تواصل أسعار البترول الهبوط لليوم الثاني في تعاملات اليوم الخميس في أسواق النفط العالمية لتخسر معظم المكاسب التي حققتها خلال الأسبوع الماضي. ورغم تراجع مخزونات النفط الأمريكية بقوة خلال الأسبوع الأخير، فلم يساعد ذلك في تهدئة المخاوف في الأسواق حيال التزايد المستمر في إصابات كورونا والخلاف الناشب بين الدول الأعضاء في تحالف أوبك+ حول حجم إنتاج النفط حتى نهاية العام الجاري.
وعلى خلفية تلك التطورات، سجلت أسعار البترول تراجعا قويا خلال اليوم، حيث انخفضت أسعار البترول بالنسبة للعقود الفورية للخام الأمريكي بنسبة 1.5% على مدار اليوم ووصلت إلى مستويات 71.81 دولار للبرميل.
وشهدت أسعار البترول بالنسبة للعقود الآجلة للخام الأمريكي انخفاضا إلى مستويات 71.84 دولار للبرميل بتراجع بنسبة 1.76%.
في الوقت نفسه، شهدت أسعار البترول بالنسبة للعقود الفورية لخام برنت هبوطا إلى مستويات 73.58 دولار للبرميل حتى الساعة الأخيرة بعد أن تراجعت بنسبة 1.25% على أساس يومي، ووصلت أسعار البترول بالنسبة للعقود الآجلة لخام برنت إلى مستويات 73.62 دولار للبرميل بعد أن سجلت انخفاضا بحوالي 1.52%.
تراجع مؤشر مخزونات البترول
ووفقا للبيانات الصادرة أمس الأربعاء عن إدارة الطاقة الأمريكية، فقد سجل مؤشر مخزونات البترول خلال الأسبوع الأخير تراجعا بنحو 7.9 مليون برميل، بأفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيل انخفاض بحوالي 4.3 مليون برميل. وتعد تلك القراءة أفضل من قراءات الأسبوعين الماضيين، حيث سجل المؤشر تراجعا بنحو 6.9 مليون برميل و6.7 مليون برميل على التوالي، ونظرا لإيجابية تلك البيانات، فقد ساهمت في الحد من الخسائر التي تكبدتها أسعار النفط خلال تداولات أمس.
ولكن كانت أسعار البترول بحاجة إلى دعم أكبر من ذلك لتجاوز عودة مخاوف فيروس كورونا للأسواق من جديد. فمع ارتفاع إصابات كورونا بوتيرة سريعة داخل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول جنوب شرق آسيا، عادت حالة عدم اليقين للأسواق حول تعافي الطلب على البترول الخام خلال العام الجاري.
وتصاعدت تلك المخاوف بعد إعلان أستراليا عن تمديد قيود الإغلاق في مدينة سيدني، أكبر مدينة في البلاد، حتى نهاية الشهر الجاري مع تسارع وتيرة الإصابات بسبب انتشار متحور دلتا الجديد. وجاءت تلك التطورات بعد أقل من أسبوع من إعلان السلطات في اليابان عن فرض حالة الطوارئ من جديد في العاصمة طوكيو تحسبا لتفشي متحور كورونا الجديد.
وزادت الضغوط على تحركات أسعار النفط منذ تداولات أمس بعد صدور تقارير صحفية نقلا عن مصادر مطلعة داخل أوبك عن توصل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق بشأن إنتاج النفط خلال النصف الثاني من العام الجاري. وأظهرت التقارير الصحفية أنه من المقرر وفقا للاتفاق الجديد أن تزيد حصة الإمارات من إنتاج النفط بصورة أكبر.
خلاف أوبك
وصرحت وكالة الطاقة الدولية، أمس الأول الثلاثاء، بأن المحادثات المتعثرة بين كبار منتجي النفط بشأن ضخ المزيد من الإمدادات قد تفضي إلى حرب أسعار في الوقت الذي تسهم فيه اللقاحات للوقاية من “كوفيد-19” في ارتفاع الطلب على الخام.
وقالت الوكالة التي مقرها باريس: “احتمال نشوب معركة على الحصة السوقية، حتى إذا كان بعيدا، يهدد الأسواق، كذلك احتمال ارتفاع أسعار الوقود يهدد بتغذية التضخم وإلحاق الضرر بتعاف اقتصادي هش”.
وأضافت في تقريرها الشهري عن سوق النفط : “الجمود في “أوبك+” يعني أن حصص الإنتاج ستظل عند مستويات يوليو لحين إمكان التوصل إلى تسوية. في هذه الحالة، ستشهد أسواق النفط حالة من الشح في الوقت الذي ينتعش فيه الطلب من الانخفاض المدفوع بكوفيد في العام الماضي”.
وتسبب خلاف بين السعودية والإمارات ضمن “أوبك+”، وهي مجموعة تضم منتجين من منظمة البلدان المصدرة للبترول، في إيقاف محادثات الأسبوع الماضي بشأن تعزيز الإنتاج بعد مفاوضات استمرت عدة أيام؛ وفقا لـ “رويترز”.