أعده للنشر: ماهر أبو الفضل:
الشهر الماضي، أُعلنت ، وقف استحواذ مجموعة «AION» العالمية لوساطة والإعادة والتى تتخذ من بريطانيا مركزًا لعملياتها، على منافسها الشرس مجموعة «Willis Towers Watson» معللة هذا القرار بمخاوف من احتكار المجموعتين لسوق وساطة التأمين والإعادة عالميًا.
ما لم تُعلنه الحكومة الأمريكية، تأثير قرارها على، لاسيما بعد قطع المجموعتين – اللتان تحلان ثانية وثالثة بين قائمة الكبار فى نشاط وساطة التأمين والإعادة- ما يقرب من عام فى مفاوضات حول الشروط.
برنامج «» استضاف فى ثانى حلقاته التأمينية – بعد بضعة أشهر على انطلاقه- حامد مبروك، المدير الإقليمى لمجموعة «Willis Towers Watson» فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، للتعريف بالمجموعة، ومناقشة تأثير إلغاء صفقة الاستحواذ على نشاط الوساطة العالمية، وخطط المجموعة خلال المرحلة المقبلة، وأهم أهداف فرعها فى مصر على مستوى التوسعات المستقبلية، والنتائج المحققة خلال الفترة الفائتة.
وإلى نص الحوار.
● حازم شريف: معروف أن النشاط الرئيسى للمجموعة فى وساطة التأمين .. ما الأنشطة الأخرى التى تزاولها؟
حامد مبروك: «» هى كيان ناتج عن مجموعة اندماجات سابقة، آخرها وأهمها بين «ويليس» مع مجموعة «تاورز واتسون» و«ويليس» نفسها هى نتاج مجموعة اندماجات بعد شرائها مجموعة من الوسطاء العالميين، ويرجع أساسه لعام 1824 ويعمل بها 20 ألف موظف وتحقق 20 مليار دولار إيرادات سنوية، وتتواجد فى 120 دولة على مستوى العالم، هذا ما يخص مجال التأمين.
فهنا وسيط يعمل كوسيط مباشر ووسيط إعادة تأمين وهو من الثلاثة الكبار على مستوى العالم، ويعمل كمستشار تأميني، ومدير لصناديق المعاشات.
فى 2016 اندمجت «»، والثانى هو كيان ناتج عن مجموعة اندماجات أيضًا منها «واتسون وايت» وغيرها وهى مجموعة شركات عاملة فى مجال استشارات الموارد البشرية وإدارة صناديق المعاشات، وتقديم الخدمات للأفراد فى الشركات.
الاندماج الأخير بين «ويليس» وبين «»، أدى لعدم قصر النشاط المجموعة على صناعة التأمين والخروج من عباءته، والتعامل بشكل أوسع فى مجال الاستشارات، بمعنى التعامل مع الخطر سواء يتعرض له بشر أو حجر.
ومن بين الاهتمامات المشتركة اللى كانت بين «ويليس» و«تاورز واتسون» هى الاستشارات لخاصة فيما يتعلق بالخدمات الاكتوارية وعمليات التسعير وتصميم المنتجات والإدارة التسويقية والإستراتيجية لشركة التأمين، بما فى ذلك البرمجيات الخاصة بالأجهزة الإلكترونية، ومن هنا لم يقتصر نشاطنا فقط على مجال التأمين بل على التأمين والموارد البشرية.
● حازم شريف: ما نصيب التأمين والاستشارات من إيرادات المجموعة بعد الاندماج الأخير؟
مبروك:حوالى %60 لأنها تضم الاستشارات فى مجال الموارد البشرية فى مجالات التأمين المختلفة أيضا، مقابل %40 من التأمين، وأصبحنا فى 2020 ما يقارب من 45 ألف موظف متواجدين فى 140 دولة.
● حازم شريف: اندماج «AION» ثانى أكبر وسيط فى العالم مع «ويليس» ثالث أكبر وسيط عالميا، كان متصورًا أن يضعهما فى المركز الأول، فما تبعات إلغائه بقرار من وزارة العدل الأمريكية؟
مبروك: لم يكن اندماجًا ولكن استحواذا، بمعنى استحواذ «AION» على «ويليس»، لتصبح المجموعة باسم «AION» واختفاء اسم «ويليس».
هذا الاستحواذ أعلن عنه فى مارس 2020 على أن يتم الانتهاء منه قبل 30 يونيو الماضى، وحينما تم الإعلان عنه من قِبل رئيسى مجلس إدارة الشركتين، كان بغرض الإعلان عن تقديم خدمة أفضل للعملاء، مع وفرة الإمكانات اللازمة للإنفاق على الرقمنة والابتكار والتوسعات المستقبلية بشكل أكبر وإيجاد حلول أفضل وأكثر لعملاء أكثر.
ولابد أن أشير إلى أن «AION» نفسها عبارة عن مجموعة وسطاء وإيرادها لم يكن أكبر من «ويليس» بكثير، فإيراداتنا كانت تدور فى حدود 9 مليارات دولار مقابل 11 مليارا لـ «AION» وفقا لميزانيات 2019.
● حازم شريف: ما مكاسبكم فى حال إتمامه؟ لاسيما وأن إعلان وزارة العدل الأمريكية إلغاءه، يتبعه انخفاض سهم «ويليس» مقابل ارتفاع سهم «AION» ؟ ومعنى ذلك أن نظرة السوق لكم كانت إيجابية فى حال تم الاندماج والعكس لـ «AION»؟
مبروك: حينما أعلن عن ليرتفع من 190 إلى 240 دولارا وهو ما يرد على التساؤل المرتبط بتراجع سهم «ويليس» بعد الإعلان عن وقف الاستحواذ بين الكيانين العالميين والعكس صحيح بالنسبة لـ «AION».
● حازم شريف: وما المكاسب فى حال إتمامه؟
مبروك: كان متوقعًا أن يرتفع عدد العاملين فى إلى 90 ألف موظف فى 140 دولة، وأود أن أنوه إلى أننا قطعنا شوطًا طويلًا على مدار عام ونصف للحصول على موافقات من الجهات الرقابية على مستوى العالم، وأصعبها ثلاث جهات، هى الاتحاد الأوروبى الذى طلب بيع بعض الأصول بما يعادل 4 مليارات دولار فى بعض الدول، لدرء أى شبهة مرتبطة بخلق ممارسات احتكارية فى تلك الدول، لاسيما وأننا كنا سنستحوذ على %90 من أسواق هذه الدول، وفى جنوب أفريقيا كان مقررًا بيع %50 من الكيان الموجود هناك للتوافق مع المعايير المرتبطة بالممارسات الاحتكارية.
أما فى أمريكا فلم يتم الإعلان عن الجزء الذى يعتبروه احتكارا، ولكن لاحظ أن «ويليس» و«AION» كانتا تحتلان المركزين الثانى والثالث، والاستحواذ كان سيتسبب فى معضلة من وجودنا بصورة قوية بالذات فى الجزء الذى نتميز فيها كمجموعة «ويليس» وهو إدارة صناديق المعاشات، و«AION» كان لديها جزء لابأس به لكنها لم تكن أكثر تميزًا من «ويليس» فى نشاط الاستشارات، إضافة إلى عدم تواجدهم فى أفريقيا، عكس «ويليس» التى تتواجد بشكل جيد، فالاستحواذ كان مقررًا له خلق كيان متكامل بشكل أفضل ومن ثم خطط توسعية أقوي.
الآن، الاستحواذ بات ماض، ويجوز لمجموعتى «ويليس» أو «AION» شراء بعض الكيانات الأخرى فى المرحلة المقبلة، وأود لفت النظر إلى أن «ويليس» حصلت على مليار دولار تعويضًا من «AION» بسبب وقف الاستحواذ، وهو أحد الشروط التى تضمنها اتفاق المبادئ بينهما.
والتعويض الذى حصلت عليه المجموعة بجانب حصيلة بيع شركة «» المملوكة لويليس والمتخصصة فى وساطة الإعادة، بسبب التجهيز للاستحواذ، ستستثمره «ويليس» فى إعادة استثماره سواء فى الموارد البشرية أو فتح أسواق أو شراء محافظ أو شركات.
● حازم شريف: هل هناك تأثيرات مباشرة على السوق العالمية نتيجة وقف هذا الاستحواذ؟
مبروك: بالطبع، وفى شهر سبتمبر المقبل، من المتوقع وجود خريطة جديدة لسوق وساطة التأمين والإعادة عالميًا.
● حازم شريف: هل هناك أسباب محددة جعلت «AION» هى من تدفع تعويضا لويليس؟
مبروك: هذا ما كان متفق عليه لأنه لم يكن اندماجا بل استحواذا من «AION» على «ويليس»، وكان من ضمن الشروط هذا التعويض لدرء المخاطر التى قد تعود على «ويليس» من جراء إعلان الاستحواذ وعدم تنفيذه.
● حازم شريف: معلوم أنكم كنتم تعملون على توحيد الرؤى ووضع إستراتيجية موحدة لما بعد الاستحواذ، فهل سيؤثر فشل الاستحواذ على المنافسة فيما بينكما؟
مبروك: بالعكس، بل دعنى أزيدك من الشعر بيتًا، منذ الإعلان عن نية الاستحواذ وحتى قرار إلغائه بقرار الحكومة الأمريكية، ظلت المنافسة بين الكيانين قائمة بل شديدة فى بعض الأحيان.
ويعكف كل من مجلس إدارة مجموعتى «ويليس» و«» حاليًا على وضع خططها المرتبطة بالتوسعات المستقبلية، وكانت هناك رؤى مشتركة يمكن لكليهما تنفيذها وأخرى غير مشتركة سيتم الإعلان عنها الفترة المقبلة.
ومن المقرر أن يعقد مساهمو «ويليس» اجتماعًا الشهر المقبل لعرض الخطة المستقبلية لما بعد الإعلان عن وقف الاستحواذ.
● حازم شريف: السيرة الذاتية الخاصة بك لا يعرفها الكثيرون وكل ما يعرفوه هو أنك مديرًا إقليميا لمجموعة «ويليس» فى مصر والشرق الأوسط، فكيف وصلت لهذا المنصب؟
مبروك: تخرجت عام 1992 وفى أغسطس 2022أكون أكملت ثلاثين عامًا فى العمل بنفس المكان الذى عملت به منذ ثلاثة عقود.
فور تخرجى من الجامعة عملت بمكتب للاستشارات كان يخدم مكتب وساطة، وبعد عامين عُرض عليً أن أكون شريكًا به وامتلكت حصة، ثم تحول إلى شركة للاستشارات التأمينية حينما سمح القانون بذلك، وكنت شريكًا فيها مع بول حداد، بعدها دخلت مجموعة جراسافوا الفرنسية كأول استثمار أجنبى فى مجال الاستشارات التأمينية فى السوق المصرية، قبل الموافقة على شركة الوساطة فى 1998، ثم فى عام 2009 صدر القانون وحصلنا على أول ترخيص، فتحولت الشركة من استشارات تأمينية إلى شركة وساطة فى التأمين، ثم تخارج بول حداد، وظللت مع المجموعة الفرنسية، ثم أسسنا خلال عام الثورة شركتين إحداها لوساطة إعادة التأمين والأخرى للاستشارات التأمينية وكان هذا احتياجا لخدمة أعمالنا.
وأشير إلى أن عملنا الرئيسى كان وساطة التأمين والإعادة والاستشارات، لكن حينما صدر القانون فى 2009، ألزم الفصل بين الأنشطة الثلاثة ومزاولته بشكل مستقل، وللدكتور محمود محيى الدين اليد الطولى لصدور هذا القانون فى ذلك التوقيت.
فى مرحلة تالية، توسعنا من خلال إنشاء فرع للشركة بالسودان فى مجال الاستشارات ثم الوساطة، ونجحنا فى نقل خبرتنا نحن والمجموعة الفرنسية للسوق السودانية، ثم توسعنا بإنشاء فرع للشركة فى الأردن، من هنا أصبح لنا دور إقليمى بخدمة السودان والأردن بجانب مصر، وكنا على وشك التواجد فى السوق الليبية لكنها توقفت نتيجة الأحداث التى تمت هناك، فوجهنا بوصلتنا للكويت، فأصبحنا أول شركة وساطة تأمينية أجنبية فى الأراضى الكويتية بلغت حصتنا منها %49.
فى هذا التوقيت كانت هناك علاقة بين «ويليس» و»جراسافوا»، لأن الأول كان يمتلك جزءًا من أسهم «جراسافوا» العالمية حيث كان يستحوذ على %50 ثم تراجع إلى %30 وفى 2015 كان أمامه خياران إما التخارج من «جراسافوا» أو شراؤها، فاشتراها، وأصبح شريكى «ويليس» بدلًا من «جراسافوا»، معنى ذلك أننى لم أتدرج وظيفيًا لكن ساهمت فى تعظيم الكيان ومع تغيير المساهمين للأسباب السالفة تمكنت من التواجد فى أسواق عديدة ومن ثم أصبح لى دور إقليمي.
● حازم شريف: هل لازلت مساهمًا فى الشركة المصرية؟
مبروك: امتلك %25 مقابل %75 للشركاء الأجانب، وأود أن أوضح أنه فى مرحلة استحواذ «AION «على «ويليس» كان لابد من التخارج من السوق السودانية، وهو ما تم، وطُلب منى تأسيس شركة وساطة سودانية مملوكة بالكامل لي، تكون مراسلًا لمجموعة «ويليس»، وهو ما تم بالفعل واسم الشركة «الدورادو».
● حازم شريف: تزاولون ثلاثة أنشطة فى مصر وهى وساطة التأمين والإعادة والاستشارات خلال ثلاثة كيانات اعتبارية؟
مبروك: بالفعل ولكل شركة هيكل إدارى منفصل عن الآخر.
150 مليون جنيه إيرادات شركات «ويليس» الثلاث فى السوق المصرية
● حازم شريف: ما حجم إيرادات الشركات الثلاث؟
مبروك: تتراوح ما بين 120 إلى 150 مليون جنيه.
نستهدف تحويل مصر إلى مركز رئيسى للخدمات على مستوى المنطقة
● حازم شريف: حجم الإيرادات يعادل 10 ملايين دولار، وهو رقم بسيط بالنسبة لإيرادات «ويليس» العالمية، فهل يستحق ذلك إصرارها على التواجد فى السوق المصرية؟
مبروك: الرقم متواضع بالفعل مقارنة بإيرادات المجموعة العالمية وللخدمات التى يمكنها تقديمها للسوق المصرية والأردنية، خاصة وأن فرع الكويت لايدخل ضمن هذه الأرقام كون المجموعة تمتلك %49 منها فقط ومستهدف مضاعفة هذا الرقم خلال خمس سنوات، والتطور الحادث فى السوق المصرية يسمح بأن نحقق هذا المستهدف.
والسوق المصرية تحتمل أكثر من ذلك بكثير ولكننا نخطو خطواتنا بشكل منظم ونحن لانبحث عن الريادة السريعة ولكن عن الاستقرار أو الاستدامة أولًا، فنحن نركز على القطاعات التى يمكننا من خلالها تحقيق هذا الهدف.
● حازم شريف: ما هى القطاعات التى تعملون فيها بمصر وفرص النمو المتاحة؟
مبروك: نخدم فى مصر بقطاع الشركات «corporate» خاصة الشركات الكبري، و فى مجال الأفراد فى إطار المجموعات مثل موظفى الشركات أو عملاء البنوك وشركات متناهية الصغر فى مجال القروض أو شركات التمويل، وفى التجزئة أو الـ«retail» وهى خدمة مباشرة للأفراد والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهذه هى جموع العملاء الذين نخدمهم فى مجال الوساطة المباشرة.
وفى مجال وساطة إعادة التأمين، نخدم السوق المصرية والأردنية والكويتية والسودانية والليبية وبعض الأسواق الأفريقية التى نرتبط معها بعلاقات تاريخية منذ أن كنا «جراسافوا» وكانت فى نطاقه مسئوليات فرع مصر.
أما مجال الاستشارات فهو جزئين، أحدهما متلاصق مع نشاطنا فى التأمين والبنوك، أما الجزء الآخر فهو مرتبط بمجال الاستشارات فى الموارد البشرية.
ومن المميزات فى «ويليس تاورز واتسون» ما يرتبط بعمليات التقييم، لاسيما وأنها قامت بشراء شركة د. سيفل فى سبعينات القرن الماضى والمتخصصة فى البرمجيات لقياس القدرات، أى قياس قدرات فرد مقارنة بمجموعة أو مجموعة من بين مجموعات أخري.
وشركة «سيفل» من أفضل الشركات فى قياس القدرات على مستوى العالم، وتتوسع فى السوق المصرية سواء فى منشآت حكومية أو غير حكومية وتقوم بمشروعات إعادة هيكلة فيما يخص الموارد البشرية سواء النظم المرتبطة بحوافز الشركات التى يتم طرحها أو الحوافز الخاصة بنظم الأسهم للعاملين فى الشركات للتجهيز للطرح.
الجزء الآخر الذى نعمل فيه بقوة له علاقة بخدمة البيانات أو «data service» المرتبطة بالأجور وغيرها لقطاعات متعددة، ويتم الاعتماد بشكل كبير على أقرب مركز ثقل للفنيات المرتبطة بالاستشارات والموارد البشرية، موجود فى دبى وبه عاملون يخدمون من خلاله السوق السعودية ومنطقة الخليج، ولدينا خبرات فى مصر لكن الاعتماد بشكل أكبر على الخبرات فى دبى أو فى أوروبا بشكل عام لوجود أكثر من مركز طبقًا لشكل الخدمة التى نقدمها.
نعمل مع 20 بنكا فى السوق المصرية بمجال الوساطة والاستشارات
● حازم شريف: كم عدد البنوك التى تقدمون لها خدماتكم؟
مبروك: قاعدة العملاء تصل إلى 20 بنكا ونقدم لهم خدمات سواء فى مجال وساطة التأمين أو الاستشارات التأمينية للبنوك نفسها أو عملاء هذه البنوك.
● حازم شريف: وبالنسبة لعملائكم من الشركات خاصة فى مجال الموارد البشرية؟
مبروك: يتم قياسها بالسنة، لأن الخدمات الاستشارية تنقسم لجزئين، أحدهما خاص بخدمة البيانات والآخر مرتبط بمشروعات إعادة هيكلة وفى المتوسط يكون فى حدود 15 مشروعا لشركات مختلفة.
● حازم شريف: وبالنسبة لإدارة صناديق المعاشات؟
مبروك: فى مصر غير مرخص لنا بإدارة صناديق المعاشات، ونحن فى أمريكا من أكبر مديرى تلك الصناديق.
● حازم شريف: لماذا لم تتقدموا بطلب للحصول على ترخيص فى مصر لاسيما مع تميزكم فى هذا المجال بالخارج، بالإضافة إلى أن السوق المصرية تحتاج للاعبين محترفين ؟
مبروك: السوق المصرية تشهد تطورًا تشريعيًا سريعًا، ونحن لا نرغب فى دخول مجال لانعرف التطور التشريعى سيصل به إلى أين، ودورنا قاصر على تقديم استشارات لبعض الجهات بمعنى كيفية تحويلها من نظام لآخر والأفضل أو الأصلح لها فى مرحلة ما.
● حازم شريف: ما الخطة التوسعية للمجموعة فى مصر فى المرحلة المقبلة؟
مبروك: السوق المصرية لاتزال تفتقد للتوسعات المرتبطة بالتأمينات الخاصة بالأفراد والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وأنادى منذ سنوات بالخروج للأقاليم والتوجه نحو المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوعيتهم بأهمية التأمين كجزء من الدورة الاقتصادية الطبيعية، مثل توعيتهم بالتعامل مع البنوك فى مجال الإقراض أو الإيداع والمعاملات الإلكترونية بدلًا من النقدية، ولابد أيضا من التوعية مثلا بأن التأمين على معدات المهنى مثل النجار ليس زيادة فى التكلفة ولكن حفاظًا على الماكينة نفسها، ومثلما يقوم بصيانتها لابد من التأمين عليها.
فى مجال الموارد البشرية، إعادة الهيكلة طالت كل قطاعات الدولة والقطاع الخاص، فالاحتياج شديد، وبدورى أقوم بتشجيع مجموعة «ويليس» على زيادة استثماراتها فى هذا النشاط بمصر نظرًا لتميزها فيه وامتلاكها خبرات كافية.
وألفت النظر إلى أن هناك تواصلا فى هذا الشأن فى المرحلة الحالية، للمطالبة بضرورة وجود فريق عمل أقوى من الموجود فى دبى وأن يكون مسئولًا عن خدمة المنطقة، لأن التوسع فى مصر سيكون أكبر بكثير من التوسع فى الخليج والسعودية خاصة فى مجال إعادة هيكلة المؤسسات.
● حازم شريف: كم عدد العاملين فى «ويليس» بمصر؟
مبروك: 170 موظفا.
● حازم شريف: عدد الفروع؟
مبروك: فرع بالقاهرة وآخر بالإسكندرية وثالث فى الأردن تابع لمصر، أما الكويت فهو مستقل نظرًا لطبيعة توزيع هيكل ملكيته وفرع السودان باعتباره مراسلًا لويليس تاورز واتسون.
● حازم شريف: فيما يتعلق بالأنشطة التى اخترتها للعمل فيها ورغبتكم فى الوصول للأقاليم هل استخدام اسم «ويليس تاورز واتسون» سيكون ملائمًا لهذا الاقاليم كاسم تجاري؟
مبروك: اختصرنا الاسم إلى «WTW».
● حازم شريف: وهل هذا الاختصار نفسه ملائم لطبيعة الشريحة التى تستهدفون التعامل معها أو تقديم الخدمات لها؟
مبروك: نحن نتعامل مع مؤسسات، فتوجد جمعيات ناجحة فى مجال التمويل متناهى الصغر، وخطتى هو كيفية إيجاد منتجات تأمينية يتم توزيعها مع القروض التى يقومون بمنحها، والهدف تغيير الثقافة، لاسيما وأن البعض يتعامل مع التأمين على أنه خدمة إضافية وليست أساسية، والفلسفة هنا لو استطعنا إدخال الخدمة فى الدورة الاقتصادية للمشروع الصغير سنضمن الاستدامة للمشروع.
لدينا مشكلة فى الوعى وأهمية التأمين فى الدورة الاقتصادية، رغم أن التأمين يقوم بدور مثل الدور الذى يقوم به الادخار والاستثمار، فهو جزء من الدائرة لتظل الدائرة الاقتصادية تعمل باستدامة وهى الرسالة التى نسعى لتوصيلها.
● حازم شريف: الكثير يتحدث عن ضعف الوعى ومنهم من فى قطاع التأمين لكن لا أحد يتحرك بالقدر الكافى بصورة مؤسسية أو فردية؟
مبروك: مؤسسيًا صحيح، لكن على المستوى الشخصى منذ ثلاثة عقود، لا أبيع تأمين ولكن أبيع وعيا تأمينيا وأهميته لحياتهم الاقتصادية.
● حازم شريف: وكيف نخرج من هذه الدائرة؟
مبروك: نحن نتحدث عن احتياجنا لزيادة الوعي، لكن هذا لا يلغى أن هناك طفرة قد حدثت فى هذا المجال.
القطاع الخاص بدأ وكذلك الاتحاد المصرى للتأمين فى القيام بدور ملحوظ فى الوعى التأمينى وانعكس ذلك على معدل نمو السوق والتى تضاعفت 10 مرات، لكن الفرص المتاحة يمكن من خلال استثمارها بالتركيز على الوعى مضاعفة تلك المعدلات أضعافا مضاعفة للموجود.
«الرقابة المالية» نتفاعل مع السوق بقرارات استباقية
● حازم شريف: ما هى القرارات التى ترى ضرورة إصدارها فى الدولة المصرية لتسريع معدلات النمو فى النشاط التأمينى بمصر؟
مبروك: أنا راض عن وتيرة الإصلاح التى تتم خاصة فى الإطار التشريعى ولا أرى ضرورة للإسراع أكثر من ذلك، فلا ينبغى إصدار عددا كبيرا من القوانين فى توقيت مثلما نحن فيه الآن حتى تكون مدروسة دراسة سليمة.
مسئولو الرقابة المالية، كونها الجهة المنوطة عن سوق التأمين، لا يمر بضعة أشهر إلا ويفاجئوا السوق بخطوة استباقية، لكن فى الجانب الآخر، نطالب اتحاد التأمين بزيادة نفقاته فى مجال التوعية، لاسيما «وأن القطاع فلوسه كتير»، ونطالب قطاع التعليم بإدخال التأمين ضمن المناهج الدراسية منذ المرحلة الأولى للتعليم الأساسى، لأهمية التأمين مثل عمل البنوك.
ضرورة إدراج التأمين ضمن مناهج التعليم لأهميته فى الدورة الاقتصادية
● حازم شريف: مطلبك هو مطلب قطاعات أخرى كالبورصة والتمويل العقارى وغيرها، فلماذا لا تقوم الجهات المنوطة بالتعامل مع هذه القطاعات بالاتحاد معا وإعداد منهج يسمى اقتصاد أو ادخار أو استثمار على أن تكون مادة إلزامية داخل المدارس وتتناول القطاعات المختلفة وليس فقط التأمين؟
مبروك: نطالب رئيس الاتحاد بعقد جلسات تشاور مع وزير التعليم والمتخصصين فى وضع المناهج لإعداد مادة تدمج المبادئ الأساسية للتأمين داخل المناهج التعليمية المختلفة، واتحاد التأمين من أكثر الكيانات التنظيمية أو الخدمية التى لديها القدرة المالية لوجود معدلات نمو فى القطاع لاتقل خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة عن %10 سنويا، مما يمكنه من تبنى مبادرة شبيهة بذلك، ويمكن وضعه ضمن برامج الاستدامة التى تسعى الدولة لإدخالها فى كل المحاور والقطاعات الاقتصادية، لأن التأمين هو أحد الأهداف الأساسية للاستدامة.
● حازم شريف: كم شركة تأمين تتعاملون معها كمجموعة «ويليس» كوسيط مباشر وكوسيط إعادة؟
مبروك: كوسيط إعادة نخدم فى السوق المصرية حوالى خمس شركات وفى السوق الأردنية فى حدود 5 أو 6 شركات وفى السودان 3 أو 4 شركات والسوق الأفريقية فى حدود 20 شركة فى مختلف الدول الأفريقية، وفى السوق الكويتية 3 شركات تقريبا.
وكوسيط تأمين مباشر للعميل أمام شركات التأمين، وفقا للترخيص نتعامل مع كل الشركات ولكن فعليا نتعامل مع حوالى %50 من شركات التأمين فى السوق المصرية ونقوم بتصنيف احتياجات العملاء بناء على قدرات تلك الشركات، فلكل عميل احتياجات مختلفة عن العميل الآخر ولاختلاف قدرات كل شركة وتمايزها عن الأخرى، ليس فقط فى مؤشر التسعير ولكن البرامج والرؤية الخاصة بكلِ منها.
● حازم شريف: ما تأثير زيادة عدد شركات الوساطة على الحصة السوقية لمجموعة «ويليس» فى مصر؟
مبروك: نجحت السوق فى تنقية نفسها سريعا، فالقانون صدر فى 2009، وتم تجميد إصدار تراخيض جديدة فى 2020 وفى خلال الـ 11 عامًا الماضية تم إنشاء 100 شركة، لكن الشكل المؤسسى لا يوجد فى أكتر من 10 شركات، والرقابة المالية كانت جريئة حينما فتحت باب التراخيض مجددًا ولكن بضوابط مؤسسية أفضل.
مليار جنيه أقساطا مباشرة لصالح شركات التأمين.. حصتنا فى السوق المحلية
● حازم شريف: ما حصتكم السوقية من الأقساط المحققة من خلال شركات الوساطة ومدى تأثرها بزيادة عدد الشركات؟
مبروك: لاتوجد إحصاءات رسمية عن الحصص السوقية لشركات الوساطة، وقنوات جلب الأقساط ثلاث، هى الوسطاء والجهاز الإنتاجى بشركات التأمين، وأخيرًا عمليات الإدارة.
وعلى كلِ حجم أقساطنا المباشرة لشركات التأمين من خلال مجموعة «ويليس» فى مصر تصل إلى مليار جنيه سنويًا.
● حازم شريف: ما حجم رءوس أموال شركات «ويليس» الثلاث فى مصر؟ وهل هناك نية لزيادتها؟
مبروك: فى الصناعة التأمينية أو الوساطة بشكل خاص، رأس المال لايعنى شيئا، فرءوس أموالنا تتوافق مع نصوص قانون الإشراف والرقابة على التأمين، وهى مليونى جنيه للوساطة المباشرة ومثلها لوساطة الإعادة ومليون جنيه لشركة الاستشارات.
مجال الوساطة أو الاستشارات، الاستثمار فيها يكون فى البشر، وعدد العاملين يمثل قدرتنا على خدمة العملاء، وبدورى أسعى لإقناع قيادات المجموعة الأم بأن تكون مصر مركزًا للعمليات فى المنطقة أو مركزًا لتصدير الخدمات،لاسيما وأننى نجحت فى ذلك فمن يدير فرع الشركة فى الأردن والسودان والكويت مصريون.