أثار قرار الحكومة التونسية المُتعلق بإستثناء الليبيين الراغبين في زيارة تونس من الحجر الصحي الإجباري المفروض على كافة الوافدين على البلاد ضمن إطار إجراءات الحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، جدلا مُتصاعدا وسط إتهامات للحكومة بالتعامل بـ “خفة” مع مثل هذا الموضوع.
الحجر الصحي في تونس
وأكد رئيس لجنة الحجر الصحي التونسية محمد الرابحي اليوم (الاثنين)، أن قرار رفع الحجر الصحي عن الوافدين جوا من القطر الليبي الذي إتخذه رئيس الحكومة هشام المشيشي خلال زيارته إلى ليبيا، يبدأ العمل به اليوم.
وأوضح الرابحي في تصريحات بثتها اليوم إذاعة (شمس اف ام) المحلية التونسية، أن هذا القرار له صلة بالإتفاقية الثنائية بين تونس وليبيا بخصوص المعابر البرية التي تم توقيعها أول أمس في العاصمة الليبية.
واعتبر أنه “لا يوجد غموض في هذا القرار”، لافتا إلى أن قرار الحجر الصحي الاجباري “كان قرارا وقائيا وتم إتخاذه عند تفشي السلالات الجديدة من فيروس كورونا في عدد من بلدان العالم منها ليبيا”.
الاستثناء من الحجر الإجباري
وأثار قرار إستثناء الوافدين جوا من ليبيا من الحجر الاجباري جدلا واسعا بين عدد من الأحزاب، وكذلك أيضا داخل البرلمان، ترافق مع إتهامات للحكومة بالتمييز بين الوافدين على البلاد.
وأعرب حزب التيار الديمقراطي (22 نائبا برلمانيا) في بيان اليوم، عن إستنكاره “التمييز بين الوافدين على أساس بلد المصدر دون نشر أي سند علمي أو صحي”.
ودعا اللجنة الوطنية التونسية لمجابهة فيروس كورونا ورئاسة الحكومة إلى تمتيع المُغتربين من المواطنات والمواطنين التونسيين بنفس التسهيلات إعتمادا على نفس المستندات العلمية.
وبالتوازي، دعا ماهر مذيوب النائب البرلماني عن حركة النهضة الإسلامية التي تدعم الحكومة الحالية، اليوم إلى إعفاء المغتربين التونسيين من قرار الحجر الصحي الإجباري لمدة سبعة أيام داخل أحد الفنادق.
ونقلت إذاعة (موزاييك أف أم) المحلية التونسية عن مذيوب قوله “لا سبيل لفرض حجر بأسبوع في النزل على التونسيين القادمين من الخارج .. الحكومة الحالية تتعامل بخفة مع ملف التونسيين بالخارج”.
وأضاف “هناك حوالي مليون و600 ألف تونسي وتونسية موجودون في أنحاء العالم وفروا لتونس في السنة الماضية 5.5 مليار دينار (2.029 مليار دولار) يتعين معاملتهم بكرامة وعلى قدر المساواة مع التونسيين في الداخل”.
مقاضاة المشيشي
إلى ذلك، أعلنت ليليا بالليل النائبة البرلمانية عن حزب قلب تونس (38 نائبا برلمانيا) الموالي للحكومة، أنها تُمهل رئيس الحكومة هشام المشيشي 24 ساعة قبل مقاضاته إذا لم يعلن عن رفع الحجر الصحي الاجباري المفروض على المغتربين التونسيين الراغبين في زيارة تونس.
وإتهمت في تدوينة نشرتها اليوم في صفحتها على شبكة فيسبوك، رئيس الحكومة بالتمييز بين الوافدين على تونس، حيث كتبت “قرار إلغاء الحجر الصحي الاجباري على الليبيين القادمين إلى تونس هو قرار تمييزي ومُتسرع تم إتخاذه دون استشارة علمية”.
وأضافت “سأمهل رئيس الحكومة هشام المشيشي 24 ساعة، قبل التوجه للقضاء ورفع قضية في حقه إذا لم يُعلن خلال هذه المهلة عن رفع الحجر الصحي الاجباري على التونسيين العائدين.. كل الدول تضع أبناء شعبها أولوية في قراراتها، ولا نجد هذه القرارات التعسفية والتمييزية الا مع حكومة هشام المشيشي”.
وأنهى هشام المشيشي الأحد زيارة رسمية إلى طرابلس، استغرقت يومين، تلبية لدعوة كان قد تلقاها من نظيره الليبي عبد الحميد الدبيبة.
ووصف المشيشي في تصريحات للصحفيين إثر عودته إلى تونس قادما من طرابلس، الزيارة بـ”الناجحة والمُثمرة”، وستظهر نتائجها قريبا.
وجاءت الزيارة بعد أربعة أيام من استئناف الخطوط الجوية التونسية رحلاتها نحو المطارات الليبية وذلك بعد توقف دام أكثر من 7 سنوات.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.