يوصي الاتحاد المصري للتأمين بالتعامل بشكل حذر مع الأخطار الناشئة، سواء من حيث عمليات الاكتتاب أو الملاءة المالية أو معيدي التأمين أو عمليات التسوية أو التعويضات، فضلاً عن تخصيص رأس المال وتكوين المخصصات الفنية التي تلائم هذه النوعية من الأخطار، وقد ظهرت حديثاً مجموعة من الأخطار التى اصطلح على تسميتها بالأخطار الناشئة Emerging Risks والتى صارت العديد من شركات التأمين حول العالم تكتتب فيها بالرغم مما يكتنفها من غموض وإبهام.
مشكلات الأخطار الناشئة
ويرجح العديد من الأكاديمين والممارسين، أن تشكل هذه الأخطار مستقبلاً مشكلة شبيهة بمشكلات التعويضات طويلة الأجل (الممتدة) Long -Tail Claims والتى تمتد فيها الفجوة الزمنية بين حدوث الخسارة وإبلاغها لشركة التأمين بضعة سنوات، وكذلك التعويضات الكامنة Latent claims والتى تحدث الخسارة فيها بشكل بطئ ومتدرج (تراكمى) يمتد أعوام طويلة (مثال تعويضات الأمراض الصدرية الناتجة عن إستنشاق الأسبستوس) .Dust Inhaling Claims
وكشف الاتحاد المصرى للتأمين فى نشرته الإلكترونية، أنه على سبيل المثال تثير تعويضات الإسبستوس (وما فى حكمها) تعقيدات كثيرة فى سوق التأمين بسبب تعريف الأخطار الناشئة، والخطأ السابق لشركات التأمين منذ ثلاثة أو أربعة عقود فى تقدير خسائر هذه النوعية من الأخطار حتى إن معهد التأمين القانونى بالمملكة المتحدة فى دراسة مشتركة مع Cass Business School كلية كاس للأعمال قد أطلقوا على هذه النوعية من الأخطار آثام الماضى Sins of the Past، وراحت شركات التأمين
تطالب الحكومات بالتدخل لمساعدتها فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ويقرر معهد التأمين القانوني بلندن أن الأخطار الناشئة من المرجح أن تتحول إلى آثام “الماضي” للمستقبل!، وهناك تعريف سوق اللويدز للأخطار الناشئة وهى الأخطار التى يتوقع مستقبلاً أن تصبح نتائجها جسيمة، ولكن لا يوجد فهم كامل لها يساعد على وضع شروط أو أسعار تأمين أو إحتياطيات دقيقة أو تخصيص رأس مال كافى”.
الاتحاد المصرى للتأمين : الأخطار الناشئة تتسم بعدم الوضوح
وأوضح الاتحاد المصرى للتأمين، أن السمة الأساسية فى الأخطار الناشئة هى درجة عدم الوضوح فى ضوء غياب الخبرة الكافية التى تمكن شركة التأمين من إجراء عملية إكتتاب فنية دقيقة ومتكاملة، والأخطار الناشئة هى أخطار قابلة للتأمين Insurable Risks، أن ينطبق عليها كل شروط القابلية للتأمين، وبالتالي فجميع الأخطار الناشئة هى أخطار قابلة للتأمين ومن ثم فإن الوقوف على خصائصها سيستلزم المقارنة بينها وبين الأخطار التقليدية، وبالتالي فسوف تظهر آثار هذه الأخطار الناشئة فى الأجيال القادمة من المكتتبين.
كما تصفها Willis Re بالبجعة السوداء Black Swan من خلال تحديد خصائصها على النحو التالى وهى أخطار لا يمكن التنبؤ بها، حيث إنها تقع خارج النطاق العادى للتنبؤ بسبب غياب الخبرة السابقة، وتنطوى على تأثير متطرف Extreme impact، وبالرغم من صعوبة التنبؤ أن الجهد البشرى والتقدير يلعب دوراً كبيراً فى تحديد ملامحها دون الاعتماد على الأساليب والتقنيات التقليدية فى التنبؤ فقط حيث تقود إلى نتائج غير دقيقة.