تتفاوت قيمة عقود اللاعبين في الدوري المصري من نادي لأخر، ومن لاعب لأخر، لكن الأمر لا يُعني أن التفاوت قريب بل هناك بعض عقود لاعبي الدوري المصري توازي ما يتقضاه نجوم أخرين بالأندية الأوروبية في مختلف الدوريات العالمية، وبالتأكيد هؤلاء نجوم الصف الأول في مصر لاعبي أندية بيراميدز والزمالك والأهلي.
في السابق كانت تترواح قيمة عقود اللاعبين بين مليوني جنيه حتى 10 ملايين تقريبًا للاعب «مستوى أ» وخاصة الأجانب والمحترفين العرب، ولكن مع دخول العديد من المستثمرين في مجال الرياضة المصرية، وخاصًة ظهور المستشار تركي آل الشيخ، على الساحة الرياضية في مصر، بدايًة من دعمه للنادي الأهلي وجلب مجموعة من الصفقات للزمالك على رأسهم حمدي النقاز وكريستيان جروس، مرورًا بامتلاكه لنادي الأسيوطي وتحويل اسمه لـ«بيراميدز»، فقد ارتفع سقف العقود والرواتب بشكل لا يمكن مقارنته بما كان يحدث في أوقات أخرى.
مقارنة رواتب اللاعبين المصريين بما يتقضاه النجوم في أوروبا
أكد مصدر مسؤول بنادي «بيراميدز» في تصريحات خاصة لـ«المال» أن رمضان صبحي، لاعب نادي بيراميدز، يتقاضى راتبًا سنويًا بيقدر بنحو 40 مليون جنيه مصري، وهو ما يساوي 1.8 مليون جنيه إسترليني.
وبالمقارنة بما أعلنته صحيفة «صن» البريطانية، فإن رمضان صبحي يتقاضى أجرًا أعلى من نجوم أخرين يلعبون لصالح كبار أندية أوروبا، حيث يتقاضى مدافع ليفربول الإنجليزي جو جوميز نحو 1.4 مليون جنيه إسترليني في الموسم الواحد، أقل من رمضان صبحي بنحو 400 ألف جنيه إسترليني.
وفي مانشستر سيتي، يحصل اللاعب الشاب فيل فودين، الذي شارك مؤخرًا في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي، على 1.6 مليون إسترليني في الموسم، بينما يتقاضى إريك جارسيا، المدافع المنضم حديثًا إلى برشلونة الإسباني نحو 750 ألف جنيه إسترليني فقط في الموسم الواحد عندما كان لاعبًا في صفوف مانشستر سيتي.
وفي ألمانيا، يتقاضى مهاجم بايرن ميونيخ تشوبو موتينج نحو 884 ألف جنيه إسترليني، فيما يحصل جمال موسيالا، لاعب الفريق البافاري على 41 ألف جنيه إسترليني فقط.
هل شكل العقود واحد في جميع الأندية المصرية؟
تُعتبر عقود اللاعبين مع الأندية من أهم الأمور التي تحفظ الحقوق المتبادلة بين النادي واللاعب، حيث يحتمي كل منهما في نص العقد حال مخالفة الطرف الآخر، لا سيما وجود ثغرات بهذه العقود أدت في أوقات سابقة لفسخها دون الالتزام بكافة البنود المادية المنصوص عليها.
واتجهت «المال» للحديث مع بعض وكلاء اللاعبين في مصر عن شكل هذه العقود ومدى ثابتها ونظام تسديد القيم المالية الخاصة بكل لاعب.
وأوضح نادر السيد، وكيل اللاعبين، ونجم الزمالك الأسبق، خلال تصريحات خاصة، أن شكل عقود اللاعبين واحد في كل الأندية ولا يختلف من نادي لأخر، فشكله ثابت لكل الأندية ولكل اللاعبين، وذلك بعد أن قرر الاتحاد المصري لكرة القدم توحيد الشكل واللون؛ تجنبًا لحالات التزوير التي شهدتها الرياضة المصرية خلال السنوات الماضية.
ومن جانبه، قال محمد شيحة، خبير التسويق اللاعبين، خلال حديثه مع «المال»، إن اتحاد الكرة يُغير شكل العقود كل موسم أو اثنين ولكن يغير الشكل فقط لا الموضوع، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، إن شكل العقد هذا الموسم أخضر، وهذا هو المعترف به حاليًا، إلا أن اتحاد الكرة قد يغيره بعد موسم أو اثنين، ليصبح لونه أزرق، دون المساس بأي بند من البنود المعروفة داخل العقد.
متى قرر اتحاد الكرة تغيير شكل العقود؟
شكل عقود اللاعبين ثابت دائمًا، وإذا تغير فيتغير على جميع الأندية، لأنه وثيقة للدوري المصري الممتاز لكرة القدم، لكن في الفترة الماضية لاحظنا تغيير شكل عقود اللاعبين عن الفترة التي سبقتها، هكذا أوضح محمد شيحة التسلسل الزمني لتغيير شكل العقود بالدوري المصري.
ويرى شيحة، أن «الجبلاية» مُخطئة بوضع نموذج واحد للتعاقدات؛ لأن الطبيعي في كل دول العالم يتم وضع العقد وفقًا لاتفاق الطرفين، بعد ذلك يقوم اتحاد الكرة بمنح الأندية مهلة لمدة شهر لكي توفق أوضاعك مع العقد الجديد وهذا لا يجوز، لأن لو تم توقيع عقد على ورقة بيضاء بعد الاتفاق على البنود والشروط وتم ختمها فهذا أصبح عقدًا يجب الاعتراف به.
وأكد أنه في الآونة الأخيرة تدارك اتحاد الكرة هذا الأمر ووضع بعض الصفحات بنهاية العقد لكتابة الشروط الخاصة، ولكنه غير صحيح – على حد تعبيره – لأن الشروط من الممكن أن تكون أكثر من العقد الثابت.
ما هو نظام دفع عقود اللاعبين في الدوري المصري؟
دفع عقود اللاعبين تختلف قيمته لكن في الغالب لا تختلف نسبة الدفع، وذلك نظرًا لاختلاف قيمة عقود اللاعبين في الأندية المختلفة فلا يحصل اللاعب «مستوى أ» مثلما يُجني لاعب في المرتبة الثانية أو الثالثة، وهذا يختلف بحسب نسب المشاركات.
وأفاد شيحة، أن اتحاد الكرة في عقوده تنص على دفع 25٪ بداية الموسم، ثم 50% على 10 شهور، وفي الأخير نسبة الـ25% والتي تختلف من لاعبٍ لأخر على حسب نسبة المشاركة.
وأضاف: «لكن إذا اتفق النادي مع اللاعب على الحصول مثلا على عقده كاملًا فلا يمكن تدوين ذلك في اتحاد الكرة لأنك يجب أن تقسم القيمة على الـ12 دفعة، وبذلك اتحاد الكرة يمنح الفرصة للتلاعب».
وتابع: «أتمنى اتحاد الكرة يترك الأندية في وضع العقود، والدليل على ذلك أننا لا نسمع عن وجود أزمات بين الأندية والمدربين إلا قليلًا لأن العقد يتم صياغته بين المدرب والنادي، لكن الأندية تتحايل على العقود لكي تدفع ما اتفقت عليه مع اللاعبين».
من جانبه، علق نادر السيد على هذا الأمر، قائلًا: «تختلف القيمة المالية من لاعب لأخر، لكن طريقة الدفع تتشابه، حيث يحصل اللاعبين على نسبة الـ25% في بداية الموسم، ثم 50% ثم 25% على نسبة المشاركة في المباريات الي تختلف من لاعب لآخر، لكن هناك أندية يكون فيها الدفع مختلف بين لاعب وأخر».
لماذا لا تكتب الأندية قيمة الراتب الحقيقي في العقود؟
في بعض الأحيان لا تكتب بعض الأندية القيمة الحقيقية للاعبين في العقود لأسباب كثيرة منها نسبة اتحاد الكرة والضرائب وغيرها من الأمور الكثيرة التي قد تجعل الأندية متحفظة عن كتابة القيمة.
وقال محمد شيحة، إن معظم الأندية تكتب القيمة الحقيقة للاعب في العقد، لكن هناك بعض الأندية تتحايل – بحد وصفه – على القانون من أجل التهرب الضريبي، وتقليل النسبة التي يتلقاها اتحاد الكرة – 3% – من قيمة العقد إجمالًا.
ولكن نادر السيد اختلف عن شيحة في تفسيره للأمر، حيث يرى أن السبب الحقيقي وراء ذلك، هو أنه ليس من حق أي شخص أن يعرف قيمة الرقم الحقيقي للصفقة، وهذا طبيعي ولا يحدث في أي مكان بالعالم، وفي المقابل يحصل اتحاد الكرة على نسبة التوثيق المتفق عليها، ولكن إعلان القيمة التعاقدية أمر لا يحدث في كثير من الدول، وهو شأن النادي واللاعب فقط.
ماذا عن متوسط عقود أندية الدوري المصري الممتاز؟
هناك تباين كبير موجود في الدوري المصري، من حيث قيمة عقود اللاعبين، وهذا الأمر يُفسره الإمكانيات المادية الكبيرة التي تُحدث فجوة هائلة بين كل من الأهلي والزمالك وبيراميدز، وغيرهم من الأندية في الدوري الممتاز.
وعن ذلك قال محمد شيحة، إن متوسط العقود في الزمالك والأهلي وبيراميدز يتراوح من 5 ملايين جنيه إلى 7 ملايين جنيه، كما أن متوسط العقود في أسوان وطلائع الجيش وغزل المحلة والإنتاج الحربي تتراوح من 300 إلى 500 ألف جنيه.
وأكد نادر السيد، أن في الأندية الكبيرة يحصل اللاعبين بداية من 7 ملايين جنيه حتى 15 مليونًا في الموسم الواحد، أمام في أندية الإمكانيات الضعيفة في الدوري الممتاز يحصل اللاعبون على 400 ألف و500 ألف في الموسم الواحد.
ماذا عن «الممتاز ب».. وهل هناك فوارق كبيرة هناك عن الدرجة الأولى؟
اتجهت «المال» للمقارنة بين قواعد وقوانين اتحاد الكرة وطريقة تطبيقها في الدرجة الأولى، وبما يحدث في «الممتاز ب»، ومدى الفوارق المادية ومتوسط الرواتب هُنا وهُناك في ظل افتقار الأخير لما يخص أمور التسويق من البث التليفزيوني وعقود الرعاية، بعكس ما يحدث مع فرق الدوري الممتاز.
وأكد محمود شيحة، وكيل اللاعبين بدوري الدرجة الثانية – المسؤول عن صفقة انتقال آري بابل ومدحت فاقوسه من غزل المحلة إلى الإسماعيلي، أن نظام العقد وشكله ولونه ثابت كما هو الحال في الدرجة الأولى، ولكن الشروط الجزائية الموضوعة داخل العقد، عادة لا يتم الأخذ بها؛ نظرًا لفقر الإمكانيات المادية داخل الأندية، الأمر الذي ينتهي بفسخ العقد بين الطرفين بالتراضي، وهذا الأمر يٌفسر سبب انتقال اللاعب الواحد بالدرجة الثانية أكثر من مرة من نادِ لأخر.
وأوضح شيحة، خلال تصريحات خاصة لـ«المال» أن أندية القسم الثاني مُلزمة وفقًا للائحة اتحاد الكرة بتسديد مبلغ 25% من قيمة العقد للاعب، ولكن هذه النسبة قد تزيد في بعض الحالات داخل بعض الأندية، أمثال فاركو، والقناة، وبتروجيت؛ نظرًا لوجود موارد مالية بشكل أكبر، عما هو عليه في بعض الأندية الأخرى، خاصًة في مجموعة الصعيد مثل فريق جزيرة مطروح والحمام، وغيرهما من الفرق التي تعتمد على الجهود الذاتية لمجلس الإدارة.
وعن متوسط الرواتب داخل أندية القسم الثاني، أكد أن قيمة المليون جنيه هي الأكبر بين عقود اللاعبين في القسم الثاني، وهذا الراتب لا يتقضاه سوى لاعبين في فرق مثل فاركو، بتروجيت والقناة، إلا أن متوسط الرواتب في الدوري تتراوح من 500 ألف إلى 800 ألف جنيه في الموسم الواحد.
ويرى شيحة، أن الأزمة المالية التي يعاني منها القسم الثاني، خاصًة في بعض الفرق التي يحصل لاعبيها على راتب شهري لا تتعدى الـ5000 جنيه، هو وجود مجلس اتحاد كرة منتخب، ويتم إنشاء لجنة للأندية تختص بمناقشة احتياجات الفرق جميعها، مع وجود شركات رعاية والاتفاق على شكل موحد لبث المباريات، من أجل تزايد مصادر الدخل الواحد للنادي، فضلًا عن الاعتماد على الجهود الذاتية لمجلس الإدارة ودعم المحافظة، والذي لا يكون بشكل ثابت بطبيعة الحال.