قال تويوكازو فوكوياما، الرئيس الجديد لهيئة التجارة الخارجية اليابانية «جيترو»، بمكتب القاهرة، إنه من المقرر أن يبدأ تشغيل مصنع شركة DMG Mori اليابانية فى خريف عام 2023، مشيرًا إلى أنها متخصصة فى مجال الآلات، وقد أعلنت إنشاء المصنع فى شهر مايو الماضى.
وأكد «فوكوياما»، أن DMG Mori لا تتطلع فقط إلى العمل بالسوق المصرية فحسب، ولكن أيضاً السوق الأفريقية، مضيفاً أن المزيد من الشركات اليابانية الأخرى تعتبر مصر بوابة للدخول إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا المتنامية.
وقال فى أول حوار صحفى له منذ تسلمه منصبه الجديد، إن القاهرة وطوكيو تتمتعان بتاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية الجيدة، مضيفاً أن بلاده شاركت فى السنوات الأخيرة فى تنفيذ مشروعات وطنية بمصر، مثل المتحف المصرى الكبير والخط الرابع لمترو الأنفاق، ومشروع توسعة مطار برج العرب الدولى.
وأضاف فى حواره مع «المال» عبر الفيديو كونفرانس: منذ خمسة عشر عامًا كنت مسئولًا عن برنامج التعاون الاقتصادى مع مصر بالفرع الرئيسى لـ«جيترو» فى اليابان، وفى ذلك الوقت كان يتم دعم تصدير المنتجات المصرية إلى اليابان، فضلاً عن الترويج لمنتجاتنا كالأعشاب والتوابل والرخام والأوانى الزجاجية وغيرها من المنتجات.
وتابع أن الزمن قد تغير، والآن يتم تنفيذ المشروعات القومية من قبل كونسيرتيوم «تحالفات» من الشركات اليابانية والمصرية، ويتم تصنيع المنتجات الكهربائية ذات العلامات التجارية اليابانية من قبل الشركات المصرية.
نركز حاليًا على تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين وتنفيذ المشروعات المشتركة
وأكد أن «جيترو القاهرة» تركز الآن على تعزيز التعاون الثنائى بين الشركات الناشئة فى كلتا البلدين، وكذلك تنفيذ المشروعات المشتركة بين الجانبين، مضيفاً أن الثقة والصداقة التى بُنيت على مر السنين بين البلدين كانت ضرورية، ومن المهم استمرارها فى النمو فى السنوات المقبلة.
وفيما يتعلق بالحجم الإجمالى للتبادل التجارى بين البلدين، قال إن الجانب اليابانى لم يُصدر بعد الإحصاءات الخاصة بها للشهور الماضية فى العام الحالى 2021، لكن تشير آخر الإحصائيات الصادرة عن العام الماضى أن الصادرات اليابانية إلى مصر شهدت زيادة بنسبة %6.5 على أساس سنوى، لتسجل حوالى مليار دولار، فى حين زادت الواردات اليابانية من مصر بمقدار 2.2 مرة خلال فترة المقارنة السابقة، وبلغت 301 مليون.
وأضاف أن منتجات السيارات تُمثل %36.7 من صادرات طوكيو للقاهرة، مشيرًا إلى أن صادرات الحافلات والشاحنات شهدت زيادة بنسبة %6.7 فى العام الماضى على أساس سنوى، وأكد أنه بالرغم من الانتشار العالمى لفيروس كورونا تمضى الحكومة المصرية قدمًا فى مشاريع البناء، كما يستمر قطاع التصنيع فى عمله الأمر الذى أدى إلى ارتفاع مبيعات المحركات والمولدات والمضخات ومعدات البناء والتعدين والصلب محليًا.
ونوه إلى أن مشتقات البترول شكلت 68.6٪ من إجمالى الصادرات المصرية لليابان العام الماضى، مشيرًا إلى أن صادرات تلك المنتجات ارتفعت فى عام 2020 بواقع 5.7 مرات، مقارنة بحجمها فى 2019، الأمر الذى ساهم فى الزيادة الكبيرة فى القيمة الإجمالية للصادرات.
يذكر أن أحدث البيانات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أظهرت تراجع حجم التبادل التجارى بين مصر واليابان فى الشهور الخمسة الأولى من العام الحالى إلى نحو 557.230 مليون دولار، مقابل 633.132 مليون فى الفترة المقابلة من العام الماضى، وأن الواردات المصرية انخفضت خلال تلك الفترة مسجلةً نحو 441.134 مليون مقابل 522.772 مليون فى الفترة المقابلة من العام الماضى، بينما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى نحو 116.096 مليون مقابل 110.410 مليون فى فترة المقارنة السابقة.
وقال «فوكوياما»، إن DMG Mori أعلنت فى شهر مايو الماضى عن إنشاء مصنع جديد لها فى القاهرة، مضيفاً أنه من المقرر أن يبدأ تشغيل هذا المصنع فى خريف عام 2023.
وأكد أن تلك الشركة لا تتطلع فقط إلى العمل بالسوق المصرية فحسب ولكن أيضاً السوق الأفريقية، مضيفاً أن المزيد من الشركات اليابانية الأخرى تعتبر مصر بوابة للدخول إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا المتنامية.
وأضاف أن الشركات المصرية تتمتع بحضور كبير بشكل خاص فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المتوقع أن تصبح تلك الشركات شركاء جيدين لنظرائهم اليابانيين.
وفيما يتعلق بالاستثمارات اليابانية التى تعمل فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، قال إن شركة سرايا المصنعة للمنتجات الصحية والعناية الشخصية تقوم ببناء مصنع فى تلك المنطقة، نافياً وجود أى شركة يابانية أخرى تعمل هناك حتى الآن.
وقال إن جائحة كورونا كانت السبب فى عدم تدفق الكثير من الاستثمارات اليابانية للسوق المحلية العام الماضى، موضحاً أن العدد الإجمالى لمؤسسات بلاده العاملة محلياً يبلغ نحو 50 مؤسسة تتضمن بنوكًا ومصانع تابعة لشركات كتويوتا وتويوتا تسوشو وغيرها.
وذكر «فوكوياما»، أن شركة سوميتومو للضفائر الكهربائية قامت بتنفيذ توسعات بالسوق المحلية، لكن لديه ليس أى تفاصيل عن حجمها أو عن توسعات الشركات اليابانية الأخرى.
وأكد جاذبية مصر للشركات اليابانية للعمل بها، لاسيما فى ضوء توافر العديد من الإمكانيات كعدد السكان البالغ 100 مليون نسمة وسوقها المفتوحة، معتبراً أن وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يمكنهم التحدث بلغات مختلفة كفريق عمل جيترو بالقاهرة يعد ميزة كبيرة؛ حيث إن المزيد والمزيد من الشركات والأعمال التجارية تعبر حدود الدول، ويمكنهم الاستفادة من خبرات هؤلاء الأشخاص.
وقال إنه عندما تقوم الشركات الأجنبية باستثمار جديد مثل إنشاء مصنع، فإنها تقارن بيئات الاستثمار المختلفة، لكن يبدو أن جاذبية السوق المصرية مقارنة بأسواق الدول الأخرى لا يتم نقلها بشكل كافٍ للشركات اليابانية، ما قد يمثل تحديًا، وهو الأمر الذى تُعد جيترو القاهرة على استعداد للتعاون فيه مع السلطات المصرية لمعالجته.
وبخصوص أجندة الفاعليات والاجتماعات التى ستقام بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، قال إن «اللجنة المصرية اليابانية لترويج الأعمال والاستثمار» برئاسة الهيئة العامة للاستثمار والسفارة اليابانية كانت قد عقدت أول اجتماع لها فى 28 يوليو الماضى لمناقشة مناخ الأعمال والاستثمار المستقبلى للشركات اليابانية محليًا، بمشاركة كل من الشركات اليابانية والمصرية.
جدير بالذكر، أن نوكى ماساكى، سفير اليابان فى مصر، والمستشار محمد عبدالوهاب، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، كانا قد ترأسا الجلسة الافتتاحية للجنة ترويج الاستثمار والأعمال بين مصر واليابان.
وقال بيان صحفى وزعته سفارة اليابان بالقاهرة إن الجانبين اليابانى والمصرى أجرا مناقشات مثمرة عن طرق تنمية العلاقات الثنائية فى مجال الأعمال والاستثمار.
وقد تم الإعلان عن إنشاء هذه اللجنة خلال الاجتماع بين شينزو أبى، رئيس وزراء اليابان فى ذلك الوقت، والرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، والذى عُقد على هامش قمة مؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية الأفريقية «تيكاد 7، فى أغسطس 2019.
وبحسب بيان سفارة اليابان، خلال الاجتماع، وبعد تأكيد رئيسَى اللجنة هدف وهيكل اللجنة، قام المشاركون بمناقشة تجربة الأعمال والاستثمار فى مصر من خلال عروض تقديمية قامت بها جمعية رجال الأعمال اليابانية، وشركات يابانية عاملة فى مصر (تويوتا تسوشو، شركة نيسان للسيارات، سوميتومو للضفائر الكهربائية، وسرايا)، وبنك اليابان للتعاون الدولى، ومنظمة اليابان للتأمين على الصادرات والاستثمارات، وهيئة الاستثمار والمناطق الحرة.
بمجرد احتواء تفشى كورونا عالميًا ستتم استعادة حركة رجال الأعمال والبعثات التجارية بين الطرفين
وقال »فوكوياما«، إنه يرى أن استمرار هذا النوع من الاجتماعات سيعزز جاذبية مصر كوجهة استثمارية أمام شركات بلاده، ويحل بعض التحديات التى تواجه الشركات.
وأكد أنه بمجرد احتواء تفشى فيروس كورونا عالمياً، ستتم استعادة حركة رجال الأعمال والبعثات التجارية بين الطرفين، ولكن فى غضون ذلك تعمل جيترو بنشاط على تنظيم اجتماعات عمل عبر الإنترنت.
وتشارك الشركات المصرية فى اجتماعات العمل المتعلقة بالمعدات الطبية والآلات ومواد البناء وغيرها، مؤكداً سعادة موظفى الهيئة الذين يفهمون ثقافات ولغات كلا البلدين بدعم نجاح المفاوضات التجارية بين الجانبين.