يراهن قطاع التأمين على فروع التأمين الهندسى والحريق والطبى لتقود قاطرة النمو فى صناعة التأمين خلال العام الجارى، فى ظل وجود عدد كبير من المشروعات القومية التى تنفذها الدولة والتى تحتاج إلى تغطيات متنوعة وعلى رأسها التأمين الهندسى.
وأكدت قيادات القطاع أنه بعد جائحة كورونا زاد الطلب على التأمين الطبى بين العملاء مما يساهم فى زيادة معدلات نمو التأمين الطبى، بجانب الرهان على تعافى الاقتصد المصرى وحركة التجارة والاعتماد على التصنيع المحلى وبالتالى زيادة الطلب على تأمينات الحريق والسطو والمخاطر الإضافية.
وأشاروا إلى أن تأمينات السيارات التكميلى وتأمينات الحوادث لاتزال تحقق معدلات نمو جيدة وتساهم فى محفظة أقساط الشركات، بجانب الرهان على التأمين متناهى الصغر لإضافة شرائح جديدة من العملاء إلى قطاع التأمين المصرى.
شحاته:جائحة كورونا تنعش «الطبى»
وقال جمال شحاته رئيس قطاع الإنتاج والفروع فى شركة «بيت التأمين المصرى السعودى» إنه إذا تحدثنا عن قاطرة النمو فى قطاع التأمين خلال المرحلة المقبلة، لابد وأن يكون لسان حالنا (التأمينات الهندسية وكذا فرع التأمين الطبى).
وأضاف أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن فرع التأمينات الهندسية قد تخلص فى الاّونة الأخيرة من مرحلة الركود التى ظل يعانيها بسبب تداعيات جائحة كورونا، إلى جانب تعافيه أيضاً من الاّثار السلبية التى لحقت به قبل انطلاق الدولة لتنفيذ عدد كبير من المشروعات الكبرى والقومية العملاقة والتى توفر لها كافة التسهيلات والخدمات المعاونة الملحقة بها.
وأوضح أن هذا الأمر الذى يسهم فى نجاحها مثل العاصمة الإدارية الجديدة وما يلحق بها من خدمات مثل شق الطرق ورصفها وإنشاء لشبكات مياه جديدة، وكذا طرق المواصلات ومد سكك حديدية لها ومدها بكافة المرافق وكذا إقامة مدن سكنية بجوارها لزيادة العمران إلى جانب ربطها بالأماكن البعيدة نسبياً، وأيضاً الموانىء لتوفير وتهيئة مناخ الاستثمار وجذب العديد من المستثمرين لهذه المناطق حال توافر كافة أسباب النجاح لها وخلافاً لذلك المشروعات التى تقام فى جبل الجلالة والمناطق اللوجستية فى قناة السويس ومحور القناة وأيضاً محطات الكهرباء العملاقة وأيضاً توليد الطاقة من خلال تقنيات التكنولوجيا الحديثة والطاقة الشمسية.
وأشار إلى أنه فى ظل تلك النهضة العمرانية الجديدة التى تشهدها البلاد حالياً كان لابد من ظهير آمن يوفر لها كافة التغطيات التأمينية اللازمة لاستكمال تلك المشروعات، ولذا ستشهد محافظ التأمينات الهندسية بالشركات نموا غير مسبوق خلال هذه الفترة بسبب زيادة معدلات الطلب على التأمين الهندسى لتغطيتها فى ظل وجود هذه الاستثمارات الضخمة لحماية أصولها وضمان استمراريتها.
واعتبر أن فرع التأمينات الهندسية من فروع التأمينات التى تتكالب عليها شركات التأمين بسبب نتائجها الجيدة بالسوق، وأيضاً تعد من الأنواع التى تستثنى أحياناً من نطاق المضاربة والمنافسة السعرية باعتبار الكثير منها مشروعات عملاقة وتتخطى قيمتها المليارات، ولذا تحتاج إلى ترتيبات إعادة التأمين مسبقاً ولذا تكون فى أحيان كثيرة بعيدة عن التدنى فى الأسعار.
وكشف أن التأمين الهندسى يعد حالياً هو الحصان الرابح وتراهن عليه الشركات ويعتبر قاطرة النمو القادمة فى تأمينات الممتلكات، وعندما نراهن على التأمينات الهندسية بكونها ستقود قاطرة النمو، أيضاً فلابد أن نذكر أيضاً التأمين الطبى هو أيضاً من الفروع الواعدة فى المرحلة المقبلة وأنه من المرتقب أن تلعب شركات التأمين مع شركات الرعاية الصحية دوراً محورياً خلال الفترة المقبلة مع بزوغ هذا النوع كلاعب رئيسى بين أنواع التأمينات الأخرى.
وأوضح أن هذا يأتى لا سيما بعد نجاح أغلب شركات التأمين فى الوصول لاتفاقيات إعادة تضمن تغطية فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ولا سيما أن هذا النوع قد نجح إلى حد كبير فى إعادة اكتساب ما كان يفتقده ،وأصبح حالياً بفضل ما يضمه من خبرات يضاعف مكتسباته وأصبح مؤهلاً لجذب شرائح عديدة وأنماط مختلفة من العملاء خصوصا بعد تعرض العالم بأسره لجائحة كورونا، واستطاع أن يحول أضرارها إلى مكتسبات، ولذا سيشهد التأمين الطبى نمواً ملحوظاً مطرداً خلال المرحلة المقبلة.
محمود: نمو جيد فى السيارات والحوادث
من جهته، أكد حامد محمود رئيس قطاع الشئون الفنية فى شركة “مصر للتأمين التكافلى” –ممتلكات ومسئوليات- أن شركات التأمين تراهن خلال العام الحالى على فرعى التأمين الهندسى وتأمينات الحريق لقيادة قاطرة النمو.
وأضاف أن المشروعات الجديدة التى تنفذها وتستكملها الدولة والقطاع الخاص خلال عام 2021 تساهم فى زيادة الطلب على التأمينات الهندسية لتغطية تلك المشروعات، مما يعد فى صالح شركات التأمين وهو ما يساعدها على تعويض انخفاض الطلب على بعض أنواع التأمين الأخرى مثل تأمينات السفر والطيران والتأمين على قطاع السياحة.
وأكد أن هناك بعض فروع التأمين لاتزال تحقق معدلات نمو جيدة مثل تأمينات الحوادث وكذلك تأمينات السيارات التكميلى، مشيرا إلى أن سرعة تعافى الاقتصاد المصرى من آثار جائحة كورونا وتحقيق معدل نمو اقتصادى جيد سوف يساهم فى زيادة معدلات نمو قطاع التأمين وخروجه من الركود خاصة فى التأمين البحرى والتأمين البرى.
وأشار إلى أن قطاع التأمين يراهن على تأمينات الحريق والسطو خلال العام الحالى لتنمية محفظة أقساط التأمين بالشركات، خاصة فى ظل زيادة معدلات الوعى فى المجتمع بأهمية التأمين ودخول شرائح جديدة فى قاعدة عملاء التأمين مثل التأمين متناهى الصغر.
مأمون: السوق تترقب مشروعات القطارات والنقل
من جانبه، كشف أيمن مأمون رئيس قطاع التعويضات فى شركة «ثروة للتأمين» – ممتلكات ومسئوليات- أن قطاع التأمين يراهن على المشروعات القومية التى تنفذها الدولة خلال العام الحالى، ومنها مشروع القطار السريع بين العين السخنة والعلمين وكذلك المونوريل وكذلك المزارع التى يتم إنشاؤها، وكل تلك المشروعات يتم التأمين عليها عبر تغطيات التأمين الهندسى أثناء فترة الإنشاء والتنفيذ والاختبارات.
وأضاف أن هذه المشروعات سوف تنمى التأمين البحرى بضائع عبر استيراد المعدات والقطارات وقطع الغيار الخاصة بإنشاء تلك المشروعات، والتى سيتم تغطيتها كذلك عبر وثيقة تأمين النقل البرى أثناء نقلها من الموانىء إلى أماكن التخزين الخاصة بها.
وأوضح أنه بجانب التأمين الهندسى فإنه من المتوقع أن يقود كذلك فرع تأمينات الحريق والسطو قاطرة النمو فى قطاع التأمين خلال عام 2021، فى ظل تعافى الاقتصاد المصرى وتحقيقه معدلات نمو جيدة والذى سيتبعه ازدهار حركة التجارة والنقل البحرى والبرى والجوى خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن ازدهار حركة التصنيع المحلى والاعتماد على المنتج الوطنى سوف يساهم فى زيادة التأمين على تلك المصانع عبر وثائق تأمينات الحريق والسطو والحوادث الشخصية، والتأمين على الآلات والمعدات والمسئوليات وغيرها من التغطيات التى يحتاجها نشاط الصناعة.