قال محللو أدوية فى بنوك استثمار محلية إن انتشار لقاح فيروس كورونا، واتجاه الدولة لتصنيعه، وانخفاض أعداد الإصابات، وخبرة المرضى فى التعامل مع الفيروس، سيحد من دخول شركات جديدة فى مجال تصنيع مستحضرات، وأدوية علاج كورونا، فى ظل تراجع الطلب عليها.
كانت شركة سبأ للأدوية أعلنت مؤخرا إيقاف السير فى إجراءات تصنيع مستحضر علاج فيروس كورونا « Favipitavir» مُرجعة ذلك إلى ضعف الجدوى الاقتصادية من إنتاج المُستحضر، بعد عام من إعلانها الاتجاه لإنتاج المستحضر.
ويرى المحللون أن ارتفاع تكاليف الإنتاج، بسبب استيراد المواد الخام، ووجود شركات كبرى تتمتع بحصص سوقية مرتفعة تُنتج هذا النوع من الأدوية، أحد العوامل المساهمة فى إثناء أى شركات جديدة عن اتخاذ قرار التصنيع.
وسجلت أعداد إصابات فيروس كورونا تراجعا نسبته %50 خلال الشهر الأخير بنحو 572 حالة جديدة، فى 21 يونيو، مقارنة مع 1145 حالة فى 23 مايو، وفقا للبيانات الرسمية لوزارة الصحة .
بلتون: الكيانات المُنتجة حاليا كبيرة وتتمتع بحصة سوقية مُرتفعة
وقال على عادل، محلل قطاع الأدوية، فى بنك استثمار بلتون، إن تراجع عدد الإصابات، وبالتالى أعداد الحالات التى تحتاج إلى الرعاية السريرية بالمستشفيات، يحد من دخول شركات جديدة فى إنتاج هذا النوع من الأدوية .
وأضاف أن انتشار اللقاح، والذى خفض الحاجة إلى الأدوية اللازمة لعلاج كورونا، وخبرة المواطنين فى التعامل مع الفيروس، واعتماد المصابين على بروتوكول العلاج، تعد من بين العوامل التى تحد من الحاجة إلى زيادة كميات الأدوية الموجهة لعلاج الفيروس.
سبأ: وقف التصنيع لعدم الجدوى الاقتصادية
على صعيد قرار «سبأ» قال «عادل» إن تراجع حصتها السوقية، وارتفاع المنافسة فى هذا المجال، يعد أحد العوامل التى دفعتها لاتخاذ قرارها فى هذا الشأن، حيث إن هناك عددا من الشركات تتمتع بحصص سوقية مرتفعة، وتنتج هذه الأنواع من العقاقير مثال (راميدا – إيفا فارما – إيبيكو).
كانت شركة «إيبيكو» قالت فى بيان سابق للبورصة المصرية إنها وفرت ملايين العبوات من الأدوية المستخدمة فى بروتوكولات علاج فيروس كورونا، كما نجحت فى إنتاج أحدث الأدوية العالمية مثل «ريمديسيفير» المستخدم فى علاج فيروس كورونا، حيث أنتجت الشركة نحو 72 مليون عبوة سواء للسوق المحلية أو للتصدير الخارجى.
وتنتج وتصدر شركة «إيفا فارما» للأدوية، العقار الروسى المستخدم فى علاج فيروس كورونا «فافيبيرافير» وهو نفس الدواء الذى كانت ستنتجه «سبأ» وكانت «راميدا» أعلنت العام الماضى بدء تصنيع دواء «أنفيزيرام» لعلاج كورونا، والذى يحتوى على مادة «فافيبيرافير».
ولفت «عادل» إلى أن تصنيع المستحضر سيمثل عبئا ماديا على «سبأ» نتيجة عدم قوة الشركة ماليا، وارتفاع أسعار المواد الخام. وقلل من احتمالات دخول شركات جديدة فى إنتاج هذا النوع من الأدوية فى ظل تراجع الطلب عليها.
وكان مسئولون فى «سبأ» قالوا لـ«المال» فى أكتوبر الماضى إن الشركة كانت تعتزم طرح مستحضرين لعلاج «كورونا» بتكلفة تصل إلى 15 مليون جنيه، لتمويل التجارب، والدراسات، والتراخيص، وتوفير الخامات وتمولها الشركة ذاتيا.
وأشار مسئولو الشركة آنذاك إلى أن «سبأ للأدوية»، تعاقدت مع 3 شركات عالمية متخصصة فى توريد المواد الخام، وتلقت بالفعل أول شحنة من المواد الخام تكفى 50 ألف مريض، والشركة بانتظار الموافقات النهائية لتلقى الشحنة الثانية.
نعيم: توافر اللقاح واتجاه الدولة لتصنيعه يقلل الطلب على أدوية الفيروس
من جانبه، قال هشام حمدى محلل قطاع الأدوية، فى بحوث بنك استثمار النعيم إن هذا النوع من العقاقير أصبحت جدواه الاقتصادية ضعيفة حاليا نتيجة الارتفاع الكبير لأسعار المواد الخام، وانتشار اللقاح، ودخول الحكومة فى عمليات إنتاجه، بكميات كبيرة، فضلا عن أنه مرتبط بعلاج الحالات الحرجة فى مراحل متقدمة.
وأكد أن هذه العوامل مجتمعة خفضت الطلب على أدوية علاج كورونا، مما سيحد من دخول أى شركات جديدة فى مجالات إنتاج هذا النوع من الأدوية.
كانت وزيرة الصحة د. هالة زايد قالت الأحد الماضى إنه من المتوقع أن تنتهى شركة «فاكسيرا» من المصنع الثانى لها لإنتاج لقاحات فيروس كورونا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 ملايين جرعة يوميا.
وقال مجلس الوزراء فى مايو الماضى إنه تم البدء فى إنتاج لقاح «سينوفاك» الصينى محليا، فيما تستعد الحكومة لإنتاج أول لقاح محلى، بالتعاون مع وزارات التعليم، والبحث العلمى، ووزارة الزراعة، واستصلاح الأراضى، وشركة «إيفا فارما».
وأعلنت وزارة الصحة فى وقت سابق من الشهر الجارى أن هناك إقبالًا من المواطنين على اللقاح، إذ سجل نحو 6 ملايين من خلال الموقع المخصص لحجز اللقاح حتى الآن لتلقى التطعيم، فيما حصل نحو 2.5 مليون مواطن على اللقاح فعليًا ما بين «سينوفارم» و«أسترازينيكا”، وأن الدولة تستهدف تطعيم %40 من المصريين من الفئات الأكثر خطورة.
ولفت «حمدى» إلى أن الحكومة تعتمد عادة على الشركات الكبيرة فى حالة طرح مناقصات لتوريد هذا النوع من الأدوية، مما يجعل الأمر مُكلف لشركة «سبأ»، دون عائد مُجزى.
وشهدت «سبأ» تراجعا فى صافى أرباحها خلال الربع الأول من العام الحالى بنسبة %30 إلى مستوى 2.22 مليون جنيه، مقابل 3.16 مليون جنيه أرباحاً خلال الربع نفسه من العام الماضى، إضافة إلى تراجع مبيعاتها بـ%50 لتسجل 10.6 مليون جنيه، مقارنة مع الفترة المناظرة من العام الماضى.