مشروع بحثي بالجامعة الأمريكية يطرح رؤية متقدمة لتطور سوق العمل في مصر

أطلق مشروع "حلول للسياسات البديلة" بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ورقة سياسات بعنوان "جودة التشغيل في مصر واعتماد منهج متعدد الأبعاد لسياسات سوق العمل".

مشروع بحثي بالجامعة الأمريكية يطرح رؤية متقدمة لتطور سوق العمل في مصر
المرسي عزت

المرسي عزت

5:56 م, الأربعاء, 2 يونيو 21

أطلق مشروع “حلول للسياسات البديلة” بالجامعة الأمريكية في القاهرة ورقة سياسات بعنوان “جودة التشغيل في مصر واعتماد منهج متعدد الأبعاد لسياسات سوق العمل”.

الورقة المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية تركز على دراسة جودة العمل في مصر، كأحد أهم الموضوعات المرتبطة بأسواق العمل في الدول النامية؛ ومنها مصر، بالشكل الذي يسهم في الرفاهية والاستدامة الاقتصادية.

تطرح الورقة جودة العمل كمؤشر لا يقل أهمية عن خلق فرص العمل، والذي يعد قياسه خطوة ضرورية لوضع السياسات التي تحسّن رفاهية العمال ومستواهم المعيشي، في سوق للعمل تعاني ارتفاع مستوى اللارسمية والافتقار إلى تغطية الضمان الاجتماعي وانخفاض الدخول، حسب الورقة. 

استخدم مؤلفو الورقة منهجية بحثية تتناول جودة العمل من كل جوانبها، وهذا للمرة الأولى في مصر، وهي منهجية تم تطبيقها في دراسات أخرى أُجريت في دول نامية بأمريكا اللاتينية، مع تكييف هذه المنهجية مع السياق المصري من خلال استخدام بيانات مُسوحات سابقة لسوق العمل في مصر.

ويتكون هذا المؤشر من خمس عوامل متغيرة: الدخل من العمل، والوضع المهني، وتغطية الضمان الاجتماعي، وساعات العمل الزائدة عن الحد، والعمل في مؤسسات غير مستقرة.

تشير نتائج الورقة إلى انخفاض جودة التشغيل في مصر بشكل ملحوظ خلال الـ12 سنة التي تمّت دراستها، حيث ارتفعت نسبة العمال الذين يعانون حالات حرمان شديد في سوق العمل من 71% في 2006، إلى 90% في 2018.

وتتخطى معدلات الحرمان هذه إلى حد كبير نسبة العمل غير الرسمي في مصر، مما يدل على عدم استقرار العديد من الوظائف الرسمية.

وفيما يتعلق بالعوامل المتغيرة التي شملها المؤشر، كان التراجع الأكبر من نصيب مستوى الدخل وتغطية الضمان الاجتماعي فيما يأتي الوضع المهني بعد ذلك.

وتبعًا للتحليل الذي تقدمه هذه الورقة فإنها حملت توصيات بإجراء أربعة تغييرات أساسية على صعيد السياسات العامة، وهي تتمثل في تحسين تنظيم الحد الأدنى للأجور؛ وتشجيع تنظيم علاقات التشغيل التعاقدية وتشريعات العمل لخفض نسبة العمل غير الرسمي ضمن القطاع الرسمي (أي العمال الذين يحصلون على أجر ويعملون دون عقود).

علاوة على تثبيت علاقات التشغيل؛ وتوسيع نطاق مساهمات وتغطية التأمين الاجتماعي، في كل من القطاعين الرسمي وغير الرسمي من الاقتصاد؛ والاستثمار في الترتيبات والقدرات المؤسسية التي تنظم علاقة التشغيل وإنفاذ هذه الأنظمة.

تحميل النسخة العربية من الورقة عبر هذا الرابط

يذكر أن حلول للسياسات البديلة مشروع بحثي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة معنيّ بتقديم مقترحات لسياسات عامة للتعامل مع بعض التحديات التي تواجه المجتمع المصري عن طريق عملية بحثية متعمقة ودقيقة واستشارات موسَّعة مع مختلف القطاعات المعنية، يقدمها المشروع في صيغة أوراق بحثية معمقة، بالإضافة لمحتوى متنوع للقارئ العادي عبر الموقع والوسائط الاجتماعية.

يقدم المشروع حلولًا مبتكرة ذات رؤية مستقبلية لدعم مجهودات صناع القرار في تقديم سياسات عامة تهدف لتحقيق التنمية العادلة في مجالات التنمية الاقتصادية، وإدارة الموارد والإصلاح المؤسسي.