عائلة الراحل ليست مثل أى عائلة فنية، بل هى حالة متفردة ومتميزة في الوسط الفني، فلم نر مثلها عائلة حقق جميع أفرادها معادلة النجاح الصعبة، فالأب هو سمير غانم الكوميديان الكبير ذو التاريخ الذي يرجع الى الستينات، والأم هي الفنانة دلال عبد العزيز ذات الحضور الفني المميز والاجتماعي القوي في الوسط الفنى، أما ابنتاه دنيا وإيمي فقد اصبحتا نجمتبن لامعتين تلعبان أدوار البطولة في أعمالهما، كل ذلك مع استمرار نجاحهم في المحافظة على ترابطهم الأسري والظهور كأسرة فنية مبهجة.
وقد نجحوا في ذلك من خلال ترابط الاب سمير غانم والأم ، وعملهما على تشجيع بنتيهما دنيا وايمى الموهوبتين على حق.
الكاتبة الصحفية حنان شومان: عائلة مبهجة جدًا
وعن هذه العائلة قالت الكاتبة الصحفية، حنان شومان : هى عائلة مبهجة جدا، فمنذ ان كانت الفنانة دنيا سمير غانم تغنى فى حفلات المدرسة هى وأختها الفنانة إيمى سمير غانم كان من الواضح عليهما أنهما ستكونان بنتا سمير غانم فنيا أيضا؛ لأن الموهبة واضحة عليهما منذ صغرهما.
مشيرة إلى أن هذا نادرًا ما يحدث فى أسر فنية كثيرة، فإذا أخذنا مثلا كالفنان فريد شوقى وكيف حاول دعم ابنته رانيا وانتج لها فى البداية ، لكنه لم يحققا المعادلة التي حققتها عائلة سمير غانم.
واضافت شومان أنه لم يحدث كثبرا – حتى على مستوى العالم ككل – ان نجحت عائلة بكامل افرادها من الأباء و الأبناء أن يحققوا نجاحا كبيرا في اعمالهم الفنية .
وأشارت شومان الى ان دنيا و إيمى لم يعتمدا فنيا على انهما ابنتي سمير غانم و دلال عبد العزيز ، فهما لم تفرضا فرضا على العمل الفني بسبب والديهما ، بل بالعكس نجاحتهما كانت نتيجة موهبتهما ، وليستا مثل ابناء فنانين أخرين دخلوا الفن أو احتلوا مكانة متقدمة على الساحة الفنية عن طريق أباءهم مثل الفنان محمد عادل امام الذي لولا كون ابن ( الزعيم) لما كاسن يحصل على دور اول ، لكن دنيا وايمى حتى لو كانتا بنتي شخص عادي – وليستا بنتي سمير غانم – كانتا ستكونان فى نفس المكانة الفنية ،لان لديهما موهبة فنية حقيقبة .
وأشارت شومان الى ان ، أعادتا إكتشاف سمير غانم للاجيال الجديدة من جديد ، مع عدم أنكار ان سمير غانم له أجيال تتابعه منذ فوازير فطوطة بل و جمهوره منذ أيام سينما الابيض والاسود ، ومن خلال ثلاثى أضواء المسرح وأعماله فى المسرح أيضا ، لكن بنتاه استطاعتا اعادة احياء حب الجمهور لوالدهما لان ظهوره معاهما كانه إعادة اكتشاف له ، وهذا على عكس مايحدث عادة من ان الاباء هم الذين يصنوعون ابنائهم
ووصفت شومان عائلة سمير غانم بالعائلة (الولادة فن) دون واسطة او مفروضين كأبناء فنانين.
خيرية البشلاوى: دور الجينات في توريث الموهبة
أما الناقدة الفنية خيرية البشلاوى فقالت أن تجربة اسرة الفنان الراحل سمير غانم أكدت دور الجينات في توريث الموهبة، فإيمى ودنيا هما نتاج طبيعي لجينات الاب سمير غانم والام دلال عبد العزيز ، فالموهبة الفطرية وأيضا البيئة التى تواجدتا فيها أثرت عليهما بشكل دون ان يقصد الاب والام، فالفتاتان كانت موهوبتين، والمنزل كان معبأ بالفن.
ووصفت البشلاوى عائلة الراحل الفنان سمير غانم انهم عائلة متساندة جدا ومترابطة بالرغم انها عائلة فنية، ودائما ما يصفون العائلات الفنية بعدم الترابط ، لكن هم حالة إستثنائية بها مودة ورحمة وحب واحترام لفكرة الفن والموهبة التى اهتموا بها ونموها.
وأكدت البشلاوى ان نجاح عائلة سمير غانم هو نتاج من الموهبة واحترام للفن ، لان النجاح يلد نجاح ، و بالتالى يلد عائلة لديها قدره على صناعة افيهات مبهجة طالما كان الاب الى هذا الحد منتج وقادر على ان يصنع البهجة و لديه القدرة على السخرية والعفوية كانه بيتنفس الفكاهة
وأوضحت البشلاوى ان سمير غان له علاقة بالثقافة الشعبوية المتواجدة فى الشارع بالتالى كان يغذيها من خلال تقديم اعماله ، مشيرة الى ان عادل امام حاول يصدر هذه القدرة لأولاده ولم يحقق مثل هذا النجاح ،لكن عائلة الراحل سمير غانم نجحت في أقتحام عالم الفن وأدخلت البهجة فى كل بيت مصرى .
وقالت البشلاوى إنهم عائلة منتجة للبهجة حتى إن كان فى حياتهما مشاكل، لكنهم اختاروا المجال اللى يسعد المصريين ومارسوه دون تكلف وبارتجالية وعفوية، فخلقوا حالة من البهجة والمرح، وكلها أمور مزروعة فى تركيبة الشخصية المصرية.