الآن، وهناك محاولات لإبعاد مسارات السفن عن قناة السويس لأسباب مختلفة سواء سياسية او غيرها.
ضرورة تأسيس لجنة للقنوات البديلة بالهيئة لمتابعة المتغيرات والتعامل معها
وطالب مستشار الرئيس للموانيء، إدارة هيئة قناة السويس بتأسيس لجنة للقنوات البديلة تتابع كل ما هو جديد فى كافة الطرق والممرات البحرية حتى تكون قناة السويس جاهزة بكافة الإجراءات فى اى وقت.
وأكدت تقارير ملاحية أن جائحة «كورونا» سلطت الضوء على تحديات كبيرة فى سلسلة التوريد والإمداد ،حيث يعانى مالكى البضائع من قلة الحاويات الفارغة لنقل بضائعهم ،لذلك فإن هناك تنويع فى إيجاد طرق بديلة وتحدى الطرق التقليدية للحفاظ على حجم التجارة.
وأوضحت أن موانئ دبى العالمية إلتزمت بإستثمار مليارى دولار، لإيجاد حلول تسمح لممر العبور الشمالى بالتطور بشكل مستمر.
وقال بيان صحفى صادر من مؤسسة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية أن موانيء دبى العالمية تعد من أكبر مشغلى الموانئ فى العالم فى 78 ميناء بحرى وبرى، وأنها تبحث تشغيل موانئ تعتزم روسيا إقامتها على الممر البحرى الشمالى لاختصار زمن الشحن بين الشرق والغرب،ويطلق داعمو المشروع عليه اسم «قناة السويس الشمالية» معتمدة على توفير ممر القطب الشمالى نحو 19 يوم من زمن الرحلة بين جنوب شرق آسيا وشمال غرب أوروبا.
وقال المهندس وائل قدور، خبير النقل البحرى، عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق، أن الممر البحرى الجديد الذى يجرى شقه فى القطب الشمالى نتيجة التغيرات المناخية وذوبان الجليد، يوفر %40 من المسافة بين جنوب شرق لأسيا وحتى شمال غرب أوروبا ،ويستخدم فى نقل البضائع من الصين واليابان وكوريا الى موانيء روتردام وهامبورج وموانئ دول شمال غرب أوروبا
وأضاف «قدور» أن الطريق يواجه عقبات كثيرة يعمل المستفيدين منه على حلها منذ 15 عام، وشكلوا ما يسمى بمجلس القطب الشمالى وعلى رأسهم الصين، ضاربا مثلا، بعدم وجود أى اتصالات فوق خط عرض 72، منذ سنوات، بينما مجلس القطب أطلق مجموعة من الاقمار الصناعية للاتصالات مؤخرا لمنحهم صور عن الجليد وطبيعته وسمكه.
وتابع أنه بمرور الوقت يتم إنحسار الجليد، واستكمال البنية التحتية حتى عام 2040 ليكون طريق القطب الشمالى منافسا لقناة السويس فى حركة نقل الغاز.
وأشار الى أن العام القادم بعد فتح محطات الإسالة يهيمن مجلس القطب الشمالى على حركة نقل الغاز المسال بين غرب أوروبا وجنوب شرق أسيا، نافيا أى منافسة مع قناة السويس فى عبور سفن الحاويات التى تمثل %50 من دخل القناة فى الوقت الحالى.
ولفت الى أن هناك دولا كثيرة تعمل عضوا مراقبا فى مجلس القطب الشمالى لمتابعة كافة تطورات الممر مثل الصين وسنغافورة، مطالبا قناة السويس أن تتقدم بطلب عضو مراقب فى ذلك المجلس، للوقوف على تداعيات عبور التجارة خلاله واتخاذ الاجراءات اللازمة.
ويرى الخبير الملاحى أن القطب الشمالى يشهد حاليا حركة نمو للتجارة بلغت عبور 33 مليون طن خلال 2020، وانه نجح فى نقل الغاز الطبيعى المسال، خاصة بعد اكتشافات الغاز وبناء محطات إسالة، حيث سجلت المرحلة الأولى 17طاقة مليون طن الى أن يتم استكمال المرحلة الثانية نهاية العام الجارى ليصل الى 54 مليون طن مترى للمرحلتين، موضحا أنه تم بناء اسطول مقاوم للجليد بمشاركة الصين والنرويج واليابان وروسيا للعمل فترة الصيف والشتاء، وليس فترة انصهار الجليد فقط.
وأوضح أن تلك الدول إعتمدت 9 مليار دولار لرفع كفاءة البنية الأساسية فى القطب الشمالى، بجانب استلام روسيا أول كاسحة تعمل بالطاقة النووية، مما يسمح للمراكب الكبيرة ان تسير أمامها، متوقعا ان يسمح الممر الشمالى عبور سفن حاويات تصل حمولاتها الى 12 الف حاوية فى المستقبل،بينما يسمح حاليا بعبور سفينة بحمولة 3000 حاوية.
وقال حمدى برغوت خبير النقل البحرى واللوجيستيات، أن طريق القطب الشمالى يجذب التجارة القادمة من الصين لاوروبا مباشرة دون التوقف فى أى ميناء، مما يحتاج أنواع معينة من السفن مصاحبه بكاسرات للثلج ذات تكاليف باهظة.
وأضاف أن دول شرق أسيا تسعى الى حل مشكلات العبور بطريق القطب الشمالى، وتغيرات المناخ للاستفادة منه فى عبور تجارتهم فى وقت أسرع ،حيث أن مستخدمى الطريق يسعون الى وجود حل بديل لعبور قناة السويس مما يستوجب على إدارة هيئة قناة السويس، وتطوير الخدمات اللوجيستية بالموانيء ،وتنمية تجارة الترانزيت واتباع سياسات تسويقية جديدة حتى لا تفقد جزء من تجارتها على المدى البعيد