بعد طرح بروموهات الأفلام السينمائية الجديدة مش أنا للفنان تامر حسني الأيام الماضية والذي حقق 10 ملايين مشاهدة في يومين إخراج سارة وفيق ، وكذلك برومو فيلم العارف للفنان أحمد عز ويشاركه بطولته الفنانين محمود حميدة ومصطفى خاطر حقق أيضا 3 ملايين مشاهدة في يومين ، وبرومو فيلم موسى بطولة كريم محمود عبد العزيز وإنتاج نيروسينشري وسنيرجي ، وفيلم البعض لا يذهب للمأذون مرتين بطولة كريم عبد العزيز ودينا الشربيني حقق ملايين المشاهدات كذلك.
نطرح هذه الأسئلة على بعض المتخصصين في السينما ، هل هذه المشاهدات حقيقة أم لا ، وهل تساهم في جذب الجمهور لتلك الأفلام السينمائية ، وهل هذه المشاهدات الضخمة تحققت بسبب غياب تلك الأفلام الكبرى عن السينما المصرية لأكثر من عام ونصف بسبب جائحة كورونا.
أحمد سعد الدين : لا يمكن مقارنة إيرادات هذه الأفلام بأرقام مشاهداتها أبدا
أعرب الناقد الفني أحمد سعد الدين عن كون أغلب هذه المشاهدات لا تكون حقيقية بنسبة كبيرة ، حيث لا يمكن أن يحقق برومو فيلم سينمائي في يومين 10 ملايين مشاهدة فذلك رقم ضخم لم يحققه أي فيلم سينمائي سابق سواء لتامر حسني أو غيره من الفنانين ومن الصعب أن يتحقق في يومين.
ويشير سعد الدين إلى أن هذه المشاهدات لا تساهم بدرجة كبيرة في نجاح تلك الأفلام السينمائية المطروحة بدورالعرض السينمائية بمصر خلال يوليو القادم ، لأننا لو افترضنا أن تذكرة السينما بـ 70 جنيها مثلا وفيلم مش أنا حقق 10 ملايين مشاهدة يعني حوالي 700 مليون جنيه حصيلة هذه المشاهدات لو تحققت للفيلم وقت طرحه ، فهل في الحقيقة الفيلم سيحقق 700 مليون جنيه في السينمات.
ويضيف سعد الدين، أن العالم الافتراضي على السوشيال ميديا والمشاهدات الضخمة لا تقارن أبدا بما يحدث على أرض الواقع في دور العرض السينمائي ، بسبب الظروف الصعبة التي تعاني منها صناعة السينما منذ فترة بسبب وباء كورونا وعدم استيعاب السينما أكثر من 50 في المئة بدور العرض وظروف الإنتاج السينمائي الذي تقلص كثيرا خلال الأعوام السابقة ، كلها أسباب تؤثر على إيرادات الأفلام المطروحة للجمهور ولا تحقق نفس أرقام مشاهدات بروموهاتها.
أحمد فهيم : هذه المشاهدات الكبيرة حقيقية لأن بروموهات الأفلام كانت مميزة
ويرى الفنان أحمد فهيم أن الموسم السينمائي القادم الذي تضم أفلام العارف ومش أنا والبعض لا يذهب للمأذون مرتين حققت إعلاناتها الدعائية بالفعل هذه الأرقام في مشاهداتها ، لأنها كانت مميزة ونسبة المشاهدة التي تحققت لهذه البروموهات حقيقية وليست مزيفة في رأيي.
ولفت إلى أن نسبة المشاهدة العالية لإعلانات هذه الأفلام ستعود بقوة على هذه الأعمال السينمائية الأيام القادمة بالإقبال الجماهيري الكبير عليها في دور العرض السينمائي.
وأوضح فهيم أنه يجب ألا نقارن أبدا أرقام مشاهدات إعلانات الأفلام التي تحققت خلال اليومين الماضيين لبعض الأفلام ، بالإيرادات التي يمكن أن تحققها هذه الأفلام وقت طرحها بدور العرض السينمائي.
وأكد أيضا أن المشاهدة على السوشيال ميديا لا تقارن بإيرادات السينما ، لكن ذلك شىء مبشر بعودة الجمهور للسينمات بقوة الفترة المقبلة ، ونتمنى أن يحدث ذلك بالفعل.
محمد العدل : وجود المنصات الرقمية وغلاء تذكرة السينما سيؤثر على إيرادات الأفلام
بينما يرى المنتج السينمائي محمد العدل، أنه بغض النظر عن كون أرقام مشاهدات بروموهات هذه الأفلام حقيقية أم لا ، لكن أؤكد أنه ليس معنى تحقيقها لهذه الأرقام أن إيراداتها ستكون بنفس الدرجة حينما تطرح في السينمات .
وأوضح العدل أن خروجة السينما للأسرة المصرية أصبحت مكلفة ماديا، حيث كانت في الماضي لا تتجاوز 200 جنيه أما حاليا فتتعدى 700 جنيه بسبب غلاء التذاكر.
ويضيف أنه بسبب ذلك يصعب أن تقبل أسر مصرية كثيرة على السينمات في ظروف فيروس كورنا الحالية ، لذلك الإيرادات لن تكون ضخمة لأي فيلم سينمائي يطرح بدور العرض الفترة المقبلة حتى لو حقق أرقام مشاهدات تتخطى الملايين في البرومو أو الإعلان الدعائي الخاص به على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع قائلا: إن صناعة السينما تأثرت بالطبع بوباء كورونا وإغلاق دور العرض المختلفة وطاقتها التي لا تسوعب سوى 50 في المئة فقط من الجمهور ، لذلك يجب مراعاة كل هذه العوامل أثناء طرح أي فيلم سينمائي وانتظار مدى نجاحه في السينمات المصرية.
وأشار أيضا إلى أنه لا يمكن أن يشكك في مصداقية أرقام المشاهدات التي تحققت للإعلانات الدعائية للأفلام السينمائية التي سيتم طرحها خلال الأيام القادمة للجمهور ، مثل موسى ومش أنا والعارف وغيرها ، لأنها أفلام سينمائية جميعها لنجوم كبار ، ويحققون دائما أعلى الإيرادات لكن حديثه عن عدم تحقيقها إيرادات في الواقع والسينما بنفس مقدار ما حققته بروموهاتها يرجع لعدم إقبال الجمهور المصري بصورة كبيرة على دور العرض ومشاهدة الأفلام المصرية ، لاسيما مع تطور التكنولوجيا ووجود المنصات الرقمية التي أصبحت موجودة لدى غالبية الجمهور على هواتفهم وفي منازلهم فلماذا سيخرجون من منازلهم في هذه الظروف لمشاهدة فيلم سينمائي.