تباينت أسعار البترول في أسواق النفط العالمية، اليوم الاثنين، إذ لامست مستويات مرتفعة لم تسجلها منذ أكتوبر 2018 ثم تراجعت عنها، وذلك في الوقت الذي يركز فيه المستثمرون على اجتماع أوبك، الأسبوع الحالي، فيما تستمر الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران بشان إحياء الاتفاق النووي، مؤجلة زيادة الصادرات النفطية الإيرانية، بحسب وكالة رويترز.
وسجل مؤشرا أسعار البترول الخامان القياسيان برنت والوسيط الأمريكي أداء متباينًا في تعاملات اليوم الاثنين.
تراجع أسعار البترول بالنسبة لخام برنت تسليم أغسطس سنتًا واحدًا
وتراجعت أسعار البترول بالنسبة لخام برنت تسليم أغسطس سنتًا واحدًا إلى 76.17 دولار للبرميل.
وتقدمت أسعار البترول بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أغسطس، أربع سنتات إلى 74.09 دولار للبرميل .
تعيد مجموعة أوبك+ 2.1 مليون برميل من الخام للسوق بداية من مايو حتى نهاية يوليو، ضمن خطة للخفض التدريجي لقيود الإنتاج غير المسبوقة التي بدأت العام الماضى.
وتجتمع أوبك+ في الأول من يوليو وقد تقلص تخفيضات الإنتاج أكثر في أغسطس، مع ارتفاع أسعار النفط وتعافي الطلب.
وتتوقع إيه.ان.زد وآي.ان.جي أن ترفع أوبك+ الإنتاج بحوالي 500 ألف برميل يوميًّا في أغسطس، وهوالأمر الذي من المرجح أن يدعم ارتفاع أسعار البترول.
وذكرت آي.ان.جي في مذكرة “أي كمية أقل من ذلك من المرجح أن تكون كافية لنرى متعاملين يدفعون السوق للصعود على المدى القصير”.
منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة يُوفون بتعهداتهم
رغم اتجاه أسعار النفط لبلوغ نحو 75 دولارًا للبرميل، يفي منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة بتعهداتهم بالإبقاء على مستوى الإنفاق.
في السابق أدى ارتفاع أسعار النفط الخام مثلما حدث هذا العام وقيود إنتاج النفط التي فرضتها مجموعة منتجي أوبك+ إلى طفرة في أنشطة الحفر.
لكن المستثمرين يطالبون بعائدات مالية عند زيادة الكميات في الوقت الذي يتحول فيه ممولون الطاقة إلى مصادر الطاقة المتجددة، ومن ثم فإن شركات النفط الصخري عازمة على كبح الإنتاج.
قال سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة بايونير ناتشورال ريسورسز، أكبر منتج في حقل في حوض بيرميان للنفط الصخري: “ما زلت واثقًا من أن المنتجين لن يتحركوا كردّ فعل” لارتفاع الأسعار.
وأضاف، في مقابلة مع رويترز، أن التركيز على عائدات المساهمين أبقى الإنفاق منخفضًا.
جرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي الأسبوع الماضي فوق 73 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018.
في ذلك الوقت، كان عدد منصات الحفر الأمريكية 1052 لكنها اليوم تقل كثيرًا عن نصف هذا العدد، حوالي 470، وفقًا لبيانات بيكر هيوز (NYSE:BKR).
لا يزال إنتاج النفط الصخري أقل بكثير من ذروة يناير 2020
ولا يزال إنتاج النفط الصخري أقل بكثير من ذروة يناير 2020 عند 9.18 مليون برميل يوميًّا، إذ بلغ الإنتاج من أكبر سبعة حقول هذا الشهر 7.77 مليون برميل يوميًّا، أو أقل من تلك الذروة بنسبة 15.4%، وفقًا لبيانات الحكومة الأمريكية.
وبلغ متوسط إنتاج النفط الأمريكي الإجمالي في الربع الأول 83% من ذروة العام الماضي.
ورفعت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة متوسط توقعات الإنتاج لعام 2021 إلى 11.08 مليون برميل يوميًّا بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام، لكن هذا المستوى لا يزال أقل بنحو 200 ألف برميل يوميًّا من متوسط العام الماضي.
أسعار النفط ستكسر على الأرجح حاجز 80 دولارًا
وقال شيفيلد “أسعار النفط ستكسر على الأرجح حاجز 80 دولارًا للبرميل هنا قريبًا، ولا أرى أية زيادة في عدد المنصات”.
وربما تؤدي زيادة نشاط حقول النفط إلى ارتفاع أسعار الخدمات، والتي ارتفعت بالفعل بنحو 6%.
وأضاف شيفيلد أن شركته ربما تقلل عدد حفاراتها العاملة بعد أن صارت عملياتها أكثر كفاءة.
وكبح إنتاج النفط الصخري مهم لخطوة أوبك التالية. وزادت المجموعة إنتاج النفط تدريجيًّا، وهي واثقة من أن النفط الصخري الأمريكي لن يعود إلى حقبة النمو الهائل.
ومن المقرر أن تجتمع، يوم الخميس؛ للنظر في تقليص آخَر لتخفيضات الإنتاج اعتبارًا من أغسطس.