فى غضون أيام قليلة للغاية، أحدثت مجموعة طلعت مصطفى القابضة حالة من الجدل بداخل السوق العقارية فى أعقاب وضع حجر أساس مشروعها الجديد نور بمنطقة حدائق العاصمة، والذى لاقى تفاعلاً شعبياً لافتاً فى ظل الأسعار المعلنة للبيع ، بجانب مدد السداد الطويلة.
وتشهد منطقة شرق القاهرة زخماً عقارياً فى الفترة الأخيرة مدفوعأً بمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة وما حولها من مدن عمرانية جديدة، ومع ظهور مشروع عملاق مثل «نور» قد نرى حالة من اعادة ترتيب الأوراق سواء من جانب تسعير الوحدات أو الترويج لدى المسوقين، وهو ما حاولت «المال» الإجابة عنه.
وقال خبراء عقاريون إن الاعلان عن مشروع «نور» يراه البعض مبشرا وسيفتح الباب أمام العديد من المشروعات بذات المنطقة، فيما يرى آخرون أن مشروعا بهذا الحجم ومع التمويلات البنكية الضخمة، سيسبب أزمات لباقى المطورين العاملين فى منطقة شرق القاهرة، خاصة وأن فترات السداد ممتدة لـ15 عاماً.
وتطلق طلعت مصطفى لأول مرة سعر المتر فى نور وطرق السداد ، بمقدم حجز لا يتجاوز 37 ألفا و900 جنيه، وبأقساط تبدأ من 3790 جنيها تمتد إلى 15 عاماً.
وفى البداية، اعتبر فتح الله فوزى نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، أن الإعلان عن انطلاق مشروع «نور» فى منطقة شرق القاهرة، هو بمثابة عملية جذب لمزيد من المشروعات بذات المنطقة.
وأضاف، فوزى أن هناك العديد من المناطق بمجرد الاعلان عن تطويرها وتشهد حالة من السباق بين الشركات للاستثمار فيها، وهو ما وضح بشكل جيد فى مدينة أسيوط الجديدة والتى تشهد الآن تنفيذ عدد من المشروعات الضخمة.
وأكد نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، أن دخول طلعت مصطفى فى هذه المنطقة، سيكون بمثابة حافز كبير لباقى المطورين لتنفيذ مشروعات بجوار مدينة نور، مضيفا أنه سيكون هناك طلب على الأراضى المجاورة وهو ما سيتسبب فى ارتفاع أسعار المتر هناك.
وحول قدرة الشركات على تقديم تسهيلات فى عملية السداد تمتد لـ15 عاما، قال فوزى: «كل شركة تقدم المنتج الخاص بها، وهناك العديد من العملاء لا يرغبون فى الحصول على وحدات سواء كانت تجارية أو سكنية بفترات سداد طويلة».
وأضاف أن هناك الكثيرين ينتقدون ارتفاع الأسعار فى مدينة نور، لكن عليهم أن ينظروا لفترة السداد والتى تمتد إلى 15 سنه، وهو ما يجعل الأسعار المطروحة معقولة جدا، بل تعد فرصة جيدة للراغبين فى الحصول على وحدات ضمن مشروع بحجم «نور».
وأكد، فوزى، أنه بإمكان باقى المطورين أن يدخلوا فى منافسة مع مشروع «نور» عن طريق تقديم وحدات نصف تشطيب وبأسعار أقل، مضيفا هناك العديد ممن لديهم الرغبة فى شراء وحدات لا يملكون مثل هذه المبالغ، وهو ما سيدفع باقى المطورين لتقديم وحدات بأسعار أقل تكلفة.
وأشار، نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، إلى أن الشركات الصغيرة يمكنها أن تحقق نجاح فى نفس المنطقة، خاصة وأن مصروفات هذه الشركات قليلة، وهو ما يظهر بشكل جيد من شكل المشروعات المتنوعة والمنتجات الكثيرة فى العاصمة الإدارية الجديدة.
حمودة: ستقلب قواعد اللعبة وعلى البنوك أن تقدم تسهيلات فى عملية التمويل العقارى
من جانبه، اعتبر شريف حمودة رئيس مجلس إدارة شركة كريو للتطوير العقارى، أن وجود مدينة بحجم «نور» فى منطقة شرق القاهرة، سيغير قواعد اللعبة فى المنطقة المزمع إقامة المشروع فيها.
وأضاف، حمودة أن مشروع طلعت مصطفى سيضع حملا كبيرا على باقى الشركات، مطالبا بضرورة تقديم البنوك المصرية تسهيلات فى عملية التمويل العقارى على المشروعات، مثلما قدمت تسهيلات لطلعت مصطفى.
وطالب حمودة بضرورة المساواة فى تقديم الدعم لباقى المشروعات، لأنه وبدون هذا الدعم فإن السوق بأكملها ستتعرض لخسائر كبيرة، خاصة وأن منتجات طلعت مصطفى يشهد لها الجميع بالتميز والريادة، وهو ما ظهر فى المشروعات التى تم تنفيذها على مدار السنوات السابقة.
وأشار حمودة إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة وبإعتبارها أحد المدن العالمية العملاقة، قدمت للسوق بشكل عادل والجميع استفاد من الخدمات التى قدمتها الدولة، مطالبا بضرورة توحيد القواعد التى تحكم السوق.
مأمون: ستجذب شرائح إضافية قد لا يرغبون فى الشراء بها وعلى الباقى استقطابهم
واستبعد كريم مأمون رئيس القطاع التجارى بشركة «MBG» للتطوير العقارى أيه تأثيرات مباشرة على خطط أسعار الشركات العقارية فى منطقة شرق القاهرة جراء إطلاق مشروع نور العملاق؛ ولكنه رأى ان المشروع سيعيد تركيبة المشروعات والعملاء فى المنطقة.
وتابع مأمون: «خلال السنوات الماضية كنت مسئولا عن تسويق أحد مشروعات الفيلات بمنطقة شرق القاهرة وكانت هناك صعوبات فى الترويج وإقناع العملاء؛ وفى مرحلة لاحقة أعلنت شركة طلعت مصطفى عن مشروع مدينتى بالقرب من المشروع المذكور؛ وبخطوات متسارعة لاقت مدينتى قبولا بين المشترين».
وأكمل: «نسبة كبيرة من الراغبين حينها فى شراء وحدات فى مدينتى فضلوا الإتجاه لشركات فيلات المشروع المعطل للاستفادة من مزايا الاستلام الفورى بجانب السكن بالقرب من مشروع مدينتى خاصة وأن أسعار الفيلات كانت أقل من أسعار وحدات مدينتى فى تلك الفترة».
وأوضح ان المقصود هنا هو أن مشروع نور حدائق العاصمة سيعمل على جذب مجموعة من العملاء لرؤية مشروعات شرق القاهرة وهو ما يُجبر المطورون لجذبهم وتعريفهم بباقى المشروعات.
وضرب مثالا قائلا «إحدى مراحل مشروع سيليا طلعت مصطفى فى العاصمة الإدارية الجديدة حققت حجوزات أولية بقيمة 12 مليار جنيه فى الأيام الأولى ولكن الشركة أعلنت بعدها أن الحجوزات الفعلية بلغت 7 مليارات جنيه؛ فى حين أرى أن الفرق والبالغ 5 مليارات جنيه إتجه لشراء وحدات فى مشروعات اخرى تتناسب مع قدرته المالية».
وأكد رئيس القطاع التجارى بشركة «MBG» للتطوير العقاري؛ أن مشروع نور طلعت مصطفى سيؤدى إلى حراك كبير فى السوق المحلية انطلاقا من السمعة الجيدة للمجموعة والتى تعتبر الأساس فى قرار الشراء لأى عميل؛ لافتا إلى أن آليات التسويق الفعالة تبقى فرس رهان المطور العقارى لجذب مزيد من العملاء.
ووضع 4 عوامل لنجاح اى مشروع عقارى وهى اسم الشركة؛ والموقع المتميز للمشروع؛ وثالثا نوعية المخطط العام ومدى القدرة على تنفيذه؛ وأخيرا التسعير الجيد.
وتوقع حدوث موجة من الاندماجات بداخل بعض شركات العاصمة الإدارية الجديدة لتعزيز الملاءة المالية وزيادة القدرة على تنفيذ المشروعات المتفق عليها لضمان عدم سحب الأراضى.
فيما قال رئيس إحدى شركات التسويق العقارى «بشكل قاطع مشروع نور سيُحدث نقلة نوعية فى أسعار البيع ومدد السداد المعروضة من جانب شركات التطوير العقارى العاملة فى منطقتى العاصمة الإدارية الجديدة وحدائق العاصمة».
وأكد أن الفترة القادمة ستشهد إتجاه المطورين لتعديل سياسات البيع والتسعير فى مشروعاتهم ومحاولة تقليلها عن الأسعار المعلنة من جانب طلعت مصطفى؛ بهدف جذب العملاء فى ظل ارتفاع تنافسية طلعت مصطفى عند مقارنتها مع أى مطور آخر.
ورأى أن الفترة القادمة ستشهد أيضا إتجاه المطورين العقاريين للتعاقد مع عدة بنوك لتوفير قروض تمويل عقارى للعملاء عند شراء الوحدات؛ وذلك قبل إطلاق المشروع بالأساس؛ معتبرا أن تلك الآلية باتت أقرب لقاعدة رئيسية لضمان نجاح أى مشروع عقارى مستقبلاً.
كان وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لمجموعة طلعت مصطفى القابضة، وضعا حجر الأساس لإنشاء مدينة «نور»، بمنطقة شرق القاهرة.
وسيتم إنشاء المدينة الجديدة بالشراكة بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والشركة العربية للاستثمار العمرانى، إحدى الشركات التابعة لمجموعة طلعت مصطفى، ويتم تنفيذها على مساحة 5 آلاف فدان بمدينة حدائق العاصمة، وبإجمالى استثمارات بما يصل إلى نصف تريليون جنيه.
وستكون هذه المدينة هى أول مدينة ذكية خضراء فى مصر، ومن المقرر أن تضم 140 ألف وحدة سكنية (عمارات وفيلات)، تستوعب نحو 600 ألف نسمة، بجانب مناطق خدمات تجارية وإدارية وحكومية وغيرها، وستدر ضرائب للدولة بمليارات الجنيهات، وتوفر نحو 3.3 مليون فرصة عمل منتظمة وغير منتظمة.
وأوضح هشام طلعت مصطفى أن موقع المشروع الجديد الذى يقع أمام العاصمة الادارية الجديدة على مساحة 5 الاف فدان يستهدف تلبية متطلبات النمو السكانى والعمرانى فى محور منطقة شرق القاهرة التى يقطنها حالياً نحو 4.5 مليون نسمة ، ويتوقع أن يصل إلى 10 ملايين نسمة بحلول 2030 ، وهو ما يجعل من شرق القاهرة المحور الأول للتنمية فى مصر.